عاصمة الثقافة العربية تحيي الذكرى الثالثة لوفاتها

وردة تعطّر بستان الفن العربي

وردة تعطّر بستان الفن العربي
  • 2119
زبير.ز / شبيلة/ح زبير.ز / شبيلة/ح
تمازجت الألحان واختلطت الجنسيات وذابت الحدود والتأم الشمل، وعادت الليالي الملاح، ليالي الفن والطرب الأصيل، الكلمة النقية التي تتغنّى بحب الآخر وحب الوطن، ذلك الحب العفيف البعيد عن المصلحة والمنفعة، عادت الأرواح لتتعانق من جديد في ليلة كانت بطلتها وبلا منازع فنانة الجزائر والعرب الراحلة وردة الجزائرية، التي رحلت بجسدها وعادت بأعمالها، عادت بأحبائها وعشّاقها في ذكرى رحيلها الثالثة، عادت لتعطّر بستان الفن العربي وهي الوردة اليانعة، عادت في سهرة امتدت لأولى ساعات الفجر، لجمع الأقطار وتقصير المسافات وتوحيد القلوب على المحبّة والإخاء، عادت لتقول بلادي الجزائر وعدنا إليك يا بلادي الحبيبة، عادت لتقول حرّمت أحبك وعيد الكرامة والفدا، عادت لتربط جسرا بين أشجار الأرز ومدينة الجسور المعلّقة، وتمد روابط المحبّة بين أهرام الفراعنة وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية في يوم كان عيدا للفنان الجزائري بامتياز.
أحيت سهرة أول أمس، ثلة من الفنانين العرب حفلا فنيا ساهرا بقاعة العروض "أحمد باي" بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، خصص لتذكر الراحلة وردة الجزائرية في ذكرى رحيلها الثالثة، وحضر الحفل عدد كبير من الفنانين من الجزائر ومن الدول العربية الذين عايشوا الفنانة وتعاملوا معها عن قرب، كما حضر عدد من السفراء والمسؤولون والولاة من شرق البلاد، إضافة إلى عائلة المرحومة، نجلها رياض، وزوجته الكريمة.
واستهل الحفل في حدود العاشرة ليلا، بعرض شريط وثائقي عن أهم محطات حياة المرحومة وردة الجزائرية، وهو الشريط الذي أدى تعليقه الإعلامي القسنطيني مراد بوكرزازة، ودام أكثر من 40 دقيقة، حيث دغدغ الفيلم الوثائقي مشاعر الجمهور الذي اكتظت به قاعة "أحمد باي"، وعاد بالحضور إلى سنوات العزة والكرامة العربية، سنوات الاعتزاز بالقومية العربية والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن وإلى هذه الأمة، كما سلط الضوء على أهم الحفلات التي أحيتها المرحومة وردة، وأشهر أغانيها التي أدتها سواء بالجزائر أو بمصر وكان ختام الفيلم مسكا بأغنية "نحبك يا بلادي".
الحفل الفني الذي نقل عبر مختلف القنوات الفضائية العربية، والذي سهر على تنظيمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، كان مزيجا من مختلف الأقطار العربية، بقيادة المايسترو اللبناني بسام بدور، تفنن مطربون عرب مشهورون في أداء أجمل أغاني الراحلة، وكانت البداية مع الفنانة الجزائرية زكية محمد، التي أدت أغنية "عد يا حبيب الروح"، ثم غنّت "عدنا إليك يا جزائر الحبيبة" وهي الأغنية التي أدتها وردة سنة 1972، في الذكرى العاشرة للاستقلال، وهي من كلمات وأشعار الجزائري صلاح خرفي وألحان المصري بليغ حمدي، وقد تم بالمناسبة تكريم زكية محمد، من طرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، واعتلى بعد زكية محمد، سوبر ستار العرب، الفنان أيمن الأعتر الركح، حيث أدى أغنية "لولا الملامة" التي كتب كلماتها مرسي جميل عزيز، ولحنها محمد عبد الوهاب، ليتم تكريم الفنان الليبي من طرف عميد المالوف الشيخ محمد الطاهر الفرقاني الذي تحدث عن لقائه لأول مرة بالفنانة وردة بفرنسا منذ سنوات عديدة.
"مليت من الغربة ومن التجوال" من كلمات عمر بطيشة، وألحان صلاح الشرنوبي، إحدى روائع وردة الجزائرية كانت هي الأخرى حاضرة في هذا الحفل الفني بصوت الفنانة الأردنية ديانا كرزون، التي كرمت من طرف والي قسنطينة، وأدى رضا العبد الله، من العراق أغنية "أكذب عليك" وهي أغنية من تلحين محمد الموجي، وكلمات مرسي جميل عزيز، كما أهدى الفنان العراقي أغنية للجزائر بعنوان "يا جزائر" ونال تكريمه الخاص من طرف الفنان محمد العماري، الذي وجّه تحيّة حب وإجلال للعراق الشقيق، وأمتعت الفنانة السورية رويدا عطية، الجمهور الحاضر بأغنية "اسمعوني يأهل الهوى" ونالت تكريمها من طرف نجل الراحلة وردة، السيد رياض، كما أبدع الفنان اللبناني وائل جسار، في أداء أغنية "قلبي سعيد" و"وياك يا حياتي"، أما ندى الريحان، فقد ألهبت القاعة بأغنية "بلادي أحبك فوق الظنون" التي يعشقها كل جزائري، لتكرّم هي الأخرى من طرف الفنانة الجزائرية حورية عايشي، وجاء الدور على فلسطين، التي قدم نجمها محمد عساف، أغنية "العيون السود" و"كل الغنوة". أما المغربية هدى سعد فقد أدت أغنية "الوداع" وكرّمت من طرف الفنانة ثريا، وجاء الدور على الفنانة نجاة عطية، ثم الجزائري توفيق يوسفي، الذي أدى أغنية "عيد الكرامة" وأدت المصرية غادة رجب، أغنية "في يوم وليلة"، وكان ختام السهرة الفنية المطرب التونسي صابر الرباعي، الذي حظي بحب كبير من طرف وردة الجزائرية وكانت قد طلبت بنفسها أن يغني بالجزائر وبمهرجان تيمقاد، حيث أهدى ابن تونس الخضراء للحضور أغنية بعنوان "طول عمري وأنا أعشق صوتك يا وردة"، قبل أن يقدم توليفة وكوكتال لمجموعة من أغاني الراحلة قبل أن يختم السهرة برائعة "حرمت أحبك".

عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة: حفل متميز وقسنطينة كانت في الموعد

أعرب وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، عن إعجابه بالحفل المقام لإحياء ذكرى الراحلة وردة، وقال في تصريح "المساء" عقب نهاية الحفل: "أعجبتني هذه السهرة التي كانت رائعة من حيث التنظيم، التفاعل أو من حيث الوفاء للفنانة الراحلة والأصوات الجميلة التي تفاعلت مع أغاني وردة وذكراها، شاهدنا أكثر من 12 فنانا من مختلف الدول العربية الذين تداولوا على الركح، وأدوا أجمل أغاني وردة الجزائرية التي حفرت في الوجدان العربي بأغانيها الجميلة التي ترددها الأجيال". وأضاف الوزير، مهنئا قسنطينة، قائلا: "هنيئا لقسنطينة التي احتضنت هذه الفعاليات الثقافية الفنية المتميزة في حفل لإحياء ذكرى وردة الجزائرية، وقد أعطت صورة جميلة على أن الجزائر وتظاهرة عاصمة الثقافة العربية من خلال قسنطينة التي تقدم نموذجا ناجحا في احتضان مثل هذه الحفلات المتميزة، وعن النفس الجديد الذي من الممكن أن يعطيه هذا الحفل إلى فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أكد الوزير أن مثل هذه التظاهرات مشرّفة وترفع من وتيرة التظاهرة التي تزيد وتنقص ـ حسب رأيه ـ، مضيفا أن هذا الأمر طبيعي ويكون حسب طبيعة الفعاليات.

رياض نجل الراحلة وردة: افتخر بأن والدتي هي الفنانة العربية الوحيدة التي نالت التكريم من بلدها على أعلى مستوى

بتأثر كبير عبّر ابن الراحلة عن أمتنانه الكبير لهذا التكريم والذي قال بشأنه إن والدته الوحيدة التي كرّمت من بلدها الجزائر في حياتها، وعلى أعلى مستوى بعد أن منحها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وسام الاستحقاق، حيث قال: "من عادة أي دولة أن تكرّم فنانيها وأبناءها بعد وفاتهم تقديرا لهم غير أن أميرتي وأمي الغالية، حظيت بتكريمات وهي على قيد الحياة وحتى بعد وفاتها، فالجزائر لا تزال تكرّم وردة في كل مناسبة. وأنا جد ممتن لهذه المدينة المضيافة التي أحيت حفلا لوالدتي التي لازلت افتقدها كثيرا ورحيلها ضربة قاسية لي".

