تراث ورواية
نساء سيرتا يتوشحن "الملايا" و"الحايك"
- 497
شهدت أزقة المدينة القديمة بقسنطينة، أول أمس، حركة غير عادية، صنعها تجول مجموعة من النساء بالملايا السوداء والحايك الأبيض، وهو المنظر الذي أعاد إلى الأذهان، خاصة لدى كبار السن، ذكريات الماضي الجميل، والأيام التي كانت لا تخرج فيه المرأة القسنطينية إلا بهما.
أطلق متحف الفنون والتعابير الثقافية التقليدية "قصر الحاج أحمد باي"، في إطار شهر التراث، الطبعة الثالثة من تظاهرة "يوم الملايا"، تحت شعار "احكي يا قسنطينة.. ملايا وحايك.. تراث ورواية"، حيث عرفت التظاهرة مشاركة عدد معتبر من الشبات اللائي أردن محاكاة زمن ارتداء الملايا، وتجولن في أزقة المدينة القديمة، رفقة مجموعة من الشباب المرتدين اللباس التقليدي القسنطيني.
انطلقت مسيرة الملايا من بوابة قصر "الحاج أحمد باي"، عبر المدينة القديمة، حيث خرجت النساء بحلتهن السوداء والبيضاء، متزينات بالعلم الوطني، حاملات لقفف من الحلفاء، متجهات إلى جسر سيدي مسيد، عبر حي القصبة، ليكون شارع سيدي جليس محطة لتوقف القافلة، وشرب الماء من "العين" المشهورة بالمنطقة، على أنغام الموسيقى المحلية، قبل العودة مجددا نحو "قصر الحاج أحمد باي".
التظاهرة عرفت تنظيم جلسة قهوة، تناول فيها الحضور الحلويات التقليدية وقهوة العصر حول "سينية النحاس"، قبل فتح المجال للمهتمين بالتراث القسنطيني، للحديث عن اللباس التقليدي وقصة الملايا التي كانت ترافق القسنطينية في كل خرجاتها وتنقلاتها، حيث اختلفت الروايات، فمنهم من أرجع اختيار اللون الأسود لهذا اللباس التقليدي إلى العهد العثماني، وحزن نساء قسنطينة لوفاة حاكم المدينة صالح باي، ومنهم من يرى أن الملايا كانت موجودة بقسنطينة، قبل العهد العثماني، وانتشرت خلال التواجد الأموي بالمنطقة. من جهتها، أكدت مديرة متحف الفنون والتعابير الثقافية التقليدية "قصر الحاج أحمد باي"، أن طبعة هذه السنة عرفت إدخال الحايك الأبيض، الذي رافق الملايا السوداء في الجولة بالمدينة القديمة، مضيفة أن الملايا والحايك، ارتبطا بالتراث التقليدي المحلي، سواء بقسنطينة أو الولايات المجاورة، وقالت إن هناك مشاركات قدمن من خارج قسنطينة، وحتى من الجالية الجزائرية بالخارج، أبين إلا أن يشاركن في رسم هذه الصورة الجميلة عبر أزقة المدينة القديمة.
الفرصة كانت سانحة لعدد من القسنطينيين والقسنطينيات، لالتقاط صور الذكرى مع الملتحفات بالملايا والحايك، من الشبات أو من البنات الصغار الملتحفات بالملايا، في أجواء احتفالية، عرفت أيضا عرض لباس قندورة القطيفة، الذي هو جزء من التراث المحلي، شأنه شأن الملايا، في خطوة للحفاظ على المورث الثقافي المادي لمدينة يقول أهل التاريخ، إن عمرها يمتد لأكثر من 2500 سنة، تعاقبت عليها العديد من الحضارات.