تجاوزت 500 دينار للكلغ في ظل عدم القدرة على تسقيفه

أسعار اللحوم البيضاء خارج الرقابة

أسعار اللحوم البيضاء خارج الرقابة
  • 646
زهية . ش زهية . ش

ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء، في الفترة الأخيرة إلى مستويات قياسية، تجاوزت 500 دينار للكيلوغرام الواحد في بعض الولايات، وسط دعوات لضبط سوق هذه الشعبة المهمة، التي تحظى بدعم من الدولة، خاصة وأن الارتفاع تزامن مع شهر الصيام، الذي يزيد فيه الطلب على هذه المادة، التي لم تعد في متناول المستهلكين، بعدما كانوا يلجؤون إليها هروبا من لهيب أسعار اللحوم الحمراء. كما تعرف أسعار البيض هي الأخرى ارتفاعا جنونيا، حيث قفز ثمن الصفيحة إلى 600 دينار وأكثر..

رغم إعلان وزارة الفلاحة، عن تسقيف أسعار اللحوم البيضاء، خلال اجتماعها بمختلف الفاعلين عشية رمضان، لإيجاد حل توافقي بخصوص الأسعار المرجعية، إلا أنا لمواطن تفاجأ بالزيادة غير المتوقعة التي تعرفها هذه اللحوم، التي لم تعد في متناول الكثيرين، فيما وجد البعض ضالته في نقاط البيع الجوارية التي تجاوزعددها 540 نقطة، والتي تؤطرها المجمّعات الاقتصادية العمومية التابعة للقطاع، غير أنها تبقى غير كافية بالنظر للطلب المتزايد على هذا المنتوج في رمضان.

شعبة الدواجن: الغلاء ناتج عن غلاء الأعلاف

في تعليقه على الارتفاع الجنوني للحوم البيضاء، أرجع رئيس المجلس الولائي المشترك لشعبة الدواجن إيدير سعدي ، في تصريح لـ"المساء"، أسباب هذا الارتفاع، إلى نقص العرض مقابل تزايد الطلب، نتيجة تخلي عديد مربي الدواجن عن هذا النشاط، خاصة الذين كانوا يعملون دون وثائق، بعد عملية الرقابة التي قامت بها المصالح الفلاحية عشية رمضان، حيث توقف عدد كبير من منتجي الدواجن عن العمل وخرجوا من السوق. كما برر المتحدث الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم البيضاء، إلى الارتفاع غير المسبوق في أسعار أعلاف الدواجن، المتمثلة في الذرة والصوجا التي يتم الاعتماد عليها في تربية الدواجن بنسبة 70%، حيث انتقل سعر القنطار الواحد من أغذية الدواجن من 4500 دينار إلى 9 آلاف دينار للقنطار.

اتحاد التجار:الحلّ في الأسعار المرجعية الاستثنائية

أكد مدير الديوان بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي لـ"المساء"، استعداد الاتحاد لضبط السوق، من خلال العمل بالأسعار المرجعية، التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات التي عقدت مع الوصاية ومختلف الفاعلين في شعبة الدواجن قبيل رمضان، مشيرا إلى أن المشكل يكمن في المنتجين، أي في المصدر، قبل أن يؤكد على أن الوقت حان لتسقيف الأسعار المرجعية، التي يتم من خلالها ضبط السوق.

وحسب المتحدث فإن اللقاء الذي تم بمقر وزارة الفلاحة، تناول ملف ضبط أسعار اللحوم البيضاء بمناسبة شهر رمضان، حيث حصل اتفاق على تسقيف الأسعار في حدود 350 دينار كلغ و380 دينار للكيلوغرام، لكنه لم يطبق.

واعتبر بدريسي أن الحل يكمن في اللجوء إلى الأسعار المرجعية الاستثنائية، للقضاء على المضاربة والاحتكار، مجددا استعداد اتحاد التجار، للمساهمة في توزيع السلع والمخازن على مستوى المؤسسات العمومية، وتسويق المنتوج عبر شبكات التوزيع لتجار الجملة والتجزئة، لقطع الطريق أمام السماسرة. كما دعا إلى فتح المجال لهؤلاء التجار، لضمان الوفرة والتوزيع العادل للحوم. وأكد أن التجار عبّروا عن رغبتهم في مرافقة السلطات العمومية في توزيع وتموين السوق، مهما كانت الظروف، لحماية القدرة الشرائية للمواطن.

حماية المستهلك: الأسعار مبالغ فيها

اعتبر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في اتصال هاتفي مع "المساء"، أن أسعار الدواجن مبالغ فيها، ولا تستند لأي قانون منطقي، مشيرا إلى أن المنظمة اجتمعت مع مختلف الفاعلين عشية رمضان بوزارة الفلاحة، من أجل تقييم تكلفة الدواجن، مع الأخذ بعين الاعتبار سعر اقتناء الكتكوت والخسائر الناتجة عن الوفيات وتكلفة الأعلاف، وهوامش الربح المعمول بها، حيث تم التوصل، حسبه، إلى أن السعر المرجعي المعقول دون الإضرار بالمربي يتراوح بين 350 و380 دينار للكلغ، مضيفا أن المنظمة تفاجأت بارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى 500 دينار في شهر رمضان، أي بزيادة تتجاوز 25% من السعر العادي.

وتأسف زبدي للفوضى التي لا تزال تعرفها شعبة الدواجن، في الإنتاج والتسويق، "حيث لم يتم التحكم فيها كما ينبغي لحماية المستهلك، الذي كان يرى في الدجاج ملجأ للهروب من غلاء أسعار اللحوم الحمراء"، مرجعا هذه الوضعية إلى سوء التنظيم الذي تعرفه هذه الشعبة.