لجعله مزارا سياحيا

نحو تثمين الموقع الروماني بحمّام قرقور

نحو تثمين الموقع الروماني بحمّام قرقور
  • 617
ص. م ص. م

تبذل السلطات المحلية لولاية سطيف جهودا حثيثة من أجل تثمين الحمّام الروماني، الذي يُعد أحد المعالم الأثرية الهامة ببلدية حمّام قرقور، المعروفة بمياهها المعدنية المصنفة عالميا؛ قصد تثمينه، وجعله واحدا من أهم المزارات الأثرية السياحية التي توثق لتاريخ هذه المنطقة الواقعة بأعالي ولاية سطيف.
وأوضح مدير الثقافة والفنون بالولاية السيد هاشمي عامر، في تصريح لوأج، أن هذا المعلم الأثري الذي يعود تاريخه إلى العهد الروماني، "يُعد واحدا من المعالم الأثرية الهامة بمنطقة حمّام قرقور. ويرجع تحديدا إلى الفترة الممتدة بين القرن الرابع والخامس؛ ما يستدعي العمل، وبصفة استعجاليه، على تهيئته، وتحديد معالمه للحفاظ عليه".
وتجري، حاليا، العديد من العمليات الرامية إلى تثمين هذا المعلم، ورد الاعتبار له بالنظر إلى حالة التدهور الكبير الذي يتواجد عليه؛ كتنظيفه تحت إشراف مختصين في علم الآثار من المديرية المحلية للثقافة والفنون، وتزيين محيطه بغرض التعريف به، ليصبح، مستقبلا، واحدا من أهم المزارات الأثرية السياحية بالمنطقة الشمالية للولاية، وفق ما صرح بذلك المسؤول.
واستنادا إلى المتحدث، فقد تم تنظيم عدة لقاءات مع الفاعلين في هذا المجال؛ على غرار السلطات المحلية لبلدية حمّام قرقور، والجمعيات الناشطة في المجال السياحي والمواقع الأثرية، خلصت إلى "ضرورة تنظيم حملات واسعة لتنظيف الموقع، بالإضافة إلى تسييجه بإشراك جميع الفاعلين؛ من باحثين، ومهتمين، وكذا طلبة قسم الآثار بجامعة سطيف".
وتم في نفس الإطار، تنظيم خرجات استكشافية وزيارات بيداغوجية إلى الموقع، لفائدة أساتذة باحثين من جامعة "محمد لمين دباغين"، وطلبة قسم الآثار، ومنخرطين بجمعيات محلية ناشطة في مجال السياحة والتراث والآثار، للتعريف به، والحفاظ عليه، ومنعه من الاندثار بالنظر إلى قيمته التاريخية، والرصيد "الهام" من الآثار والفسيفساء التي يحتويها؛ ما يعكس الموروث الثقافي الذي ميّز المنطقة خلال الأزمنة القديمة.
وذكر، بالمناسبة، مدير الثقافة والفنون لولاية سطيف أن "العمل متواصل على قدم وساق بالتنسيق مع جمعية ‘’أدسافا’’ السياحية لبلدية حمّام قرقور؛ من أجل تثمين هذا الموقع الأثري، ورفع الأضرار التي طالته بالتنسيق مع العديد من القطاعات؛ على غرار محافظة الغابات التي تعمل حاليا على قطع جذور الأشجار التي نمت تحت الأرض، وألحقت ضررا بأرضية هذا المعلم، بالإضافة إلى المياه الجوفية المعدنية، التي ألحقت، بدورها، أضرارا عليه لا سيما أن المنطقة تتميز بتضاريسها الجبلية".
وتسعى المديرية الولائية للثقافة والفنون مستقبلا، إلى وضع بطاقة تقنية لهذا المعلم الروماني من طرف مكتب دراسات مختص في التراث؛ قصد التحضير لإعداد ملف لتصنيفه؛ ما سيساهم في إنقاذه، حسب نفس المصدر، الذي أشار إلى أن "دور الباحثين والطلبة الجامعيين وجميع الفاعلين من جمعيات ومجتمع مدني، هام ومحوري لتحقيق هذا الهدف".
وأكد رئيس جمعية ‘’ أدسافا ‘’ السياحية لبلدية حمّام قرقور (شمال سطيف)، السيد هشام خرباش، على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي بالمنطقة، واستغلاله في ترقية الوجهة السياحية للولاية. وأوضح في تصريح لوأج، أن تحقيق هذا الهدف يكون باعتماد حكامة "جيدة"، وتسيير "ناجع " لهذه المواقع والمعالم بالتنسيق مع جميع الفاعلين؛ من سلطات محلية، وجمعيات ناشطة في مجال السياحة والحفاظ على الموروث الثقافي، وكذا باحثين وطلبة جامعات، بالإضافة إلى المواطنين، الذين يرى أن دورهم "محوري" في هذا المجال.
وأضاف أن جمعية ‘’أدسافا ’ السياحية لبلدية حمام قرقور قامت منذ تأسيسها سنة 2019 بالتنسيق مع الجمعية الوطنية "تراث جزايرنا"، بتنظيم 7 حملات لتنظيف وتهيئة هذا المعلم الأثري الهام، الذي يتميز بقربه من المنبع الحموي بالبلدية، المصنف في المرتبة الثالثة عالميا من حيث جودة مياهه، وفوائدها العلاجية.
وتواصل الجمعية تحسيس سكان المنطقة عموما، والقاطنين بمحاذاة هذا المعلم الروماني خصوصا، بأهميته التاريخية والأثرية والسياحية والاقتصادية، لا سيما أنه يتوسط مدينة حمّام قرقور على مساحة تقارب 600 متر مربع، بالإضافة إلى توعيتهم بضرورة الانخراط في عملية الحفاظ عليه، وحمايته من الاندثار، وجعله واحدا من المزارات السياحية بالمنطقة.