لمياء زوجة رياض نجل وردة: فقدت أما وماموتشكا كانت امرأة حنونة

"فقدت أما وليس حماة فأنا لم أحس يوما أني زوجة ابنها، فقد كنّا أصدقاء وكانت حبيبتي قبل زواجي من رياض، "ماموتشكا" كما كانت تحبّني أن أناديها كانت حنونة جدا ولم تكن تحب أن أناديها بحماتي فهي كانت تدلعني كثيرا حتى أنها كانت تناديني لوتشكا، فلا يمكن تصور كم أن هذه المرأة عظيمة وإنسانية فهي جد حنونة بشكل لم أر مثله، كنت معجبة جدا بتفكيرها الايجابي طوال علاقتي معها، لم ألحظ أي تفكير سلبي عليها، تعلمت الحنان وطيبة القلب منها. كما أنها تحب بلادها كثيرا وتعشق تراب الجزائر، كانت سيدة بيت عظيمة تحب الطبخ كثيرا وتعلّمت منها الكثير خاصة فن الطبخ كما كانت تحب الحيوانات لدرجة لا توصف، كانت حياتها الكتب ورياض، وبعد مجيء حفيدها جمال، خرجنا قليلا من دائرة الحب فقد استحوذ ابني على كل شيء".

الإعلامي بلال العربي: وردة عملاقة الجزائر وقامة فنية عالية

"كان لزاما أن أكون موجودا في هذا الحفل نظرا لعلاقتي الوطيدة بالمرحومة التي رفعت علم الجزائر عاليا في مختلف التظاهرات في الخارج، أظن أن هذا أقل ما نقدمه لعملاقة الجزائر الراحلة وردة التي تعتبر قامة من القامات الفنية ليس في الجزائر وإنما في العالم العربي ككل، هذه مبادرة جيّدة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ونتمنى أن يقدم الجيل الجديد ولو جزءا بسيطا مما قدمته وردة لبلدها ولفنّها، هي أيضا فرصة ثمينة بالنسبة لي لأزور مدينة قسنطنية الجميلة التي أحط بها لأول مرة".

الإعلامية رانيا برغوت: تكريم وردة بقسنطينة شرف لكل العرب

قالت الإعلامية اللبنانية رانيا برغوت، أن وردة الجزائرية تستحق كل التكريمات، كما أبدت سعادتها وامتنانها للجزائر التي منحتها فرصة المشاركة في حفل تكريم أميرة الطرب العربي وحضورها كضيفة شرف، وصرحت لـ"المساء" قائلة: "الفنانة القديرة وردةو كانت تربطني بها علاقة كبيرة فقد صورت أحد أهم حلقاتي قبل رحيلها أين تطرقت إلى مشوارها الفني الحافل وحياتها الشخصية ولم تكن تخفي عنّي ولا عن جمهوري أي سر، وتكريمها بهذه المدينة الرائعة قسنطينة شرف لكل الفنانين العرب الذين حظيوا بفرصة الغناء لأميرة رائعة كوردة"

عبد الوهاب الدوكالي: وردة شرّفتنا وهي تضاهي أم كلثوم

"أقول أن الأخت وردة، كرّست حياتها للفن الأصيل قبل وبعد الزواج، حبا له وحملت الراية الجزائرية والمغاربية عاليا في كل العالم العربي حتى أصبحت نجمة تضاهي حسب رأيي أم كلثوم، هي لا زالت حيّة في قلوبنا، فأغانيها لازالت ولحد الساعة تعاد من قبل شباب وشابات وهذا دليل على فنّها الراقي الذي لا يموت بموتها، وأنا سعيد جدا لاستضافتي في مدينة قسنطينة هذه المدينة التي أنجبت الكثير من الأسماء اللامعة واحتضانها لحفل الفنانة وردة لأمر هام ومشرّف جدا تكريما لهذه المعطاءة ابنة الجزائر".

الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية: وردة تعرّضت للعراقيل والصعوبات في بداية حياتها الفنية

قالت الإعلامية اللبنانية، صاحبة المواقف الجريئة، نضال الأحمدية، أن حفل تكريم وردة الجزائرية ليس بالغريب على الجزائر وهي التي طالما قدّرت هذه العملاقة في حياتها وحتى بعد وفاتها، مضيفة أن الراحلة وردة، تعرضت لظلم كبير في كل من لبنان الذي حرمها حق الجنسية، ومصر التي ظلمتها في بداياتها، كما اعتبرت مشاركتها في حفل التكريم كضيفة شرف بالمفخرة كونه تكريم لامرأة مناضلة استطاعت أن تنتصر على كل الكبوات لتكون اليوم مدرسة في الشجاعة والإنسانية.

