ورشات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية

نافذة لاكتساب المهارة في الأداء

نافذة لاكتساب المهارة في الأداء
  • 466
نوال جاوت نوال جاوت

ضمن البرنامج الأكاديمي المرافق للدورة الثالثة عشر من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، التي تختتم اليوم الأربعاء، بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، قدم المايسترو الإيطالي داميانو جيورانا، أول أمس الثلاثاء، ماستر كلاس في العزف على آلة الكمان، فيما توقف الباحث الموسيقي التونسي سمير فرجاني عند "تجربة إنتاج أوبرا باللغة العربية بين المؤثرات الأدبية والموسيقية العربية والغربية".

بالمناسبة، قدم المايسترو الإيطالي لطلبة المعهد الوطني العالي للموسيقى "محمد فوزي" والمدارس الجهوية، بعض التوجيهات فيما يخص العزف على الكمان، الذي يعد من أنبل وأرقى الآلات الموسيقية، مشيرا إلى أنه من المهم التدرب على عدد من الحركات المساعدة على التحكم في تقنيات العزف على الكمان، فضلا عن أساسيات التعامل الصحيح مع الكمان وموقع الأصابع وضغطها على الأوتار، وكذا التركيز الجيد والاسترخاء للوصول إلى النغم المراد.

وتلقى المتربصون بعض أبجديات العزف، منها الكيفية الصحيحة للإمساك بالكمان وطريقة تموضع الأصابع وملامسها للأوتار، وأيضا تقنية سحب القوس بشكل مستقيم على امتداد التوتر. وبالمناسبة، أوضح المؤطر، ضرورة العزف بشكل منتظم والعمل على تحسين التقنيات، فضلا عن الاستماع الجيد، فتعلم العزف على الكمان يتطلب التفاني والصبر، مبينا وجوب الإحساس بالراحة عند العزف ما ينعكس على الأداء.

نصح الموسيقي، الطلبة، بممارسة العزف بشكل منتظم والعمل على تحسين التقنيات، وكذا لزوم معرفة التوقيت الصحيح لتغيير موضع الأصابع على الأوتار، علاوة على التقنيات المعتمدة في العزف على آلة الكمان، الوضعية الصحيحة للآلة وموضعها، تقنية الانحناء الصحيحة، تقنية وضع الأصابع ولوحة الأصابع، إلى جانب التحكم في إنتاج النغمات، تقنية الاهتزاز التي تتضمن تغيير طبقة النغمة بشكل سريع ومتكرر، وغيرها من التوجيهات التي تساعد على اكتساب المهارة اللازمة.

فيما تناول الدكتور التونسي سمير فرجاني، خلال محاضرته التطبيقية المعنونة بـ"تجربة إنتاج أوبرا باللغة العربية بين المؤثرات الأدبية والموسيقية العربية والغربية"، الأوبرا ومراحل التحضير لنصها، مشيرا إلى أن أولى خطوات العمل هي العودة إلى النص الأصلي والبحث في العلامات والدلالات السيميولوجية، مضيفا أن الباحث في الموسيقى يكتشف ويضع تحليلات سيميولوجية ويسقطها على النص الأصلي، وفي النموذج المقترح للطلبة (نص ألف ليلة وليلة) لابد من الحديث عن الاقتباس الموظَّف والسبب السيميائي، فضلا عن تقنيات الكتابة الأوبرالية قائلا "جل الأوبرات مستوحاة من بعضها".

وواصل المؤطر، أنه من الضروري استغلال النص وتطويره وتوظيفه سيميولوجيا، مع استخدام لحن يوصل الشحنة الدرامية في مختلف المستويات الحسية، فالألحان تعطي معنى موسيقيا للنص، مشيرا إلى أنه في عملية صياغة الأوبرا يجرى استخدام نفس التقنيات العالمية وتقنيات الكتابة الأوبرالية، إذ هناك نص لابد من عيشه وتوظيف معانيه، وهناك عمليات للصياغة والكتابة الموسيقية واستخراج معاني النص وجعلها "فرجة أوبرالية"، تجمع الأدب والحكايات، الموسيقى والسيناريو، الفرجة والغناء والحركة على الركح وكذا التوزيع الموسيقي.

على هامش المحاضرة، تحدث الباحث عن دراسته التي خصصها لموضوع "تجربة التناص بين النص الأدبي السردي وفن الأوبرا، في أعمال آمنة الرميلي، أوبرا سالم وشهرزاد"، قائلا إن بحثه يرتكز على موضوع هجرة النص وتحوله من جنس إلى جنس، فمن الحكايا والقصص التي ميزت تاريخنا ومجتمعاتنا نرحل إلى فن الأوبرا، مضيفا أنه يخوض في مسالك دقيقة من تقصي مختلف أشكال التفاوض بين عمل موسيقي حديث ينتمي إلى فضاء ثقافي غربي، ونص سردي قديم ينتمي إلى ثقافة شرقية، في شكل من أشكال التفاوض والمحاكاة والتناغم بين هذه الأشكال الفنية، إضافة إلى تكشف نقاط التعالق بين النص الأدبي السردي والألحان الموسيقية السيمفونية.

وأشار المتحدث إلى أن بحثه يتناول جزأين، محور إنتاج النص المنبثق والمتناص عن العمل، وهو ما قامت به آمنة الرميلي، ومحور العمل الموسيقي والغنائي مع النص الجديد، مع الأخذ بالاعتبار موضوع النص الأصلي، وهي عملية نقل متكررة من جنس أدبي إلى جنس أدبي آخر، من نص أدبي إلى مدونة موسيقية وألحان غنائية أوبرالية تتماشى مع موضوع العمل الأصلي والمنبثق عنه، وتابع أن رحلة البحث والنقل في هذا المجال، انطلقت خلال معاينته لتجربة مماثلة، اشتغل عليها من خلال أطروحة الدكتوراه التي غاص فيها في المدونة الموسيقية "شهرزاد" للمؤلف الروسي مورساكوف، الذي أرادها أن تكون ترجمانا لقصص "ألف ليلة وليلة".

للتذكير، استفاد ما يقارب 70 طالبا من المعهد العالي للموسيقى "محمد فوزي" والمعاهد الجهوي طوال، أيام المهرجان، من ورشات تطبيقية في العزف على البيانو، الفلوت، الكلارينات، الكمان، التشيللو، وغيرها من الآلات، بغية اكتساب عدد من المبادئ الأساسية التي تُمكن الطالب من التحكم في آلته، لتقديم عرض موسيقي في المستوى، تحت إشراف عازفين محترفين وقادة أجواق سيمفونية.