ورشة دولية إقليمية حول "حفظ وتثمين المتاحف والمجموعات المتحفية
آفاق عمل إقليمي في منطقة المغرب العربي

- 182

نظمت وزارة الثقافة والفنون، أمس، بالتعاون مع منظمتي اليونسكو والألكسو ورشة دولية اقليمية حول "حفظ وتثمين المتاحف والمجموعات المتحفية: تنوعها ودورها في المجتمع"، تهدف إلى تبادل التجارب والخبرات وبحث سبل تطوير السياسات المتحفية.
أشار وزير الثقافة، زهير بللو، في كلمته الافتتاحية لأشغال هذه الورشة الدولية، التي تختتم مساء اليوم، أن المتاحف أصبحت مراكز ديناميكية للمعرفة، والحوار، والابتكار الثقافي، وأضحت تساهم بفعالية في حفظ الذاكرة، والانخراط في مسارات التنمية المستدامة، مضيفا أنه "في ظل التحديات المعاصرة، فإن متاحفنا مدعوة للاضطلاع بأدوار جديدة تستجيب لتطلعات الأجيال، وتواكب متغيرات العصر الرقمي".
وأوضح الوزير أن الورشة تطرح تساؤلات جوهرية حول سبل تعزيز حماية المجموعات المتحفية من التهديدات المتعددة، "لاسيما تحدي الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، الذي أصبح يشكل اليوم إحدى أبرز القضايا المطروحة على الساحة الدولية"، مضيفا بأن الورشة تفتح أيضا آفاقا واعدة أمام توظيف الرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة المتاحف وتعزيز قدراتها. كما تمثل فرصة لتبادل الرؤى وتوحيد الجهود، وصياغة استراتيجية إقليمية متناغمة تعزز دور المتاحف كقوة ناعمة، ومصدر للسلام، والتنوع، والانتماء.
وبعد أن جدد استعداد الوزارة لمواصلة التعاون مع منظمة اليونسكو ومنظمة الألكسو وجميع الشركاء الإقليميين، من أجل حماية التراث المتحفي، وضمان نقله للأجيال القادمة في أحسن الظروف، أبرز بللو دعم الجزائر لتوصيات منظمة اليونسكو، لا سيما توصيات سنة 2015 المتعلقة بحماية وتعزيز المتاحف والمجموعات، وتطوير السياسات الوطنية في هذا المجال، بما يضمن الولوج العادل إلى الثقافة، ويكرّس دور المتاحف كمراكز للمواطنة والابتكار والعدالة الثقافية، علما أن وزارة الثقافة تعمل على تكييف السياسات العمومية مع التحديات الجديدة التي تواجه المتاحف، سواء تعلق الأمر برقمنة المجموعات، أو تعزيز قدرات الموارد البشرية، أو تطوير البنى التحتية، أو ضمان الولوج الشامل إلى الثقافة، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي لخدمة وحماية التراث الثقافي المنقول بشكل خاص.
وستسمح التوصيات التي ستنبثق عن هذه الورشة، حسب الوزير، بمواصلة إصلاح الحوكمة المتحفية، وتكريس مبادئ الانفتاح، والشفافية، والاستدامة، بما يعزز مكانة المتاحف كمؤسسات مواطنة.
بدوره، تحدث كريم هندلي ممثل مكتب اليونسكو بالمغرب العربي عن توصية 2015 التي دعت لتعزيز الوظائف الأساسية للمتاحف (الحفظ، البحث، التواصل، والتعليم) والاستثمار في المتاحف ،مع تعزيز التعاون الدولي والحوار الثقافي وعرض السياسات التي ينبغي على الدول الأعضاء تنفيذها، فيما أكد الدكتور حميد النوفلي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أهمية تماشي المتاحف مع العصرنة من خلال بعض التجارب، ودعوته لحماية هذه المؤسسات أثناء النزاعات والحروب، مثمنا بالمناسبة التعاون مع الجزائر.
ويعد الملتقى فرصة للتفكير الجماعي حول آفاق العمل الإقليمي في مجال المتاحف في منطقة المغرب العربي، مع اقتراح آليات للتعاون مثل إنشاء متحف افتراضي أو متنقل على نطاق مغاربي، وإعداد خارطة طريق استراتيجية، وإطلاق برامج تدريبية مشتركة، وإعداد دراسة إقليمية حول الإقبال على المتاحف، ومناقشة إمكانية إنشاء لجان وطنية للمجلس الدولي للمتاحف أو حتى لجنة مغاربية إقليمية.