ندى الريحان:وردة فنانة وهبت حياتها للفن

 "يسعدني ويشرّفني كثيرا المشاركة في هذا الحفل الكبير لإحياء ذكرى العملاقة وردة، خاصة وأن الحفل يحمل طبعة عربية بالنظر للمشاركة الكبيرة للفنانين العرب الذين جاؤوا من بلدان مختلفة لإحياء ذكراها، وبالنسبة لي فقد أديت أغنية من أغانيها وهذا فخر لي خاصة أنه ليس بإمكان أي شخص الغناء لوردة، ونحن هنا سواء كجزائريين أو عرب تعبيرا عن حبّنا وتقديرنا لها، وكي نقول لها إنك حيّة في قلوبنا رغم رحيلك عنّا فنحن نقول لها حتى وإن لم تكون حاضرة فروحك مازالت حاضرة معنا، فمشوارها الفني غني بالعطاء وسيبقى إلى الأبد فهي الفنانة التي قدمت حياتها لفنها".

الفنان يوسفي توفيق: وردة رفعت الجزائر وعلمها عاليا

"مسرور جدا بمشاركتي في هذا الحفل العربي الكبير لإحياء ذكرى رحيل العملاقة التي نتألم جدا على فقدانها، وأنا هنا لأشارك بأغنية عيد الكرامة لسيدة من سيدات الطرب العربي التي شرّفت الجزائر والتي لن تعوض، فقد رفعت الجزائر وعلمها عاليا وساهمت في نشر الفن بصوتها عبر كامل العالم العربي، واحتكاكها مع كبار الفنانين وعمالقة الفن لشرف لنا، فنحن كجزائريين يكفينا شرفا أنها ابنة هذا الوطن وأنها لم تكن جاحدة فهي كانت دائما حاضرة في كل المناسبات الهامة التي تعني الكثير لهذا الوطن الحبيب، والمرحومة كانت فنانة شاملة فهي طيّبة وراقية ومحبّة للآخر وشخصيا أحببت فيها طيبتها وتواضعها".

الفنان الليبي أيمن الأعتر: رغم أني لم ألتق وردة، فقد كانت سبب نجاحي

"فخور جدا بمشاركتي في هذا الحفل الكبير الذي جاء لإحياء ذكرى أميرة الطرب العربي، التي تربينا على قوة صوتها وكاريزما حضورها على المسرح، وكذا أغانيها التي ستبقى للأجيال القادمة، فالفنانة الراحلة وبالرغم من كوني لم أرها ولم يحصل لي الشرف وأن التقيتها، وكانت أمنية لم تتحقق، كانت سببا وراء نجاحي بعد غنائي لها أغنية لولا الملامة التي أحبها الجمهور، زيارتي هي الأولى للجزائر والتي جاءت لتكريم العملاقة، أظن أن كل أغانيها صعبة ورائعة في ذات الوقت، اليوم أصبح لي عشق بيني وبين هذه المدينة الساحرة مدينة الجسور والطبيعة".

الفنان الفلسطيني محمد عساف: وردة مدرسة لن تتكرر

من جهته الفنان الفلسطيني محمد عساف، والذي أثنى على مشاركته في حفل تكريم وردة الجزائرية، وقال: "أميرة الطرب تستحق منّا الكثير فالساحة الفنية فقدت علما كبيرا من أعلامها، وإحياء ذكراها في مدينة كقسنطينة لشرف عظيم لي كوني شاب وفي الطريق، وهذا لمفخرة لكل المطربين الحاضرين بعاصمة الثقافة العربية لتكريم أميرة الطرب العربي، والتي تعد مدرسة لن تتكرر، وردة قدمت فنّا صدحت به ألمع الأصوات العربية".
الفنان اللبناني وائل جسار: اللسان يعجز عن الكلام
عبّر الفنان اللبناني وائل جسار، عن مفخرته الكبيرة بمشاركته في هذا الحفل العربي الكبير لتكريم أميرة كبيرة، وقال: "وردة رحلت تاركة وراءها موروثا كبيرا، وأظن أن شهادتي ستكون مجروحة في أميرة الطرب العربي، التي أحببت صوتها كثيرا وأديت الكثير من أغانيها، عشنا في سهرة اليوم لحظات رائعة واللسان يعجز حقيقة عن الكلام"

"أوريدو" راع فضي لحفل تكريم وردة

شارك "أوريدو" كراع فضي في السهرة الفنية التي أقيمت بقاعة أحمد باي بقسنطينة، أول أمس، إحياء لذكرى أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية. واندرج الحفل التكريمي الذي جمع عددا من الأسماء الفنية اللامعة، في إطار اليوم الوطني للفنان وتظاهرة "قسنطينة: عاصمة الثقافة العربية".