أفرزتها التكنولوجيات الحديثة في غياب الرقابة الأسرية.. وزارة التربية تحذّر:

6 ظواهر دخيلة تهدّد السلامة الذاتية والأمنية للتلاميذ

6 ظواهر دخيلة تهدّد السلامة الذاتية والأمنية للتلاميذ
  • 256
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

❊ "تحدي البراسيتامول" ترند غريب ينتشر بين التلاميذ

❊ استخدام الهاتف النقال من قبل التلاميذ والأساتذة خلال الدراسة

❊ التدخين وتعاطي السجائر الإلكترونية داخل المؤسّسات التربوية

❊ تمزيق الكتب والكراريس نهاية الموسم الدراسي

حذّرت وزارة التربية من تغلغل ست ظواهر دخيلة على المؤسسات التعليمية لاسيما في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، باتت تهدّد القيم التربوية وتسيء إلى المؤسّسة التعليمية، تتعلق باستخدام الهاتف النقال، والتدخين وتعاطي السجائر الإلكترونية، وتناول جرعات مفرطة من دواء "البراسيتامول" واستهلاك المشروبات الطاقوية، داعية إلى القضاء عليها حفاظا على السلامة الذاتية للمتمدرسين وأمنهم الشخصي وتحصيلهم الدراسي.

أبرقت وزارة التربية بمنشور مستعجل إلى مديريها الولائيين، تحوز "المساء" نسخة منه يتعلق ببعض الظواهر الدخيلة على المؤسّسات التعليمية والتي تؤثر على الوسط المدرسي، وتفرز حالة من القلق وسط الأسرة التربوية وترهن رسالة المدرسة الجزائرية .

وحسب المراسلة، فإن هذه الظواهر ليست سلوكات فردية معزولة، بل هي نتاج تحوّلات أفرزتها استعمالات التكنولوجيات الحديثة في حياة التلاميذ واستخدامها المفرط إلى حدّ الإدمان في بعض الحالات في غياب الرقابة الأسرية، الأمر الذي أدى للاندفاع وراء أفعال غير سوية، يرى فيها التلاميذ ملاذا لتحقيق رغباتهم المبنية على مفاهيم خاطئة، وبشكل متزايد وسط بعض فئات المتمدرسين، مما يعرّض سلامتهم الذاتية وأمنهم الشخصي وتحصيلهم الدراسي للخطر.

الوزارة أعدّت منشورا بموضوع الظواهر الدخيلة، على المؤسّسة التعليمية، ويذكر بكيفيات مجابهتها، لصون المؤسسة التعليمية من أثارها السلبية وحماية التلاميذ وأعضاء الجماعة التربوية من مخاطرها.

ويتعلق الأمر باستخدام الهاتف النقال داخل المؤسّسة التعليمية، ليس فقط من قبل التلاميذ بل الأساتذة من خلال إقدام بعضهم على التقاط صور وبث مقاطع فيديو عن مجريات التدريس والترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون الأخذ في الحسبان موقف أولياء التلاميذ، من نشر مثل هذه الفيديوهات ونشر صور أبنائهم، ولا المسؤولية الجزائية التي تترتب عنها.

أما الظاهرة الثانية فتخص استهلاك المشروبات الطاقوية، حيث لوحظ انتشاره في أوساط التلاميذ، خصوصا أثناء فترات الاختبارات الفصلية والامتحانات المدرسية، بحجة أن هذه المشروبات تمنحهم النشاط والتركيز اللازمين لمتابعة الدراسة، بالرغم من التوجيهات المضمنة في المنشور رقم 1000 المؤرّخ في 2024/12/03 المتعلق بمخاطر استهلاك مشروبات الطاقة على الصحة العمومية، علما أن إدخالها إلى المؤسّسة مخالفة صريحة للقانون الداخلي للمؤسّسة.

