دورات تكوينية في القصص المرسومة والفنون المقترنة بها

ورشات ودورات للوصول إلى مدرسة فنية جزائرية

ورشات ودورات للوصول إلى مدرسة فنية جزائرية
  • 1122
مريم. ن مريم. ن
يرفق مهرجان الجزائر الدولي للقصص المرسومة - كعادته في كل طبعة - تحضيراته بدورات تكوين متنوعة لفائدة الشباب المتحمس، لمثل هذه الدورات التي يصقل فيها مواهبه، ويكتشف الكثير من المؤهلات التي تكوّنه في هذا التخصص الفني. واستجابة لتحمس هؤلاء الهواة وشغفهم بالفن التاسع، اعتاد مهرجان الجزائر الدولي للقصص المرسومة بين دورتين للمهرجان، اقتراح دورات تكوينية تحت أشكال مختلفة تتراوح بين الورشة التعليمية والدورة المتوسطة التي تستغرق عدة أشهر.
واستطاع المهرجان بفضل ذلك وأيضا بالاعتماد على رسامي القصص القدامى المحترفين الذين لايزالون ينتجون، أن يبث حياة جديدة في روح هذا الفن في بلادنا، وذلك من خلال الدعم المباشر والمستمر للمبدعين، خاصة في السنوات الأخيرة؛ حيث تميزت كل طبعة بتخرج دفعة من المؤلفين الجدد الذين أنجزوا بواكير أعمالهم على أساس التكوين العملي، وقاموا بنشرها.
هذا الدعم الذي لا يستهان به سمح بالكشف عن القدرات الإبداعية الضخمة التي تتمتع بها الشبيبة الجزائرية في هذا المجال، ومن ثم ووفاء لهذا المنهج، ينظم المهرجان في طبعته المقبلة المنظمة من 6 إلى 10 أكتوبر القادم، دورة تكوينية، علما أنه نظم من 2 أوت إلى غاية 4 سبتمبر دورة لتحسين الأداء في الرسوم ثلاثية الأبعاد، والمشاركة في هذا التربص، مقتصرة على محترفي القصص المرسومة الراغبين في الانتقال من الشكل المطبوع للألبوم إلى الصورة الرقمية والمتحركة، تماشيا مع التطور الجاري في العالم بأسره، والذي يلقى عند الشباب إقبالا منقطع النظير، بالإضافة إلى شرط التحكم في الأساليب الفنية والمرجعيات الرئيسة في هذا المجال، يطلب من المبدعين الإلمام ببعض المفاهيم في مجال الإعلام الآلي.
ليس هذا أول تكوين ينظمه مهرجان الجزائر الدولي للقصص المرسومة، ليبقى الغرض منه هو التوصل في المدى المنظور إلى شحذ القدر الكافي من المهارات والتقنية للإسهام في ظهور مدرسة جزائرية حقيقية لأفلام الرسوم المتحركة. ولقد أثبتت بعض النتائج التي انبثقت عن الطبعات السابقة للمهرجان، أن هذا المسعى بدأ يؤتي ثماره من خلال الإنجازات الجميلة المعلن عنها.
للإشارة، فإن هذه الدورة التكوينية جاءت تتويجا للورشة التعليمية في القصص المرسومة ومختلف الحرف المقترنة بها، التي نُظمت ابتداء من 22 جويلية الأخير، وهي ورشة مفتوحة لهواة القصص المرسومة لذوي 14 سنة فما فوق، وتولى تنشيطه رسامة القصص سمية وارزقي. من جهة أخرى، فإن المسابقات التقليدية للمهرجان هي في طور الإعداد، ويتعلق الأمر بمسابقات "آمال مدرسية" و«مواهب شابة" و«محترفون"و"بلوغ بي دي"، وحُددت كل مواعيد المشاركة فيها في 31 أكتوبر 2015، علما أن الموقع الرسمي للمهرجان يتضمن كل الأخبار الخاصة بالفن التاسع في الجزائر وبالطبعات السابقة أيضا.
ويسعى المهرجان لتطوير المبادرات التكوينية والتساهمية من أجل دعم انفتاح الفن التاسع في الجزائر، الذي يندرج ضمن رؤية ثقافية وترفيهية، يمكنها أن تساهم في عالم التربية والاتصالات. كما يبقى المهرجان حريصا أيضا على البحث عن مؤلفين ورسامين على وجه الخصوص من المواهب الجديدة، التي من شأنها الدفع بالإنتاج الوطني، وبالتالي فإن فكرة تأسيس مسابقة وطنية ودولية فرضت نفسها منذ الطبعات السابقة رغم أن البداية كانت محتشمة، لكن أمام إقبال كبير للمرشحين الذين فاق عددهم العشرات، تمت الاستجابة للمعايير المعتمد عليها؛ أي النص واللوحات ونوعية العمل أساسا، ولوحظ أن مستوى المشاركين عرف تطورا واضحا مقارنة بالطبعات الأولى مع أن أغلبهم من العصاميين.
ويراهن الكثيرون على استرجاع ثقافة الشريط المرسوم؛ إذ إن المواهب موجودة وكثيرة، وحتى بعض دور النشر بدأت تهتم بهذا النوع من الإصدارات منذ تأسيس المهرجان، الذي عكس صورة واضحة لكمية الطلب والإقبال على كتب الشريط المرسوم. وتشجيعا لهذه المواهب، قام المهرجان عبر طبعاته بإصدار ألبوم خاص يشمل أعمال جميع المشاركين، ويبقى التفكير في إمكانية توفير أسعار معقولة لهذا النوع من الكتب؛ لنظرا لأهمية التكاليف التي تتطلب إنجازها، هكذا يلعب المهرجان دورا آخر في خلق مناصب شغل جديدة، كما أن إعادة بعث ثقافة الشريط المرسوم له جانبه الإرشادي والعلاجي.