في إطار التزام رئيس الجمهورية بتكريس الديمقراطية التشاركية

8 ساعات من الحوار الجريء في لقاء تاريخي

8 ساعات من الحوار الجريء في لقاء تاريخي
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 960
يانيس. ب يانيس. ب

❊ رؤساء 27 حزبا في ضيافة الرئيس ترسيخا لسنّة الإصغاء والتشاور

❊ سياسة اليد الممدودة للرئيس تبون تشمل أحزاب "المجالس المنتخبة"

❊ لا إقصاء.. وحوار صريح ومفتوح لجمـــيع الإيدلولوجيات والأطــياف

أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالجزائر العاصمة على لقاء مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة، تكريسا لسنة الحوار التي أرساها مع مختلف الفعاليات والتنظيمات الوطنية، وإعلاء لقيم التواصل والتشاور وجعلها حجر أساس بناء الجزائر الجديدة وتقوية مناعتها.

اللقاء الذي جرى بحضور الوزير الأول السيد نذير العرباوي ومدير ديوان رئاسة الجمهورية السيد بوعلام بوعلام، ودام لأكثر من 8 ساعات، استمع خلاله السيد رئيس الجمهورية لمداخلات رؤساء الأحزاب المشاركة والتي بلغ عددها 27 حزبا سياسيا، وتضمنت مداخلاتهم آراء وانشغالات ومقترحات حول عديد القضايا الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة في جو من الحوار الصريح والبناء، قبل الاستماع إلى رد رئيس الجمهورية على هذه المداخلات، والذي جسّد في مضامينه أسمى معاني الديمقراطية التشاركية التي يحرص السيد الرئيس على جعلها واقعا ملموسا، وهو الذي لم يتخلف عن عقد لقاءات دورية مع رؤساء الأحزاب السياسية، مثلهم مثل باقي الفعاليات الاجتماعية والمهنية والشخصيات الوطنية التي خصها باستقبالات بمقر رئاسة الجمهورية، منذ اعتلائه سدة الحكم في 12 ديسمبر 2019.

فجلي التذكير في هذا الإطار، بأن أول استقبال عقده السيد الرئيس عبد المجيد تبون مع هذه الفعاليات الوطنية، تم في 29 ديسمبر 2019، أي بعد 17 يوما فقط عن انتخابه رئيسا للجمهورية، وخصه حينها لرئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، لتتوالى بعدها سلسلة الاستقبالات واللقاءات التشاورية التي خصّها رئيس الجمهورية للشخصيات الوطنية وممثلي الأحزاب السياسية، والتي سمحت في مجملها باستعراض الوضع العام في البلاد والوضع الاقتصادي وآفاق العمل الجاد لتجنيد الكفاءات الوطنية وتسخير الإرادات الطيبة قصد إرساء أسس الجمهورية الجديدة.

رئيس الجمهورية الذي يراهن على التلاحم الوطني من أجل تحصين البلاد من التهديدات الخارجية وصد المؤامرات والمخططات الدنيئة التي يحيكها أعداء الجزائر من أبناء جلدتنا الخونة والأطراف الأجنبية التي تكن حقدا دفينا للجزائر وتقلقها نجاحاتها على مختلف الأصعدة، جعل من سمة التشاور والتحاور القائم على المصارحة، تقليدا حميدا، أكسبه مزيدا من الثقة والتجاوب من قبل مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية، التي يكن لها الاحترام والعرفان ولا يقبل لأي طرف منها إقصاء أو تمييزا، وهو الذي أرفق لغته الصريحة وسياسته التشاورية، بسياسة العرفان لكل من أحسن خدمة الوطن وتشريفه، وأعلى رايته في المحافل والتظاهرات الدولية، على غرار أفواج الرياضيين والشباب المبتكر والمبدع والنساء المقاومات كل منها في مجالها، حتى أنه لم يغفل تكريم أطفال الجزائر من النوابغ وأصحاب المواهب.

وإذا كان توفيق السيد الرئيس في نسج علاقات المودة مع شباب الجزائر عموما والشباب المهيكل ضمن تنظيمات المجتمع المدني، أمرا منطقيا كون الرئيس تبون ردّدها في مرات عديدة "أنا مرشح الشباب ومرشح المجتمع المدني"، فإن ذلك لم يمنعه من الإبقاء على صلته الدائمة والمتواصلة مع الفعاليات السياسية من أحزاب وشخصيات وطنية، وقد أكد ذلك في رده عن سؤال حول علاقته بالأحزاب السياسية في أحد لقاءاته الدورية مع وسائل الإعلام، عندما قال "لقد سبق لي أن التقيتها وسألتقيها مستقبلا".

وجاء لقاء السيد الرئيس، أمس، برؤساء 27 حزبا سياسيا ممثلا في المجالس الانتخابية الوطنية والمحلية، ليجسد التزامه بملاقاة هذه الأحزاب والتحاور معهم حول مختلف الانشغالات المطروحة لديهم وكذا الإصغاء إلى مقترحاتهم حول مختلف القضايا والمسائل المطروحة في الساحتين الوطنية والدولية، تقوية للقرار السياسي الذي تتخذه الدولة في التعامل مع المسائل الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيزا لمواقف الجزائر ولجهودها الحثيثة في المحافل الدولية، لا سيما في ظل التحديات المتعدّدة والأوضاع المزرية التي تعرفها بعض القضايا المركزية بالنسبة للجزائر وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وقد أصبح معروفا لدى العام والخاص مدى الجدية التي تتسم بها لقاءات الرئيس تبون مع مختلف الأطراف الوطنية والدولية، وحنكته في معالجة القضايا المطروحة في النقاش خلال هذه اللقاءات وذلك بإجماع كافة محاوريه الذين عبّروا عن انبهارهم لإلمامه الواسع بمختلف القضايا والملفات الراهنة، وحكمته في إدارة النقاشات وقوة الطرح والتحليل التي يمتاز بها، بدليل أن عديد الشخصيات الدولية التي حظيت باستقباله تقاطعت عند وصفه بـ"صوت الحكمة".