2025 سنة محورية من حيث عقود الاستثمار في المحروقات.. بلجهم:

37 شركة عالمية مهتمة بالاستثمار في الجزائر

37 شركة عالمية مهتمة بالاستثمار في الجزائر
مراد بلجهم، رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات "ألنفط"
  • 99
عادل. م  عادل. م

❊ توقيع 6 عقود ضمن مناقصة "ألجيريا بيد راوند 2024"

❊ "سوناطراك "تجري مفاوضات بخصوص 13 عقدا

❊ مناقصة دولية جديدة للاستثمار في القطاع أكتوبر المقبل

❊ عقد مع "شيفرون" الأمريكية لاستكشاف المحروقات بأعالي البحار 

❊ رفع مستوى الإنتاج الوطني بإبرام عقود جديدة مع شركات عالمية

❊ 240 اكتشاف دون استغلال و4300 طن احتياطات

اعتبر مراد بلجهم، رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات "ألنفط"، إن سنة 2025 ستكون محورية من حيث عقود الاستثمار في المحروقات، حيث سيتم اعتبارا من هذه السنة "توقيع ما معدله 10 عقود سنويا، وهي الوتيرة التي سيتم الحفاظ عليها على المدى المتوسط".

أوضح رئيس الوكالة، في حوار مع وكالة الأنباء أن 6 عقود سيتم توقيعها في إطار مناقصة "ألجيريا بيد راوند 2024"، فيما تجري سوناطراك حاليا مفاوضات بخصوص 13 عقدا، مذكّرا بالمنافسة التي تعرفها مختلف الدول لاستقطاب المستثمرين في المحروقات وهو ما فرض على الجزائر السعي لتقديم بيئة استثمارية أكثر جاذبية.

وقال بلجهم، إن وكالة "ألنفط" تسعى لإطلاق مناقصة دولية جديدة "ألجيريا بيد راوند 2025" للاستثمار في قطاع المحروقات في أكتوبر المقبل، في إطار استراتيجيتها لتعزيز الاستكشاف وتطوير الإنتاج، موضحا أنها "ستتضمن ما بين أربعة إلى ستة مناطق استكشاف".

وأشار ذات المسؤول، إلى أن الوكالة ستشرع في التحضير لـ«ألجيريا بيد راوند 2025" ابتداء من شهر أفريل المقبل، ولفت إلى أن هذه المناقصة تندرج ضمن برنامج واسع حددت من خلاله الوكالة 17 مشروعا للمحروقات سيطرح للاستثمار عبر سلسلة من المناقصات الموجهة للمؤسسات الدولية أولها تلك التي أطلقت في أكتوبر 2024، والمتضمنة 6 مناطق استكشاف، مؤكدا أن "ألنفط" وضعت رؤية "واضحة" تمتد لخمس سنوات، تهدف إلى ترقية المجال المنجمي عبر كامل التراب الوطني، وذلك من خلال توفير بيئة استثمارية أكثر جاذبية للشركات الأجنبية.

وأبرز المتحدث، بخصوص العقد الذي وقّعته الوكالة مع شركة "شيفرون" الأمريكية شهر جانفي الماضي، لإنجاز دراسة حول إمكانات موارد المحروقات في المناطق البحرية الجزائرية، الأهمية "البالغة" التي تكتسيها الدراسة نظرا لخبرة "شيفرون" في استكشاف المحروقات في المياه العميقة جدا، وأشار إلى أن عمق السواحل الجزائرية يصل إلى 2700 متر تحت سطح البحر، لافتا إلى أنه بفضل هذه الدراسة سيتم تحديد المناطق الموجهة للاستثمار في المناطق البحرية الجزائرية بعد إثبات الجدوى الاقتصادية، حيث يتيح الاتفاق مع "شيفرون" إبرام عقد لاستخراج المحروقات "في أي وقت".

وأفاد رئيس وكالة "ألنفط" أنه بالموازاة مع ذلك تقوم شركة الخدمات البترولية "اس ال بي" بإنجاز دراسة أخرى في المناطق البحرية الجزائرية من المنتظر أن تظهر نتائجها في شهر جوان المقبل، مشيرا إلى وجود مؤشرات "إيجابية" حول وجود محروقات في المناطق التي شملتها هذه الدراسة.

ومن جهة أخرى أضاف بلجهم، أنه تم تمديد رخصة التنقيب الممنوحة لسوناطراك وشركة "إيني" الإيطالية في المنطقة الواقعة بين بجاية وجيجل، حيث سيتم الكشف عن نتائج الأبحاث خلال شهر أوت القادم، مردفا أن هذه الجهود ترمي إلى تعزيز عمليات الاستكشاف وتكثيف الاستثمارات في قطاع المحروقات بغرض رفع مستوى الإنتاج الوطني، من خلال إبرام عقود جديدة مع شركات عالمية ذات خبرة في المجال.

