فيما يعتمد 3 ملايين جزائري على وسائل تنظيم النسل

أكثر من 3 ملايين يعانون مشاكل في الإنجاب

أكثر من 3 ملايين يعانون مشاكل في الإنجاب
  • القراءات: 442
أسماء منور أسماء منور

ثلث عدد الرجال المعنيين يعانون من العقم الأولي

كشفت آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن 7% من الجزائريين يعانون من مشاكل في الإنجاب في وقت تخصص فيه السلطات العمومية مبلغ 60 مليار سنتيم كل عام لوسائل التنظيم العائلي التي توزعها المراكز الصحية العمومية، مجانا على أكثر من 3 ملايين امرأة متزوجة. وقال الدكتور عمر والي، مدير السكان بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في تصريح لـ«المساء"، في هذا الشأن، أن أزيد من  3 ملايين و150 ألف جزائري، يعانون من حالات تأخر الإنجاب وعدم القدرة عليه، مشيرا إلى أن نمط العيش والتغذية، فضلا عن تأخر سن الزواج الذي ساهم في تزايد الظاهرة التي تمس 7% من الجزائريين.

وأشار إلى أن عدم الإنجاب والعقم، أمران مختلفان، موضحا أن العقم هو الحالة النهائية لعدم الإنجاب، فالذي يتزوج ولا يستطيع الإنجاب في الأشهر أو السنوات الأولى ليس عقيما بالضرورة، كون العقم يكون بعد العلاج والمتابعة الطبية لمدة لا يمكن تحديدها، مشيرا إلى أن هناك بعض المؤشرات العلمية التي يجب أخذها بعين الاعتبار. وذكر الدكتور والي، أن الجزائر تتوفر حاليا على ثلاثة مراكز عمومية في إطار المساعدة الطبية على الانجاب، في كل من مستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا بحسين داي بالعاصمة وآخر بمدينة وهران، وثلاثة بولاية قسنطينة بالإضافة إلى مراكز لخواص، تتكفل بمثل هذه الحالات.

وأضاف أن الجزائر تعتمد برنامجا وطنيا للتنظيم العائلي قائم على الانخراط الطوعي والاختيار الشخصي، إذ لا يسمح بأي حال من الأحوال إكراه أي شخص على وصف وسائل تنظيم أو منع الحمل، التي توفرها الدولة على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية. وكشف مسؤول السكان بوزارة الصحة، أن 53,6% من الأزواج يستعملون في الوقت الحالي وسيلة من وسائل تنظيم الحمل، ضمن برنامج وطني  يهدف إلى الوصول إلى نسبة نمو سكاني مقبولة، لتحقيق التوازن بين العامل السكاني والموارد الاقتصادية والبيئة المتاحة، بعد أن أشار إلى أن هذه النسبة تصل في الوقت الحالي إلى حدود 1,9%. من جهته، كشف الدكتور ضياء الدين بواب، المتخصص في أمراض الغدد والهرمونات، أن نسبة عدم القدرة على الإنجاب في ارتفاع مستمر، موضحا أن ثلث الرجال يعانون من هذا المشاكل، مرجعا ذلك إلى عوامل هرمونية، والنظام الغذائي المتبع والضغوطات الاجتماعية والنفسية والاكتئاب.

وقال  إن تناول السجائر والكحول والتعرض إلى الحرارة، من الأسباب الأخرى التي تقف وراء تسجيل مشاكل في الإنجاب، بالإضافة إلى بعض منتجات التجميل والمطهرات التي تتسبب في اختلالات هرمونية كبيرة. وسلط الدكتور الضوء على عامل سن الزواج، حيث يعزف عديد الجزائريين عن إتمام نصف دينهم، إلى غاية استكمال كل التجهيزات الخاصة بترتيبات الزفاف، والنتيجة هي تراجع نسبة الخصوبة لدى النساء خاصة اللواتي تخطت أعمارهن عتبة الأربعين عاما. وفيما يخص العلاج، أوضح الدكتور أنه يمكن أن يتم عن طريق الأدوية والحقن، أو المساعدة الطبية على الإنجاب، مشيرا إلى أن تكاليف هذه الأخيرة باهظة كثيرا، حيث تتراوح ما بين 200 و300 ألف دينار للمحاولة الواحدة، موضحا أن منظومة الضمان الاجتماعي تعوض الأدوية فقط في إطار تجهيز المريضات للعلاج،  دون عمليات التلقيح الاصطناعي.