معرض نور الدين مقدس "ألوان من تراثنا"
هوية وتاريخ بتقنية "البيسكال"
- 402
يفتتح الفنان التشكيلي نور الدين مقدس معرضه التشكيلي، بعنوان "ألوان من تراثنا"، مساء 8 جوان الجاري إلى غاية 28 منه، برواق "طيب نوارة" في سيدي بلعباس، ليثمن من خلال أعماله المحترفة، معالم من الثقافة والعادات الاجتماعية وبهجة الطبيعة.
الفنان تشكيلي من مواليد 1960 بسيدي بلعباس، أستاذ تربية فنية (متقاعد)، وخريج مدرسة الفنون الجميلة بوهران (1979-1982)، درس في المعهد التكنولوجي بسيدي بلعباس، عضو نشيط في الحركات الجمعوية ومؤسس جمعية "فن وإبداع"، وعضو في الاتحاد الوطني للفنون الثقافية بمدينة سيدي بلعباس.
تأثر مقدس بعدة فنانين مستشرقين، أمثال الفنان نصر الدين ديني. يستعمل الفنان في معرضه تقنية "البيكسال"التي تشبه فن الفسيفساء، إلا أنها على قماش الرسم وبالفرشاة والألوان، وتمتاز أعماله بالضوء والجمال، وهي مستوحاة من الواقع المعاش، أسلوبه متميز من حيث طريقة الرسم، فهو متأثر بالانطباعيين من حيث الألوان، وحضوره دائم في المعارض، وهو متحصل على عدة جوائز، بفضل أعماله الفنية المميزة.
يعود الفنان ليعرض لوحاته الراقية التي لا تحتاج لأي شرح أو تسويق، تشد الجمهور، مستعرضا من خلالها أيضا تجربته الفنية التي تتجاوز ثلاثة عقود، أثمرت أسلوبا فنيا متميزا خاصا به.
أغلب اللوحات من الحجم الكبير، تنبعث منها طاقة حية، إلى جانب تكوين أكاديمي مميز أثرى به الساحة الفنية الجزائرية، وشرف به مدينته سيدي بلعباس، حاضنة الفنون.
تتميز التقنية التي يعتمدها مقدس، في تفكيك الصورة الفوتوغرافية إلى مربعات صغيرة جدا، مثل حجر الحصى الصغير، بالتالي فإنها تعطي لمسة خاصة للعمل، وبعدا جماليا راقيا، كما تجعل المشاهد يدقق في التفاصيل والألوان، ويكتشف الصورة أو المشهد الذي ألف مشاهدته كوحدة واحدة، علما أن الفن الذي يمارسه استلهمه من الكمبيوتر.
يستخدم الفنان الألوان الزيتية، مع الأسلوب الانطباعي، وسيخصص هذا المعرض في مجمله لتراثنا الوطني الثري والزاخر والأصيل، يتجلى في لوحات "الترقية" من البيئة الصحراوية، و "المرأة العاصمية الحضرية" التي توحي بليالي الشرق الساحر، كما تحضر "الريفية" ذات الحلي الفضية والملامح البريئة والصافية، وكذا الفتيات الصغيرات القرويات، أغلبهن من البيئة القبائلية ذات الطبيعة النقية والخلابة، علما أن الفساتين القبائلية تعكس ألوان الربيع الذي يغطي مروج جرجرة.
حضور التراث بالنسبة لمقدس، يعني حضور احتفالات "الفانتازيا" بدوي خيالاتها، وبارود بنادقهم، الذي عبق مساحات البراري الشاسعة في أريافنا وبوادينا الجزائرية، وفي إحدى هذه اللوحات الضخمة، يستطيع الزائر أن يتنسم هواء الريف العليل، حيث تتكشف المروج الخضراء والدروب المنبسطة التي يعبرها القرويون بدوابهم، كأنهم يعيشون على أراضي الجنان التي أبدعها الخالق، مع حضور الصحراء والواحات ويوميات أهلها.