انطلقت الحملة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لسنة 2019 أمس بمبادرة من المديرية العامة للغابات والمؤسسات التابعة لها، حيث تم تجنيد وسائل هامة من أجل نجاحها، منها 410 حارس مكلفين بالمراقبة والإنذار على مستوى المناطق الغابية، علاوة على 475 فرقة متنقلة تضم 2350 عون مكلفين بالتدخلات الأولية المتعلقة بالتزويد بالمياه، وذلك من أجل السير الحسن لهذه الحملة التي تمتد إلى 31 أكتوبر المقبل.

وأكدت المديرية على توفير 2.700 نقطة للمياه على مستوى الغابات، بالإضافة إلى 28 شاحنة للتموين بمقادير كبيرة.

ولمكافحة الحرائق المحتملة في الغابات تم تجنيد قرابة 7500 عامل ينحدرون من 730 ورشة تابعة للمؤسسات المكلفة بالأشغال على مستوى الغابات. كما تم تزويد فرق التدخل بـ 2000 وحدة من معدات راديو كهربائية من نوع ”في آش أف”، تسمح بإعطاء الإنذار بصفة سريعة في حال وجود بداية حريق. كما تسمح هذه المعدات بتعزيز التنسيق في مجال التدخل، وتجنيد وسائل مكافحة هذه الحرائق.

وعُززت هذه الوسائل المادية والبشرية بـ 40 شاحنة لصهاريج المياه المخصصة لإطفاء حرائق الغابات الطفيفة، حيث مكن ذلك أعوان حماية الغابات من تعزيز مستواهم العملياتي؛ من خلال انتشار خمس فرق متنقلة جديدة للتدخل تضاف  إلى الخمسة الموجودة، حسبما أكد المصدر. وتعمل فرق التدخل المتنقلة الجديدة على تغطية 10 مناطق في شمال البلاد من أجل تدعيم الولايات التي تضم إمكانيات غابية كبيرة، حسبما شرحت المديرية العامة للغابات، التي أشارت إلى اقتناء 4600 بدلة مضادة للحريق.

أما في المجال القانوني فقد تمت المصادقة على القرارات الولائية على مستوى الولايات التي وافقت على مخططات حرائق الغابات، والتي حددت طرق تنفيذ التدابير الوقائية، وتجنيد جميع الوسائل في إطار مخطط المكافحة.

وقد تم في هذا الإطار تنصيب 42 لجنة عملياتية على مستوى الولايات، و455 لجنة أخرى على مستوى الدوائر المعنية بحرائق الغابات؛ بهدف توفير تنسيق أكبر في مجال عمليات المكافحة.

كما تم تنصيب 1324 لجنة عملياتية على مستوى البلديات، علاوة على 2175 لجنة أخرى، مكونة في أغلبها من الجمعيات التي تلعب دورا هاما للوقاية من حرائق الغابات والتحسيس والإنذار والتدخل الأول في حال وجود بداية حريق.

أضعف حصيلة لحرائق الغابات في 2018

وفي ما يخص حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات لسنة 2018، ذكرت المديرية العامة للغابات أن حصيلة الحملة خلصت إلى تسجيل 797 بؤرة حريق؛ ما انجر عنها إتلاف مساحة قدرها 2312 هكتار، ويتعلق الأمر، حسب المصدر،  بـ 1035 هكتار من الغابات و687 هكتار من الأحراش و590 هكتار من الأدغال التي التهمتها النيران، بحيث إن هذه الحصيلة هي الأضعف منذ الاستقلال، مضيفا أن هذه النتائج تم تسجيلها بفضل الوسائل المتاحة من طرف  الدولة؛ من أجل حماية التراث البيئي.

كما تعكس الحصيلة الجهود المبذولة من طرف المتدخلين عبر 40 ولاية من شمال البلاد، وأيضا المجهودات المبذولة على الصعيد التحسيسي والتربية البيئية والأشغال الوقائية المنجزة من طرف مختلف الوزارات ومديريات الغابات والجماعات المحلية والهيئات الأخرى، فضلا عن  المجتمع المدني.

وأبرزت المديرية العامة للغابات المساهمة الفعالة  لوزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة المحيط في ما يخص التنسيق، من خلال بعث تعزيزات معتبرة بشرية ومادية، يتم إرسالها من طرف وحدات الحماية المدنية والجماعات المحلية من أجل تعزيز الجهاز الذي تم وضعه.

كما رحبت المديرية العامة للغابات بالجهود المبذولة من طرف الهيئات الوزارية والهيئات المعنية بمكافحة الظاهرة، على غرار الوكالة الفضائية الجزائرية والديوان الوطني للأرصاد الجوية والدرك الوطني، فضلا عن المشاركة الفعالة  للمواطنين في الوقاية والتدخل الأولي ضد الحرائق.

ومن أجل تحسين نظام التسيير لحرائق الغابات، استفادت الجزائر من عدة مشاريع تعاونية تقنية مع المنظمة الأمم المتحدة للتغذية والفلاحة والاتحاد الأوروبي.

للإشارة، تقدر الثروة الغابية الوطنية بأزيد من 4 ملايين هكتار، فيما يوجد مشروع لإدماج 1 مليون من الأحراش في طور الإنجاز.