نورة عجال مديرة دار نشر أثينا للثقافة لـ "المساء":

نعمل على ترقية الحس الفني عند الصغار بألبومات موسيقية

نعمل على ترقية الحس الفني عند الصغار بألبومات موسيقية
  • 797
حاورتها: نادية شنيوني حاورتها: نادية شنيوني
●أصدرت أوّل جريدة تُعنى بالطفل في الفاتح من جوان 1992 سمتها "نونو"، لتكون هدية لبراعم الجزائر، ولتكون سدا أخضر في وجه القحط والتصحر، الذي ساد آنذاك ساحة النشر المهتم بعالم الصغار، عزّزت المعنية الرفوف بكتب التلوين وبشبه المدرسي والقصص الخيالية والكتب العلمية والتاريخية التي تروي سير الأبطال. كما ساعدت العديد من المؤلفين خاصة الشباب منهم، على ولوج عالم البراءة بإبداعاتهم. ولم تنس محدثتنا فئة المكفوفين، فخصصت لهم مساحة في "دار نونو للنشر"، والتي تحوّلت مؤخرا إلى "أثينا ثقافة". إنها السيدة نورة عجال المدافعة عن ثقافة الطفل، والتي أهدته إصدارات موسيقية تربوية، لتطهّر سمعه من فوضى ما يسمعه في المحيط، وتساعده على نمو أفضل وأخلاق أحصن.
 ❊ المساء: اهتمامكم بالغ في دار نشر "أثينا" بالطفل؛ فماذا تقدمون له من برامج وإنتاجات؟
® نورة عجال: بالفعل نحن نولي إهتماما كبيرا بالطفل؛ فهو محور انشغالنا؛ لكونه المستقبل، وعليه نسعى بدون هوادة، لإسعاده وإدخال السرور عليه، ورؤية ابتسامة صافية تشرق  على محيّاه، فبعد القصص والكتب الخاصة به فكّرنا في إصدار ألبومات على أقراص تحتوي على أغان هادفة، قد تساهم في تنمية الحس الجمالي لديه، وإثراء ساحة الأغنية الخاصة بالطفل، التي تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة؛ مقارنة بما كانت عليه في الماضي.
● ❊ علاوة على كونك المديرة المسيّرة فأنت أيضا الكاتبة لكلمات الأغاني، فكيف كانت التجربة؟
® الكتابة عندي ليست وليدة اللحظة؛ فهي جزء من يومياتي واهتماماتي؛ فأنا أمارس الكتابة والترجمة في مختلف المجالات.
وبالنسبة لكتابة الأغاني فهي تجربة أعتز بها ولو أني لست بشاعرة، لكنني أكتب كلمات تلتزم بالقافية وبموسيقى حسية، كما أني ربما أجيد الغوص في عالم الطفل الذي يسحرني ويجذبني ببراءته الممتعة، التي ترى الجمال في كل مكان، ولا تقول إلا الصدق، لا تعرف زيغا ولا كذبا ولا نفاقا؛ فالطفل صفحة بيضاء؛ لذلك أعمل على أن أملأها بالكلمة الجميلة، التي تهذّب وترتقي بحسّه نحو الجمال والأخلاق. 
تغنيت أيضا بالوالدين؛ اعترافا بفضلهما علينا بعد الله عز وجل، ولنقل فضلهما للأبناء كي يدركوا مدى تضحياتهما. وأشدت بالمعلّم الذي يحيي العقول ويربي النشء، وبالمهرّج الذي يُدخل الفرح والسعادة على الصغار والكبار، ولم أنس الحيوانات؛ باعتبارها صديقة الإنسان والطفل. وعلاوة على الكلمات هناك اللحن الذي اهتم به الأستاذ يزيد عمارة، وهو مفتش بوزارة التربية الوطنية، وحضور الأداء الذي كان للمجموعة الصوتية التابعة للهواء الطلق ببودواو. 
● ❊ ما يلاحَظ أنكم تحرصون على تقديم الكثير من المواضيع وبنفس المساحة؛ فما تعليقكم؟
® بالفعل سعينا بإلمامنا لأن نتطرق لكلّ ما يهم الطفل، فجمعنا له في قرص الحيوانات التي يحبّها ويسعد بالتغني بها، منها مثلا الفراشة الحائمة والنحلة النشيطة، والدعسوقة النظيفة الأنيقة، والقطة الأليفة والكلب الوفي، والحمار الصامد الصابر، والببغاء الناطق المشاغب، والحصان الراكض المتسابق المسافر دوما، ولم ننس طبعا التغني بحيوانات المزرعة، كالديك والخروف والبقرة الحلوب، كما خصّصنا قرصا للإشادة بمعلّم ينفعنا بعلمه، ومهرّج يمتعنا بحركاته وفنه، ويمنحنا ساعة ترفيه وضحك، وبعالم يسعنا جميعنا ويدفعنا للتآخي والتعاون والتعايش ونبذ العنف والاستبداد للعيش في سلام. وخصّصنا أغنية للحفاظ على البيئة بالنظافة والرسكلة؛ أي تحويل الفضلات المهملة إلى تحف جذابة، وبالتالي دفع الطفل لأن يكون فنانا وأن يكون مرهف الحس. أشدنا كذلك بحب الوطن من خلال أرض ميزاب قلعة الأحباب مهد الالتزام ومعبد الإسلام، وهذا حتى تبقى أرضا خيّرة كما عهدناها دائما، ورمزا للمحبة والسلام، وحتى نطلع الأطفال على خصال أهلها الشجعان، ونعود للتذكير بالجد الهمام مازيغ بن كنعان بن حام، وهكذا.
● ❊ وماذا عن القرص المنجَز باللغة الفرنسية؟
® هو قرص تابع لمجموعتنا، كلماته من تأليفي، أما الألحان فللأستاذ يزيد عمارة، وقد رجعنا من خلاله إلى أحلام ماضية راسخة في الذاكرة وإلى أشياء جميلة تجذب الطفولة، فبعد أغنية كرّمنا من خلالها الجدين، مكبّرين تربيتهما معترفين بتضحياتهما، نجد أغاني أخرى، منها ما تتباهى بزهرة الرمال فائقة الجمال، وأخرى بفستان صيف خفيف يرافق الطفلة في كل مكان، ولم ننس السنونوة المرحة لا الحزينة التي تغني للحب والحياة، كما تغنينا بالطير وكاسر الجوز أيضا والحجل وصائدها، واصفين غضبهم عند إصابة الصياد الحجل وسقوطه أرضا، وكلها أغان هادفة أُلّفت باللغة الفرنسية، لإثراء وتمكين الطفل من لغة أجنبية ولغات أخرى وهو يغني ويلعب.
● ❊ هل بالإمكان الحصول على هذا الإنتاج الموسيقي في السوق؟
® نسعى خلال أيام لتوزيع "الأغاني الجميلة" لتصبح في متناول يد الجمهور الصغير، وكل ما نتمناه هو أن تنال إعجابه ورضاه، وأن نحظى بردود مشجّعة تدفعنا للمضي قدما، والعمل أكثر لأجل إسعاد الطفل والنهوض بفنه، وتحفيزه على البحث والاطلاع، وتنمية مواهبه لتسخير قدراته مستقبلا لخدمة أهله وبلده.