احتضنها قصر رياس البحر

ندوة علمية حول حفظ وصيانة الفخار الأثري

ندوة علمية حول حفظ وصيانة الفخار الأثري
  • 244
ق. ث ق. ث

نظم مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر (حصن 23) في الجزائر العاصمة، أول أمس، ندوة علمية بعنوان "الطرق العلمية في حفظ وصيانة وترميم الفخار الأثري"، تم خلالها التطرق إلى نتائج الحفريات الاستكشافية لبعض المواقع الأثرية.

وخلال هذه الندوة المنظمة بالتنسيق مع مخبر الآثار الإسلامية، بمعهد الآثار لجامعة الجزائر "2"، تم التركيز على نتائج الاستكشافات الحفرية للموقع الأثري "مرسى الدجاج" بزموري البحري (بومرداس)، والذي يتربع على مساحة 6 هكتارات. وقد تم العثور على بقايا مهمة من الفخار الأثري، خلال أشغال هذه الحفريات، المندرجة في إطار الجهود العلمية لاستكشاف التراث الثقافي الوطني والحفاظ عليه.

وفي هذا الإطار، أشارت رئيسة فريق البحث، الخبيرة عائشة حنفي، من معهد الآثار، أن من بين النتائج التي تم التوصل إليها بموقع حفرية "مرسى الدجاج"، التي انطلقت منذ 5 سنوات، هو "اكتشاف بقايا فخار أثري يعود تاريخها إلى فترة مهمة من التاريخ الإسلامي في الجزائر"، مما يعكس -كما قالت- "التطور التقني والمهارات. وكذا الذوق الجمالي الراقي لسكان تلك المنطقة".

وذكرت الباحثة بأهمية "استعمال الفخار الأثري للتأريخ للمواقع الأثرية، وقراءة المجتمع الذي كان يعيش في تلك الفترة، على غرار الأدوات المطبخية التي كان يستعملها، فضلا عن نمط العمران بالمدينة، والذي يعتمد على تقنيات خاصة في البناء والتخطيط، وهو دليل على أن هذا الأسلوب خاص بالجزائر، ولم يستعمله آخرون في تلك الفترة".

وأضافت ذات المتحدثة، أنه من خلال الفخار "يمكن أن نرجح تأريخ هذا الموقع (مرسى الدجاج) إلى الحقبة الإسلامية ما بين القرنين الرابع والسادس الهجري"، مشيرة إلى أنه "من أهم ما تم اكتشافه بهذا الموقع، منزل من الحجم الكبير شيد بتقنية بناء راقية وساحة واسعة وبئر بعمق نحو 5 أمتار".

كما يتضمن الموقع، مدينة اسمها "مرسى الدجاج"، كانت تعرف باسمها القديم "روزوبيكاري"، وتعرضت سنة 1225 بعد الميلاد، إلى هجوم عسكري، فهدمت، مما أدى إلى تحولها إلى أطلال تحت الأرض ولم يتم إعادة اكتشافها إلا في سنة 2006، وفقا لذات المصدر.

من جهتها، استعرضت الباحثة بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، وفي علم الإنسان والتاريخ، جليد عقيلة، أنواع الفخاريات المكتشفة في نفس الموقع الأثري، حيث قدمت قراءة تحليلية للقطع الفخارية والخزفية التي "تعكس الحياة الاقتصادية واليومية داخل هذه المدينة، التي تمتد من فترة ما قبل التاريخ إلى غاية الحقبة الإسلامية".

واعتبرت المتحدثة، أن الفخار الأثري المكتشف بهذا الموقع يمثل "جزءا مهما من تاريخ الجزائر وثقافتها، وهو من بين المكتشفات الأثرية الأكثر شيوعا في المواقع الأثرية الجزائرية بأشكال وأنواع مختلفة، وبعناصر تقنية وجمالية، تعكس نوع التراث المحلي وإبداعه الفني".