في ندوة "مبدعون جزائريون في الأرشيف الفرنسي"
ولد لعروسي يدعو الباحثين الجزائريين لاستغلال الوثائق
- 657
أكد الخبير في الأرشيف، الطيب ولد لعروسي، أن الأرشيف المسرحي الموجود في فرنسا مهم جدا، داعيا الباحثين إلى الاطلاع على وثائقه وتناولها بالدراسة، إذ تضم معلومات كثيرة، ووصف بعضها بالمفاجأة، وقدم عددا من الوثائق التي تخص بعض الفنانين المسرحيين الجزائريين، المأخوذة من الأرشيف الفرنسي، والتي كانت مودعة في وقت المحتل الفرنسي تحت ملف سري للغاية.
كشف ولد لعروسي، أول أمس، في لقاء موسوم بـ"مبدعون جزائريون في الأرشيف الفرنسي"، احتضنه المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، عن أن العديد من وثائق الأرشيف الفرنسي المتعلق بفترة احتلالهم للجزائر، لاسيما الأرشيف الجزائري المسروق، يمكن استرجاعه إذا كانت إرادة سياسية، عن طريق المحاكم، مشيرا إلى أن الفرنسيين يعتبرونه أرشيفهم، والحقيقة أنه جزء من ذاكرة الجزائريين.
وقدم الباحث وثائق معظمها سرية، وبعض المقالات الصحفية حول محي الدين بشطارزي، مصطفى كاتب (32 وثيقة) ورشيد قسنطيني ومحمد اقربوشن، كانوا تحت مراقبة الإدارة الفرنسية، نظرا لنشاطهم ودورهم الاجتماعي والسياسي الوطني وقتها. وقال إنه سلمها للمسرح الوطني الجزائري، ضمن أهداف علمية بحثية أكاديمية، وأفاد أن هذا البحث الذي قام به، يمكن أن يتحول إلى كتاب.
وقال ولد لعروسي، بأن كُتابا ومبدعين جزائريين تركوا آثارهم على المستوى الوطني والعالمي، وبصماتهم موجودة في الأرشيف الفرنسي بمختلف أنواعه، وجدير العودة إليه من وجهة نظر أكاديمية تقنية لصالح البحث، واستعرض المحاضر نماذج أرشيفية، حصل على نسخ منها، تتحدث عن نشاط عدد من الفنانين والكتاب الذين قامت الإدارة الفرنسية بتدوين تحركاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، والتزامهم بالحركة الوطنية، إلى جانب نشاطاتهم الثقافية، خاصة المتعلقة بالمسرح. دعا الطيب ولد لعروسي الجامعات والمعاهد ومخابر البحث الجزائرية، المهتمة بكتابة تاريخ المسرح الجزائري، وجمع أرشيفه، أن تتأكد من مصداقية الأرشيف الفرنسي، والتحلي بالدقة والموضوعية في التناول، سواء كان مصدر الأرشيف عسكريا أو دبلوماسيا، ويمكن الولوج إلى المكتبات الرقمية والنهل منها، ذلك أن هناك الكثير من المخطوطات والكتب في مجالات المسرح والسينما والفنون، يمكن الاطلاع عليها.