ستتوالى المفاجآت بخصوص السينما وصناعتها
‘’الآن بإمكانهم المجيء" ينال "العناب الذهبي"

- 734

توّج الفيلم الجزائري "الآن بإمكانهم المجيء" للمخرج سالم إبراهيمي بالجائزة الكبرى لمهرجان عنابة الثاني للفيلم المتوسطي، وظفر المغني أمازيغ كاتب بجائزة أحسن دور رجالي في أول تجربة سينمائية له في الفيلم المتوّج بالعناب الذهبي.
منحت لجنة التحكيم التي ترأسها أوندري سوتريك، وهو مدير مهرجان مونس لفيلم "الحب ببلجيكا" جوائز الطبعة الثانية للمهرجان في فئة الأفلام الروائية الطويلة، ونال الفيلم الفلسطيني "المحبوب، الطير الطائر" للمخرج هاني أبو أسعد جائزة أحسن سيناريو، وذهبت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي في فيلم" 3000 ليلة" للمخرجة مي المصري، فيما افتك الفيلم الإيطالي "دستور" جائزة لجنة التحكيم الخاصة لماركو سونتاريلي.
وفي فئة الأفلام الوثائقية، وجدت لجنة التحكيم التي ترأستها حميدة بوعشة أن الفيلم الجزائري" سمير في الغبار" لمحمد أوزين يستحق الجائزة الأولى، ونوّهت بفيلم "باريس المجزرة، أحداث 17 أكتوبر 1961" للمخرج المغربي مهدي بكار.
وبخصوص الأفلام القصيرة الموجّهة فقط للأعمال الجزائرية الشابة، اختارت لجنة التحكيم نفسها منح الجائزة الأولى للفيلم "أسف" لعبد الرحمان حراث، كما نوهت بفيلم "القطعة المفقودة" للمخرج حميدي قادة.
من جهته، قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، خلال إشرافه على حفل اختتام المهرجان الثاني للفيلم المتوسطي، بأنّ حضور الأسماء الجزائرية الكبيرة والعالمية يؤكّد أنّ المهرجان حقّق النجاح المطلوب، وأنه من الطبيعي أن تكون اليوم عاصمة لأحد أهم الفنون، مضيفا أنه سيتم العمل مثلما جرت عليه العادة على أن تكون الطبعة الثالثة أقوى وأنجح.
كشف الوزير عن أنه سيشرع في ترميم بعض قاعات السينما في مدينة عنابة، وقال "عنابة اسم كبير سجل في تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط بأحرف من ذهب. لقد راهنا على هذه المدينة ونجحت في أن تكون على مستوى المسؤولية بفضل دعم أبنائها وإطاراتها".
وبعد أن حيا المخرج الفرانكو يوناني كوستا غافراس وحرمه ميشال غافراس والممثل الجزائري القدير سيد أحمد أقومي، وعد الوزير بالجديد في كل مرة وستكون مفاجأة سواء في إنتاج الأفلام أو القاعات أو صناعة الأفلام.
كشف محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي سعيد ولد خليفة عن أنه سيتم تأسيس ناد للسينما، ومركز لتكوين المهن السينماتوغرافية في عنابة، كما صرح خلال حفل الاختتام قائلا؛ "عشنا أسبوعا من الشغف وعشق السينما، شاهدنا الكثير من الأفلام لكن رأينا جمهورا متعطشا وشبابا يعد المسؤول الأول عن نجاح التظاهرة. الشكر الكبير يعود للهواة الذين نشطوا الورشات، فالمهرجان الآن يملك قاعدة قوية، وأؤكد لكم أن مثل هذه المبادرات ستتكرر خلال كل طبعة".
وعد والي عنابة السيد يوسف شرفة، أبناء المدينة بأن تكون الطبعة القادمة مميزة، خاصة فيما يتعلق بجانب الإنتاج، ومرافقة الشباب، مؤكدا في الوقت نفسه على تفعيل النشاط السينمائي.
كما شكر الوالي كل الفنانين الذي حضروا المهرجان وعلى أيام الفرح والثقافة التي قدموها لبونة، وجعلها قبلة لكل محبي السينما. وأضاف؛ "نحن ممتنون للجمهور الذي شاركنا ورافقنا طيلة المهرجان، وأحيي الشباب الذي عاش جزءًا من أحلامه، فعنابة هي اليوم محطة هامة في ميدان الثقافة والسينما".
المهرجان يكرّم عددا من الوجوه السينمائية
كرّم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الثانية، عددا من الأسماء التي سطعت في سماء السينما وخدمت الفن السابع والثقافة، حيث شمل التكريم الذي نظم خلال حفل الاختتام بمسرح "عز الدين مجوبي" كلا من البروفيسور والناقد أحمد بجاوي، المخرج أحمد راشدي، المخرج كوستا غافراس، المنتجة ميشال غافراس، الراحلة المخرجة السينمائية التونسية كلثوم برناز، رفقة الراحل المخرج الإيراني عباس كياروستامي، وشكسبير بمناسبة الذكرى 400 لرحيله.
من جهته، عبر أحمد بجاوي عن سعادته بتسلم التكريم من الفنان حمدي بناني، وقال "تسلمي التكريم من ابن عنابة، يشعرني كأنني أكرم من طرف كل المدينة". أما المخرج أحمد راشدي فقال إنه ممتن لمن سمح للسينما بالعودة مجددا بعد غيابا دام عشرين سنة.
ميشال غافراس كشفت عن ولعها بالعمل في الجزائر، وصرحت "وصلنا قبل أيام إلى قسنطينة، وخلال رحلتنا نحو عنابة، اكتشفنا الكثير من الطبيعة الساحرة التي تستوجب إنتاج الكثير من الأفلام بها". أما زوجها المخرج العالمي وصديق الجزائر كوستا غافراس، فقد أبدى سروره بالعودة إلى الجزائر مجددا، مضيفا أنه في كل فرصة يعود خلالها يلمس حب السينما ذات النوعية والهادفة.