المخطط الدائم لمدينة البليدة العتيقة
نحو إعادة تحيين المشروع
- 1007
باشرت مديرية الثقافة بولاية البليدة جهودا حثيثة لإعادة تحيين مشروع المخطط الدائم لمدينة البليدة الذي تم تجميده خلال الفترة الماضية بهدف الحفاظ على الطابع الهندسي لمختلف الأحياء العتيقة بهذه المدينة وحمايتها من خطر الاندثار، حسبما كشف عنه مدير القطاع الحاج مسحوب.
يتضمن هذا المخطط ـ وفقا لما أوضحه السيد مسحوب لـ«وأج" برنامجا خاصا بترميم مختلف الأحياء العتيقة التي تعد من أبرز المعالم الأثرية للمدينة، يتقدمها حي الدويرات العتيق الذي يعود تاريخ تشييده لبدايات الانتداب العثماني بالجزائر الذي يلقبه سكان المدينة أيضا بقصبة البليدة نظرا لتشابه طابعه الهندسي بقصبة الجزائر.
وسيمس هذا المخطط أيضا أحياء عتيقة أخرى على غرار حي الجون الذي يعد هو الآخر من أعرق الأحياء بالمدينة وكذا حي سيدي يعقوب التي ينتظر أن تستفيد هي الأخرى فور رفع التجميد عن هذا المشروع من أشغال إعادة تهيئة يضيف المسؤول.
كما سيساهم هذا المخطط أيضا فور تجسيده على أرض الواقع في وضع حد لمختلف الانتهاكات التي تطال هذه الأحياء العريقة من قبل سكانها الذين لا يراعون طابعها الهندسي عند إقدامهم على أشغال إعادة تهيئة، مشيرا إلى أن مديرية الثقافة ستشرف مستقبلا على مثل هذا النوع من الأشغال.
وأضاف السيد مسحوب أن سكان هذه الأحياء العتيقة التي تعرضت خلال السنوات الماضية إلى تدهور كبير خاصة بسبب أشغال التهيئة غير المدروسة وكذا أنواع مواد البناء المستخدمة، سيكونون مجبرين مستقبلا على استخراج رخصة من قبل السلطات المعنية قبل مباشرة أشغال الترميم.
وسيتضمن هذا المخطط الذي يراهن عليه كثيرا لإعادة الاعتبار لهذه الأحياء القديمة التي تشكل مقصدا لزوار هذه المدينة العريقة، وضع مخطط خاص بمداخل ومخارج هذه الأحياء وكذا تهيئة طرقاتها التي لا يزيد عرضها عن المتر والنصف على غرار حي دويرات الواقع وسط المدينة.
يذكر أن ولاية البليدة تحصي العديد من المعالم الأثرية التي طالها الإهمال على غرار الأحياء سالفة الذكر وكذا قصر عزيز العريق ببني تامو التي ارتفع عدد العائلات التي تشغله بطريقة غير شرعية من سبع عائلات خلال السنوات الماضية إلى 15 عائلة في الوقت الحالي، والتي شوهت طابعه الهندسي مع العلم أن مختلف الولاة الذين تعاقبوا على رأس هذه الولاية كانوا قد تعهدوا باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة باسترجاع هذا المعلم الأثري وإعادة ترميمه، إلا أنها لم تطبق على أرض الواقع.