البلدان وقعا اتفاقية لإنشاء مجلس رجال أعمال مشترك

أرضية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وكرواتيا

أرضية لتعزيز التعاون الاقتصادي  بين الجزائر وكرواتيا
  • القراءات: 866
حنان . ح حنان . ح

أكدت الجزائر وكرواتيا رغبتهما المشتركة في تعزيز تعاونهما الاقتصادي من خلال دفع مؤسسات البلدين إلى العمل معا وإقامة شراكات تسمح للطرفين بانجاز مشاريع في البلدين. ولتجسيد هذه الإرادة، تم، أمس، بالجزائر العاصمة التوقيع على محضر إنشاء مجلس الأعمال الجزائري - الكرواتي بحضور وزيري الخارجية رمطان لعمامرة وغوردان غرليك رادمان. 

واعتبر وزير الخارجية والجالية الجزائرية في الخارج رمطان لعمامرة، تنظيم منتدى لرجال أعمال البلدين "بادرة خير ضمن توجه الدولة نحو تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية"، حيث أشار إلى أن هذه الدبلوماسية تعمل على مواكبة "النهضة الاقتصادية التي تعرفها الجزائر وآفاقها الواعدة في مختلف المجالات"، مؤكدا بأن هذه النهضة "تتطلب تطوير وتعزيز وتنويع علاقات الجزائر الاقتصادية". وأثنى وزير الخارجية بالمناسبة، على مشاركة الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، المنظمة للمنتدى، في مساعي الدبلوماسية الاقتصادية، عبر ما تقوم به من جهود في هذا الاتجاه. ولكون المنتدى عقد غداة فوز المنتخب الوطني لكرة القدم في تصفيات كأس العرب، فإن لعمامرة اختار ضرب المثل بالمباراة القوية التي خاضها المنتخب الجزائري في حديثه عن تعزيز التعاون الاقتصادي مع كرواتيا.

وقال في هذا الصدد "صادفت الندوة الانتصار الكبير الذي حققه الشباب الجزائري في منافسة شريفة وكبيرة، شاهدت جنبا منها مع زميلي الكرواتي، الذي أصبح من مناصري الفريق الوطني بعدما تأكد -من منطلق المعايير الدولية لكرة القدم- أن الفريق الجزائري كان فعلا قويا ويستحق النصر في هذه المرحلة من المنافسة، حيث برهن على روح التنافسية التي نأمل أن تسود العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وكرواتيا وبين المتعاملين الاقتصاديين بالبلدين". كما نقل وزير الخارجية "مباركة رئيس الجمهورية والحكومة لهذه المبادرة وتشجيعاتهم لبذل مزيد من الجهد والعمل من أجل فرض تواجد الاقتصاد الجزائري في الساحة الدولية، واستغلال الظروف المتاحة بحكم عضوية الجزائر بمنطقتي التجارة الحرة العربية والإفريقية وشراكتها مع الاتحاد الأوروبي، للاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة لرفع حجم الاقتصاد الوطني وتنمية قدراته ليندمج مع الاقتصاديات التي تحرك الاقتصاد الدولي ويفرض نفسه في عهد ما بعد كورونا".

وشدّد وزير الخارجية، على تميز الظرف الاقتصادي العالمي، حيث قال إن هذا الأخير يفرض على جميع دول العالم "إعادة هيكلة اقتصادياتها لتكون شريكا فاعلا مستفيدا من هيكلة العالم الجديد الذي لا يرحم الضعيف ولا يرحم من لا يستطيع تجميع طاقاته ويضع فكره في خدمة التأقلم مع الأوضاع الجديدة ومتطلبات التنمية المتكاملة والمستدامة". من جهته أكد وزير الخارجية والشؤون الأوروبية الكرواتي الذي يزور الجزائر لأول مرة، اقتناعه بأهمية تنظيم منتدى رجال الأعمال، "كونه فرصة لتحسيس متعاملي البلدين بأهمية فرص التعاون المتاحة، مرحبا بتوقيع اتفاق إنشاء مجلس الأعمال الجزائري الكرواتي". وذكر الوزير الكرواتي بمساهمة شركات كرواتية في إنجاز مشاريع بقطاعات مختلفة في الجزائر، منها أنظمة المياه في بعض الولايات كالجزائر العاصمة وبناء سدود وطرق وبنى تحتية، داعيا إلى توحيد الجهود لخلق فرص جديدة مع تحديد قطاعات التعاون التي تخدم مصلحة الجانبين.

وكشف عن تواجد شركات في مجالات مختلفة، ضمن الوفد الذي يقوده، منها بناء السفن والهندسة البحرية وإنجاز الموانئ والمنصات البحرية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، الصحة، الطاقة، إنتاج المطاط، المعادن، تشييد الطرق، الفلاحة، إضافة إلى المجال العسكري. كما دعا السيد رادمان الشركات الجزائرية إلى الاستثمار بكرواتيا، مشيرا إلى تواجد 16 ألف شركة عالمية ببلاده في عديد القطاعات. واعتبر انضمام بلاده إلى اتفاقية "شنغن" قريبا سيسهل التنقل. يذكر أن المبادلات التجارية بين الجزائر وكرواتيا مازلت جد ضئيلة، إذ لم تتعد في 2020 حوالي 11 مليون دولار، فيما قدرت بنحو 9 ملايين دولار إلى غاية أكتوبر 2021.