مسرح ”علولة” في ضيافة الجزائر الوسطى
نافذة قوامها 8 عروض
- 677
التقى الجمهور بمسرحية ”معروض للهوى” المستعادة من الريبرتوار القديم، كتبها وأخرجها محمد بختي سنة 1994، وأعاد الاشتغال عليها في عرض جديد. تسعى المسرحية إلى الانتصار للمفاهيم الإنسانية، من خلال صراع عبثي بين أفكار ومبادئ سامية وحقائق ووقائع قاسية.
في محاولة لتسليط الضوء على الحياة اليومية ومتطلباتها القاسية في مواجهة الحب، عُرضت للمخرج مولاي ملياني مسرحية ”الغلطة” التي مزجت الفكاهة بالعبث والحقيقة بالحلم، لتقدم حكاية أستاذ وزوجته يصارعان من أجل حياة كريمة لا تخلو من الحب.
كان موندرام ”الفحلة” لعز الدين عبار نموذجا آخر، اقترحه مسرح وهران عن قسوة الحياة من خلال الأرملة التي تقتفي أثر زوجها وتعمل بجد لتكفل حياة كريمة لبناتها، بينما تواجه نظرة المجتمع القاصرة وأذية الناس متسلحة بذاكرة زوجها.
نزل أعضاء مسرحية ”الحراز” للمخرجة ليلى توشي إلى الشارع، ليقدموا عرضهم ضمن ما يعرف بـ«مسرح الشارع” في ساحة ”الأمير عبد القادر” وساحة البريد المركزي تباعا، حيث وجدوا تفاعلا من الجمهور، كما تجاوب الجمهور، خاصة فئة الشباب، للعرض الكوريفرافي الموسوم بـ«دادا” على ركح مسرح الجزائر الوسطى.
اختتمت العروض بمسرحية ”البارتية” التي تنتمي إلى المسرح الارتجالي، وهو نوع مسرحي يعتمد التمثيل بتلقائية، حيث لا تتشابه عروض المسرحية الواحدة ويبرز الممثل بقوة أدائه وتجاوبه.
‘’التنويع لإرضاء الجمهور”
ضمن تفسير خيارات المسرح الجهوي لوهران، قدّم مراد سنوسي، مدير مسرح ”عبد القادر علولة”، بالمسرح البلدي الجهوي لولاية وهران، شرحا يخص سياسة عمل مؤسسته في واقع وصفه بـ«الصعب”، مؤكدا أنه يؤمن بـ«التنويع لإرضاء الجمهور”، وأن ”رسالة علولة غير جامدة ولا تخضع لمنظور فردي بل تعددي”.
شرح سنوسي بإسهاب رؤيته لتنوع الجمهور، حيث قال إن هناك أكثر من جمهور للمسرح”، وأن فنون العرض كلها تخضع للأذواق، وأنه ليس من حق المسرح أن يستحوذ على الأذواق أو يعتمد خطا غير الفن بحد ذاته”.
قال سنوسي بخصوص مسعاه إلى تنويع مصادر دخل مسرح وهران أنه لاقى الكثير من النقد، خاصة عندما استضاف بعض السهرات الموسيقية، لكنه أكد أن تلك السهرات ”سمحت بإنتاج ستة أعمال في الموسم الماضي”، وعليه أن يعمل ويفكر في سبيل ضمان استمرار إنتاج المسرح.
في السياق، قال المتحدث إن ”41 سهرة موسيقية أنتجت 6 أعمال مسرحية” كما سمحت لإدارة مسرح وهران الجهوي أن يستضيف 13 فرقة ويتكفل بها وبحقوقها. نفى سنوسي وجود مشاكل نص في المسرح الجزائري، إنما هناك ”مشكلا في النوعية”، وهذا في رأيه ”لا يتعلق بالمسرح وحده، بل بكافة المجالات”، منبها أن مسرحه ”لا ينتج من أجل الإنتاج، بل ينتقي ويدرس ما يقدم”.
كشف مدير مسرح وهران عن أن استراتيجيته تعتمد رؤية مستقبلية، من خلال ”تجميع وتقريب الموهوبين حول المسرح، ليشكلوا رصيده القادم في التسيير والتأليف والإنتاج وكل ما يحيط بالعمل المسرحي”، ودعا المتحدث ”إلى ضرورة إدخال المسرح إلى المنظومة التربوية وإشراك المجتمع المدني”، مشددا على أن المسرح اليوم في أمس الحاجة إلى ”الصرامة والجد في الحصول على الإمكانيات، لأنها محدودة”.