مشروع لغرس 400 مليون شتلة لتخفيض انبعاثات الكربون.. سوناطراك
15 ألف مليار لدعم الغابات خلال 10 سنوات
- 214
وقّع مجمع سوناطراك والمديرية العامة للغابات، أمس، بروتوكول اتفاق يقضي بإطلاق مشروع غابي لإنشاء بواليع كربون طبيعية معتمدة من خلال غرس أكثر من 400 مليون شتلة، على مساحة تتجاوز نصف مليون هكتار عبر كل ربوع الوطن، في عمليات تمتد لمدة 10 سنوات وتقدر تكلفتها بـ150 مليار دينار أي 15 ألف مليار سنتيم، تجسيدا لالتزامات سوناطراك المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة.
تم إعطاء الاشارة الرسمية لانطلاق المشروع من خلال عملية نموذجية لغرس عدد من الشتلات المتنوعة بجبل شنوة بولاية تيبازة، على هامش حفل توقيع بروتوكول الاتفاق، بحضور مسؤولين عن قطاعي الطاقة والفلاحة وممثلي هيئات وطنية مختلفة والسلطات المحلية لتيبازة.
بالمناسبة أكد الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة عبد الكريم عويسي، ممثلا لوزير الدولة محمد عرقاب، الالتزام الراسخ للقطاع بحماية البيئة، مشيرا إلى العمل على استغلال الموارد الطبيعية بأسلوب "مسؤول ومتوازن"، من خلال الاستثمار في الحلول التكنولوجية المخفضة للانبعاثات والاعتماد على الطاقات المتجددة، وتنفيذ مشاريع تعويضية والتحول التدريجي لاقتصاد منخفض الكربون.
من جانبه اعتبر الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري حميد بن ساعد، المشروع خطوة جديدة لتعزيز قدرة الجزائر على الوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن خفض الانبعاثات الغازية، حيث تواصل الجزائر العمل لاستعادة النظم الأيكولوجية في آفاق 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060. وقال إن أهمية المشروع تبرز في الشراكة الاستراتيجية النوعية بين قطاعي الطاقة والفلاحة، لتطوير تقنيات احتجاز وتخزين الكربون طبيعيا من خلال عملية التشجير الكبيرة التي تضاف إلى مجهودات وزارة الفلاحة، في زيادة الغطاء النباتي عبر بعث مشروع السد الأخضر، ووضع برنامج تنمية الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف الذي بلغت نسبة تقدمه 61 بالمائة.
بدوره أوضح الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي، أن المشروع الذي يكتسي بعدا وطنيا هاما، يمثل جزء من استراتيجية المناخ لسوناطراك، التي تسعى إلى تحقيق توازن بين انبعاثات الغازات الدفيئة والقدرة على امتصاصها عبر بواليع كربون طبيعية، لتعويض الانبعاثات التي لا يمكن تفاديها والناتجة عن أنشطة الشركة وعن استهلاك الطاقة في منشآتها، كما يرمي إلى توليد أرصدة الكربون.
وذكر بركائز استراتيجية المناخ الجديدة لسوناطراك، المتمثلة في الاستثمار وتعزيز القدرات ونقل التكنولوجيا والقيام بإدماج تدريجي لمزيد من الطاقات المتجددة، وتطوير مجالات جديدة وتحسين الفعالية الطاقوية للمنشآت ودراسة الحلول التكنولوجية الأكثر أمانا ونجاعة لاحتجاز الكربون، فضلا عن تفعيل البحث والتطوير وتعزيز الابتكار من خلال إبرام الشراكات الاستراتيجية المفيدة.
وكشف حشيشي، عن أهم تفاصيل مضمون بروتوكول الاتفاق الذي سيتم تحديد شروط وآليات تنفيذه بالتعاون مع المديرية العامة للغابات، في حين تتكفل مؤسسة النشاط الزراعي الغذائي التابعة لسوناطراك، بتنفيذه وكافة الأعمال المنبثقة عنه وسيغطي المشروع الذي يمتد لعشر سنوات، مساحة غابية تقدر بنحو 520.000 هكتار موزعة عبر مختلف أنحاء التراب الوطني، تتضمن غرس أكثر من 423 مليون شتلة منها 300 مليون شتلة للتشجير وإعادة التشجير، 120 مليون شتلة لإعادة تأهيل المناظر الغابية المتدهورة، و3 ملايين شتلة لتطوير الزراعة الغابية. وقدرت التكلفة التقييمية لهذا المشروع بـ150 مليار دينار ـ حسب حشيشي ـ الذي قال إن البدء في إنجاز هذا المشروع سيتم من خلال تنفيذ مشروع تجريبي يمتد لسنتين، ويغطي مساحة يتم تحديدها على ضوء دراسة الجدوى، لتمكين كل الفاعلين من اكتساب الخبرة اللازمة والتحكم في آليات التسجيل والاعتماد وتوليد أرصدة الكربون. وتتضمن الخطة التمهيدية غرس 41,3 مليون شتلة على مساحة إجمالية قدرها 43000 هكتار من الغطاء النباتي المتنوع.
من جانبها، قالت المفتشة العامة للمديرية العامة للغابات نجمة رحماني، إن الاتفاق يتزامن وإحياء اليوم العالمي للجبل، معتبرة المشروع يتماشى وتوصيات مؤتمر "كوب 29" الذي نظم الشهر الماضي، بأذربيجان، والمعاهدات العالمية التي صادقت عليها الجزائر، كما اعتبرت إنطلاق المشروع فرصة لإنشاء سوق وطنية للكربون.