من تنظيم “الرونق العنابي”
“تراثيا” يناقش تسيير الموروث الثقافيّ

- 678

تنظم جمعية “الرونق العنابي” يومي 11 و12 ماي الداخل، ملتقى وطنيا حول التراث الثقافي لمدينة عنابة”تراثيا”، سيجمع ثلة من المختصين في مجال التراث من العاصمة، وتلمسان، وتيسمسيلت، وقسنطينة، وقالمة وعنابة، قصد تسليط الضوء على التراث العنابي من جهة، وسبل التعريف به وتثمينه والحفاظ عليه من جهة أخرى، ليصبح موردا اقتصاديا بفضل المداخلات المختلفة والمتنوعة، التي ستشمل خصوصيات التراث الثقافي العنابي، والتجارب الوطنية في مجال المحافظة وتسيير الموروث الثقافي.
ويرمي الملتقى المنظم بقاعة التشريفات للبلدية باعتبارها معلما معماريا هاما، وبالمكتبة المركزية “حسن دردور”، حسب بيان تلقت “المساء” نسخة منه، إلى التعريف بالتراث العنابي، والتدقيق في مركّباته المختلفة، والبحث في طرق صيانته، والمحافظة عليه، ودراسة إمكانية تجديد التراث، والحفاظ على أصالته، ليصبح مورد تنمية.
وتحرص جمعية “الرونق العنابي” على تقديم التراث الثقافي خلال هذه التظاهرة، في أحسن صورة وبكل احترافية وفنية، مع احترام خصوصياته المختلفة والمتنوعة، على عكس ما نعيشه. كما تسعى لبداية تدوين كل ما هو تراث ثقافي عنابي.
وتبرز إشكالية الملتقى أن التراث المادي وغير المادي هو مرآة عاكسة لهوية الشعوب، إذ يرتبط ببيئة الإنسان والتراث الطبيعي، فلا يكتمل البحث في التراث الثقافي بدون التحدث عن التراث الطبيعي؛ لأن الطبيعة هي مورد الثقافات.
وللحفاظ على التراث الثقافي من الاندثار لا بد للمواطن أن يساهم في الدفاع عن مقومات أمته، وتنمية قدراته في التخطيط والتدبير لإيجاد حلول تتوافق مع مبادئ الأصالة والعصرنة، لأجل تلبية حاجياته المختلفة، من تحقيق الذات، وروح الانتماء، والرفاهية المادية.
ومما لا شك فيه، أن انتقال المعرفة عبر الأجيال وإعادة صياغتها يولّد الشعور بالاستمرارية، كما يساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية حتى يصبح مصدرا مهمّا من المصادر الاقتصادية في البلاد.
وتوضح الإشكالية أن نقل الفرد الجزائري التراث شفهيا طيلة حقبات زمنية متراكمة، وتقدم العلوم خاصة مع تطور التكنولوجيا في مجال الإعلام، والاتصال، جعله يفقد أهم ركائز هذا التراث؛ فرغم المحافظة على بعض أنماط العيش، والفنون، والحرف، والتعابير، وكل ما هو منقول، إلا أن الكثير من التخصصات المحلية تلاشت بسبب عدم تدوينها من جهة، وتأثرها بالثقافات الأجنبية سهلة الاستقطاب من جهة أخرى.
وأضاف البيان: “إن الحاجة إلى العيش في رفاهية وبأمان، والتغيرات التي عرفها عالم الهندسة المعمارية ـ ونقصد بها التحولات الكبرى التي طرأت على الفضاءات التي نعيش فيها على حساب ما كان معمولا به سابقا ـ كانت سببا في اندثار جزء كبير من التراث الثقافي. كما توضح إشكالية الملتقى “تراثيا”، أن السبب الذي جعل التراث الثقافي في عنابة مهددا بالتشويه والزوال، هو عدم وجود مؤسسة ثقافية متخصصة لحمايته، والحفاظ عليه. ورغم أن مدينة بونة أصبحت قطاعا محميا منذ 2013، لكنها لم تحظ بمخطط حماية حتى اليوم؛ فهذا يشكل خطرا على ما تركه لها الزمن، والذي باستطاعتنا تثمينه بصيانته، والحفاظ عليه، والاستثمار فيه في الجانبين السياحي والثقافي”.
ويحاول الملتقى الإجابة عن تساؤل: “كيف يتم التعريف بالتراث، والحفاظ عليه، والتجديد فيه من أجل التنمية المحلية بعنابة؟”. كما حددت اللجنة العلمية للملتقى، النقاط التي ستعالجها المداخلات أساسا، والتي تدور حول تاريخ مدينة عنابة من ما قبل التاريخ إلى غاية التاريخ المعاصر، والحديث مع التطرق لعلماء المدينة، وأعلامها، وكذا تاريخ الثورة الجزائرية، والحركة الوطنية في عنابة، ومعالم المدينة الأثرية هيبون، ومعالم حضارة بونة الإسلامية، والعمارة، والتعمير، والقطاعات المحفوظة، وكيفية الحماية، ومخططات الحفظ، وقضية ارتباط التراث الثقافي بالتراث الطبيعي، واتفاقية 1972، وإمكانية تصنيف القطاعات الثقافية، وكيفية استغلال التراث الثقافي المادي وغير المادي في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال خلق مؤسسات أو شركات ثقافية تروّج وتحمي التراث، وتحيي الحس التراثي في الشباب، وأيضا دراسة سبل المحافظة، والتجديد في ما يخص اللباس التقليدي النسائي والرجالي، وكل ما هو رمزية في الطرز، والحلي، وكذا الأكلات التقليدية، والموسيقى الأصيلة بأنواعها، والتعابير، والاحتفالات الموسمية، والحكايات، والأمثال الشعبية مع استعراض بعض العادات.