شركات عالمية تبدي اهتمامها بالاستثمار في الجزائر 

وتابع ذات المسؤول، بأن 37 شركة عالمية عبّرت عن اهتمامها بالاستثمار في قطاع المحروقات في إطار مناقصة "ألجيريا بيد راوند 2024"، التي أطلقتها الوكالة في أكتوبر الماضي، والتي تشمل ست مناطق استكشاف، موضحا أن عدد الشركات التي أبدت اهتمامها للاستثمار في قطاع المحروقات تجاوز العدد المستهدف من طرف الوكالة والمقدر بـ30 شركة، مؤكدا بأن "هذه النتائج المؤقتة فاقت التوقعات".

واعتبر المتحدث، أن هذا المستوى من المشاركة يعد أحد أعلى المستويات المسجلة في تاريخ المناقصات الدولية الخاصة بالاستثمار في قطاع المحروقات الوطني، مشيرا إلى أن الشركات المشاركة لحد الآن تنتمي إلى جنسيات مختلفة من أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وآسيا بما في ذلك شركات من قطر وسلطنة عمان.

وفي هذا الإطار تمكنت ـ حسب بلجهم ـ 20 شركة من الدخول إلى غرف البيانات للاطلاع على التفاصيل التقنية، بينما لا تزال بقية الشركات في طور إجراءات الدخول، لافتا إلى أن المشاركة في المناقصة شملت شركات لها خبرة سابقة في السوق الجزائرية وأخرى تدخل لأول مرة، كما أن بعض الشركات التي غادرت الجزائر في وقت سابق أعربت عن رغبتها في العودة والمشاركة في الفرص الاستثمارية المعروضة.

وتعتبر غرف البيانات فضاء لعرض التقارير التقنية (تحليلات جيولوجية وجيوفيزيائية معمقة) التي يتم توفيرها للمستثمرين المسموح لهم بالولوج إليها، بهدف تمكينهم من تقديم عروض استثمار، وتعد "ألجيريا بيد راوند 2024" أول مناقصة يتم إطلاقها ضمن برنامج واسع حددت من خلاله الوكالة 17 مشروعا للمحروقات سيطرح للاستثمار عبر سلسلة من المناقصات الموجهة للمؤسسات الدولية.

واستغرق التحضير لمناقصة "ألجيريا بيد راوند 2024" أكثر من عام من خلال لجنة يترأسها بلجهم، وعيّنها وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، وتضم مديرين عامين من الوزارة، مديرين مسيرين بسوناطراك واللجنة المديرة لـ "ألنفط".

توقيع 10 عقود محروقات سنويا

وقامت هذه اللجنة باختيار ما مجموعه 24 مشروعا استثماريا من بينها 17 مشروعا تم الانتهاء من جمع كل المعطيات الخاصة بها، قصد طرحها في سلسلة مناقصات كان أولها "ألجيريا بيد راوند 2024". وتقترح هذه المناقصة ست مناطق استكشاف وهي "المزايد الكبير" في ولايات ورقلة وغرداية والمنيعة، "أهارا" بولاية إليزي، "رقان" بولاية أدرار، "زرافة"  بولايتي أدرار وعين صالح، "طوال" بولايتي ورقلة وإليزي، و«قرن القصة" بولايات بشار وبني عباس والبيض وتيميمون.

وأفاد ذات المسؤول، أن هذه المناقصة الأولى منذ سنة 2014، كانت نتائجها "جد محدودة" بسبب عدم جاذبية الإطار القانوني المنظم للاستثمار في قطاع المحروقات مما فرض مراجعته في 2019، وذكّر بضرورة تكثيف جهود الاستكشاف لزيادة المخزونات وضمان استدامة الإنتاج عملا بالأهداف الاستراتيجية التي حدّدها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيرا إلى أن الجزائر لديها "أكثر من 240 اكتشاف لم يتم تطويره بعد، ويتعين العمل على إطلاق المشاريع المتعلقة به في أقرب الآجال".

وفي السياق نفسه كشف المتحدث، أن احتياطات الجزائر من المحروقات تقدر حاليا بـ4300 مليون طن نفط مكافئ، مع إنتاج سنوي يبلغ 200 مليون طن نفط مكافئ. وبخصوص الذكرى الـ54 لتأميم المحروقات أبرز بلجهم، أهمية هذه الخطوة التاريخية في مسار تطور قطاع المحروقات خصوصا والاقتصاد الوطني عموما، مذكّرا بالتضحيات الجسام لعمال القطاع في هذه الفترة ومن بينهم الراحل سيد أحمد غزالي.