وفاة المجاهدة والفنانة حشايشي

وفاة المجاهدة والفنانة حشايشي
  • 1552

 انطفأت بمدينة صالح باي جنوب ولاية سطيف، زوال أمس الأول، شمعة من شموع الأسرة الثورية والفنية بالولاية، المجاهدة فطيمة حشايشي عن عمر يفوق 85 سنة بعد مرض عضال ألزمها الفراش منذ منتصف شهر رمضان الأخير. المرحومة كانت تتميز بصوت شجي وحنجرة قوية، وصدح صوتها في العديد من المحافل والتظاهرات الثقافية، من خلال طابع الصراوي المميز لمنطقة سطيف.  

وإلى جانب ولعها بالفن التراثي الثوري، فإن المرحومة كانت من النساء اللائي ساهمن في الثورة التحريرية المباركة بعدما حولت بيتها إلى كازما لالتقاء مجاهدي المنطقة الجنوبية لولاية سطيف. لم تنس طيلة حياتها الثورة التحريرية المباركة، بتخليدها أهم المراحل والمعارك التي شهدتها المنطقة الجنوبية لولاية سطيف؛ من أولاد تبان إلى غاية مشارف الحضنة.

وفنيا، تُعد المرحومة كنزا متكاملا، ومكتبة من تاريخ الشعر الشعبي الثوري للمنطقة الجنوبية لسطيف، وحافظة للموروث الشعبي السراوي المميز للمنطقة، فهي قامة للغناء الثوري، لما تتميّز به من ذاكرة في اللحن الغنائي الثوري، الذي يجسّد ويؤرّخ معارك جيش التحرير؛ ما جعلها توصف بالأيقونة، وقامة تاريخية ترسم بنغماتها تاريخ شعب بأكمله. لها سجل ثري في مختلف المشاركات الفنية المحلية والوطنية، حيث لا تكاد تمر مناسبة إلا وكانت حاضرة بصوتها الشجي، ونغمة الصراوي التي تُعد بمثابة كارت بوسطال سطيف، وشمعة فنية قبل أن تنطفئ في صمت، حيث ووريت الثرى زوال أمس بمقبرة الحاج شريف بصالح باي جنوبا بحضور عدد كبير من الوجوه الفنية المحلية، فرحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جنانه.وفاة المجاهدة والفنانة حشايشي