وتتمثل الظاهرة الثالثة في التدخين وتعاطي السجائر الإلكترونية التي استفحلت، حسب المنشور وسط التلاميذ، فيما تتعلق الظاهرة الرابعة بالممارسات غير اللائقة بالسلوك والهندام، خاصة في مرحلتي التعليم المتوسط والتعليم الثانوي، من خلال تعبير التلاميذ، بمحاكاة طريقة لباسهم وكلامهم، وقصات شعرهم أو حتى تصرفاتهم، التي تعد تقليدا أعمى لقيم وسلوكات سلبية وغريبة تتنافى مع البيئة الجزائرية وقيم المجتمع الروحية والدينية والاجتماعية والخلقية.

أما الظاهرة الخامسة فتتعلق بتمزيق الكتب والكراريس نهاية الموسم الدراسي، ونثرها أمام مداخل المؤسّسات التعليمية، من دون أدنى احترام لقدسية المؤسّسة التعليمية والمعاني والكلمات التي تحملها هذه الكتب المدرسية والكراريس.

 كما سجّلت الوزارة ترند "غریب"، موسوم به "تحدي البراسيتامول" بين أوساط التلاميذ، ويتمثل هذا التحدي في تناول جرعات مفرطة من دواء البراسيتامول للتباهي أو اختبار التحمّل دون علم بما قد يسببه من تسمّم وتلف خطير للكبد وأضرار للكلى والبنكرياس ما يزيد من خطر الوفاة.

 وبناء على ذلك  أمرت وزارة التربية، المتدخلين في المؤسّسة التعليمية بمواصلة تحسيس وتوعية التلاميذ، بالمخاطر المختلفة لهذه الظواهر وغيرها، لاسيما من خلال الحرص على تطبيق النظام الداخلي للمؤسّسة، والسهر التام على احترامه من طرف كل أعضاء الجماعة التربوية في المؤسّسة التعليمية، وتعزيز دور مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي، في المرافقة النفسية، خاصة تجاه التلاميذ في وضعية هشة، مع دعوة مهنيي الصحة المدرسية إلى تكثيف نشاطات التوعية والتحسيس بكل الجوانب ذات العلاقة بصحة التلاميذ الجسدية والعقلية والنفسية.

إضافة إلى تحفيز التلاميذ  على الانخراط في الجمعيات الثقافية والرياضية المدرسية، وممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية التي تنظمها المؤسّسة التعليمية، مع إدماج أنشطة تربوية ختامية تشجع على تقييم جهود السنة الدراسية، واختتامها بطريقة إيجابية مع تشجيع التلاميذ المتميزين سلوكيا بجوائز تقديرية، وتنظيم عملية جمع وفرز الكراريس والكتب غير المستعملة، لضمان إعادة تدويرها عبر مبادرات بيئية داخل المدرسة، وتحفيز التلاميذ على المشاركة فيها، كما طالبت بإشراك المجتمع المدني، في تقديم برامج تربوية وتوعوية، ضمن الأنشطة المكملة للمدرسة، تساهم في تحسيس التلاميذ بمخاطر المظاهر الدخيلة.

مخيّمات صيفية لتلاميذ الجنوب المتفوّقين

بالمقابل أمرت مديريات التربية لولايات الجنوب والجنوب الكبير والهضاب العليا، مديري المؤسّسات التربوية، في الأطوار التعليمية الثلاثة بموافاتها باسم تلميذ واحد متفوّق عن كل مؤسسة لا يتعدى سنه 13 سنة وله رغبة المشاركة في المخيّمات الصيفية لسنة 2025/2024، من الجنسين.

وحدّدت مصالح الوزارة، أجل أقصاه 17 أفريل الجاري، لإرسال قوائم التلاميذ المعنيين، ويدخل الإجراء في إطار مذكرة التفاهم الموقّعة بين وزيري التربية، محمد صغير سعداوي، والشباب مصطفى حيداوي، حيث تهدف إلى إعداد برنامج تدريبي تكميلي ذي بُعد تربوي ومعرفي، يرتكز على تعزيز التأهيل المعرفي وتنمية المهارات الحياتية والقيادية للأطفال والمراهقين.