يسافر الجمهور الوهراني في رحلة عبر عبق تاريخ الحرف العربي في المجموعات المتحفية، ضمن معرض دشّن بالمتحف العمومي الوطني ”أحمد زبانة”، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية. يكتشف الزائر لهذا المعرض الذي يحمل عنوان ”الحرف العربي من خلال المجموعات المتحفية،  ”جمال لغة الضاد التي تضفي على التحف الأثرية المحفوظة بنفس المؤسسة المتحفية مسحة فنية رائعة، تحمل زخما تاريخيا وعبقرية الخطاطين في تدوين التراث العربي والجزائري بصفة خاصة.

تبرز هذه التظاهرة التي دُشّنت من طرف السلطات المحلية، بحضور جمع من المثقفين والفنانين والباحثين الجامعيين، المجموعات المتحفية التي استخدم فيها الحرف العربي، منها المسكوكات الذهبية والفضية والنحاسية والبرونزية، والنقوش الحجرية التي تحمل في الغالب معلومات تاريخية، على غرار أسماء أمراء تداولوا على الحكم في الدول العربية والإسلامية، وأخرى لنباتات وأماكن كانت تنتشر فيها الحركة التجارية خلال العصرين الوسيط والحديث.

كما يعرض بالمناسبة، تحفا فنية تعود إلى القرنين 18 و19 الميلادي، تبرز اجتهاد الفنانين والخطاطين والصناع في رسم الحرف العربي، وتفننهم في نقشه على النحاسيات والخزف وطرزه في الجلود والأقمشة الحريرية، تحمل جميعها سحر وبهاء لغة الضاد، علاوة على عرض معلومات حول مختلف أنواع الخط العربي وتطوره.

كما تم في هذا المعرض الذي يتواصل إلى 31 ديسمبر الجاري، تخصيص جناح لعرض نماذج من لوحات لتدريس القرآن الكريم،  ومخطوط ”طلوع سعد سعود في أخبار وهران” لمؤلفه الاغا المزاري في نهاية القرن الـ19، ومنحوتة منقوشة بالحرف العربي للنحات محمد بوكرش، ولوحات فنية في الخط العربي للفنان كور نور الدين.

في إطار هذه التظاهرة المقامة تحت شعار ”لغة الضاد وإسهاماتها في التراث”، قدم الأستاذ يحياوي عماري من جامعة ”أبو بكر بلقايد” بتلمسان، محاضرة ركز فيها على أنواع وتطور الخط العربي، من خلال الأثار العربية الإسلامية والجزائرية. أما الأستاذ عبد القادر بوباية من جامعة وهران ”أحمد بن بلة”، فأكد على تحقيق المخطوط في إطار الدراسات الأكاديمية والبحث العلمي، مبرزا إسهامات الأساتذة  الجزائريين في تحقيق المخطوطات التي أصبحت تعتبر مراجع تاريخية للكثير من الباحثين داخل وخارج الوطن، فضلا عن تقديم محاضرات أخرى حول اللغة العربية.

كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني ”أحمد زبانة” لولاية وهران، إقامة ورشتين حول كتابة الخط العربي؛ الأولى موجهة لطلبة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة، من تأطير الفنان التشكيلي خالد خالدي، والثانية خاصة بتلاميذ متوسطة ”الشيخ المقراني”، من تنشيط أورمضان وفاء من متحف ”أحمد زبانة”.