"إريكسون- الجزائر 2020" تعرض دراسة جديدة:
إبراز التوجهات المستقبلية وشروط الانتقال إلى الجيل الخامس
- 1131
ستكون الجزائر على موعد مع الجيل الخامس للانترنت عبر النقال في 2023 وفقا للخبراء، غير أن التحضير لهذا الموعد تم الشروع فيه من طرف متعاملي الهاتف النقال الثلاثة منذ سنوات. ويتطلب نجاح هذا التحوّل توفر جملة من الشروط، تم استعراضها، أمس، بمناسبة تنظيم "يوم إريكسون- الجزائر 2020" عبر تقنية التحاضر عن بُعد، تم خلاله عرض دراسة جديدة حول استخدامات النقال بالجزائر وكذا التغيرات المرتقبة على الاقتصاد الجزائري، التي سيحملها الجيل الخامس.
ومن خلال اللقاء الصحفي والندوة التي تبعتها مناقشة موضوع "التحوّل إلى الجيل الخامس: أي تأثير على الاقتصاد والنظام المحيط بالجزائر؟"، تم التطرق لأهم النتائج التي خرج بها آخر تقرير حول استخدامات النقال ببلادنا، المعد من طرف مخبر المستهلكين لإريكسون، وكذا إلى دراسة حول تطلعات الجزائريين في شبكة الجيل الخامس. كما فتح المجال أمام ممثلي متعاملي الهاتف النقال للحديث عن مستقبل الجيل الخامس وشروط إنجاح التحول ومزاياه. وتم خلال اللقاء الإجماع على أن أزمة "كوفيد 19" سرّعت وتيرة الرقمنة، وأظهرت الحاجة الملحة لتوفر شبكات أنترنت ذات تدفق عال. وهو الأمر الذي ينقص الجزائر لعدد من الأسباب، أهمها محدودية الترددات. وهو ما أبرزه المدير العام لإريكسون- الجزائر ياسين زروقي الذي أكد أن تنظيم هذا اليوم، يأتي هذه السنة في ظل "ظروف مختلفة في سياق الأزمة الصحية، التي ألزمتنا بتطوير طرق جديدة للعمل وللاتصال"، مؤكدا بأن الشركة السويدية التي تعمل بالجزائر منذ 45 سنة "تلتزم اليوم بمواصلة مرافقة السلطات في هذا المجال"، حيث شدّد على أن الرهان حاليا هو "تحسين تدفق الأنترنت".
من جانبه، أكد المكلف بالأعمال في سفارة السويد بالجزائر أندرس والتر، على أهمية التعاون مع الجزائر بصفتها "شريكا تاريخيا للسويد في شمال إفريقيا"، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تتعزز باستمرار في إطار "المصالح المشتركة". واعتبر من المهم اليوم تعزيز التعاون في مجال الرقمنة، مع التوجه العالمي نحو الجيل الخامس، الذي معه "ندخل عالما جديدا تكون فيه الحلول الرقمية ضرورية لرفع التحديات العالمية"، وفقا لتصريحاته. كما أكد مسؤولو إريكسون في هذا اللقاء الذي جمعهم بممثلين عن الصحافة، الاستعداد التام لمرافقة الجزائر في مسعاها للانتقال إلى تقنية الجيل الخامس، والاستجابة للتطلعات التي أبرزها التقرير الأخير المعد في نوفمبر 2020. وحسب عرض النتائج الذي قدمه رضا براح مهندس حلول في الشركة، فإن لدى أغلب المستجوبين رغبة للتحول نحو الجيل الخامس، ويعتبرون أنه سيكون متاحا ببلادنا خلال أربع سنوات على أقصى تقدير. وقال إن أقوى رسالة خرج بها الاستبيان، هي أن 50% من المستجوبين، أكدوا أنهم لن يتردّدوا في تغيير متعاملهم، للحصول على الجيل الخامس.واعتبر هذه الحاجة الملحة، ناتجة عن عدم الرضا عن مستويات التدفق الحالية، حيث يرى نصف المستجوبين أن الشبكة بطيئة إلى جد بطيئة، في الوقت الذي سجل ارتفاعا كبيرا في مشاهدات الفيديو التي انتقلت من 17% في 2016 إلى 70% في 2020. كما ارتفع حجم متابعة الفيديوهات الطويلة من 8 % إلى 30%. وهو ما يطرح بشدة – كما قال- مسألة "فعالية الشبكات".
لهذا السبب كذلك، 60% من عينة الدراسة عبروا عن رغبتهم في التحول نحو الجيل الخامس للانترنت عبر الهاتف الثابت، مشيرين إلى أن هذا التحوّل سيسمح لهم خصوصا بتسيير أفضل لملفاتهم وكذا التكوين عن بعد، إضافة إلى الخدمات التي سيتيحها هذا التحوّل على المستوى الفردي وعلى المستوى الاقتصادي عموما. بالمقابل، فإن مسؤولي متعاملي الهاتف النقال، أكدوا أنه قبل الحديث عن الانتقال للجيل الخامس، فإن الأولوية يجب أن تصب في اتجاه الاستخدام الأمثل للجيل الرابع، الذي مازال يعمل في أدنى مستوى من قدراته الفعلية. واتفق ممثلو شركات "موبيليس" و«أوريدو" و«جازي" على أن الجيل الرابع يمكنه حاليا الاستجابة لحوالي 90% من تطلعات المشتركين، شريطة تطويره، من خلال إضافة ترددات جديدة واستخدام أمثل للبنى التحتية المتوفرة وتطوير الألياف البصرية.
في هذا الصدد، أكد مختصون على ضرورة "تطهير الطيف وتوفير الترددات الضرورية لتحسين سرعة التدفق". كما تم التشديد على أهمية تطوير مضامين محلية، وذلك عن طريق المؤسسات الناشئة، وهو ما يتطلب إعداد الموارد البشرية و«الاحتفاظ بها"، مثلما قال المدير العام للمدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي. كما تمت الدعوة إلى تحضير الأطر التشريعية وكذا تحضير المحيط المؤسساتي من الآن لهذا الانتقال، الذي سيخدم كل القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها الفلاحة. والأكيد بالنسبة إليهم، أن الجيل الخامس سيحمل تغيرات كبيرة في نمط الحياة، لاسيما لدى الأجيال المقبلة، وهو ما بدأت مؤشراته في الظهور مع أزمة "كوفيد 19".