الذكرى 67 لهجمات فيدرالية الجبهة بفرنسا

إبراز دور الجالية الجزائرية في بناء الجزائر المنتصرة

إبراز دور الجالية الجزائرية في بناء الجزائر المنتصرة
  • 150
لطيفة داريب لطيفة داريب

❊الرئيس تبون أقرّ جملة من القرارات لتمكين الجالية من المساهمة في بناء الجزائر الجديدة

❊العملية البطولية لـ25 أوت 1958 أكدت شمولية الثورة التحريرية داخليا وخارجيا

❊رسالة قوية للمحتل الفرنسي وللعالم مفادها أن الجزائري لا يُقهر

❊موح كليشي: العملية شملت 242 هجوم استهدف 181 موقع اقتصادي

❊تنفيذ 56 عملية تخريب في فرنسا أسفرت عن مقتل 82 شخصا وإصابة 188 آخرين

أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس، أن رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، يعتبر الجالية الجزائرية امتداداً طبيعياً للوطن وشريكاً أساسياً في مسار التنمية الوطنية، مبرزاً أن جزائر اليوم قادرة بوعي أبنائها على رفع التحدّيات وكسب الرهانات.

أوضح الوزير، خلال إشرافه على ندوة احتضنها "متحف المجاهد" إحياءً للذكرى الـ67 لهجمات فيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا، أن رئيس الجمهورية، أقرّ جملة من القرارات العملية الرامية إلى ربط الجالية الجزائرية في الخارج بوطنها الأم، وتمكينها من المساهمة الفعلية في بناء الجزائر الجديدة، من خلال إشراكها في صياغة السياسات الوطنية وتسهيل العودة والاستثمار، فضلا عن ترقية الخدمات القنصلية واعتماد الرقمنة وتنفيذ مشاريع واعدة أخرى.

وبعودته لموضوع النّدوة التاريخية نوّه ربيقة، بالعملية البطولية التي نفّذها أبطال فيدرالية جبهة التحرير يوم 25 أوت 1958، والتي أكدت ـ حسبه ـ شمولية الثورة التحريرية "ليس داخل الجزائر فحسب، بل في قلب أرض المستعمر أيضاً". واعتبر هذه العمليات "رسالة قوية للمحتل الفرنسي وصوتاً مدوياً للعالم أجمع، مفادها أن الجزائري لا يُقهر وأن نقله للثورة إلى أرض العدو دليل على عزمه الصادق في تحرير وطنه".

ودعا الوزير، بالمناسبة إلى استحضار هذه الأحداث باعتبارها مرآة لصورة الجزائري المكافح الذي لا يقبل المساومة على السيادة والكرامة، كما شدّد على أن الجالية الجزائرية في الخارج تعد أحد أهم أعمدة الوطن، ورافداً فعّالاً في الدفاع عنه والمساهمة في تنميته وإشعاعه الثقافي والإنساني، مؤكدا أن وعي الجزائريين بالوطن هو رأس المال الحقيقي للأمة.

من جهته اعتبر مدير متحف المجاهد الأستاذ حسان مغدوري، أن هذه العملية التي تم تشبيهها بانطلاق الثورة التحريرية في أول نوفمبر، بحكم دقّة تنظيمها واندلاعها في توقيت واحد عبر مختلف مناطق فرنسا، "جرعة أكسجين للثورة التحريرية" وفرصة ثمينة لفك الحصار عنها، مبرزا أن صداها كان عالميا، حيث شهد العالم لأول مرة نقل المعركة إلى أرض المستعمر "وهو ما يمثّل دروسا يجب أن تُدرّس للعالم أجمع".

كما قدّم المجاهد محمد الغفير، المعروف بـ"موح كليشي" شهادات وأرقاماً عن هذه العملية التي انطلقت يوم 25 أوت 1958 واستمرت إلى غاية 30 سبتمبر من العام نفسه، حيث شملت 242 هجوم استهدف 181 موقع اقتصادي وأدت إلى تنفيذ 56 عملية تخريب، وأسفرت عن مقتل 82 شخصا وإصابة 188 آخرين. 

وأوضح أن القادة أولوا اهتماماً خاصاً بضرب المستودعات البترولية، وعلى رأسها مستودع "موريبيان" في مرسيليا، الذي كان يوزع النّفط الجزائري على باقي مناطق فرنسا، وهو ما اعتبره الشهيد عبان رمضان، ضرورة ملحة لحرمان المستعمر من ثروات الجزائر وضربه في عقر داره.

أما المجاهد ولد حمو إبراهيم، فكشف في مداخلته أن فكرة نقل الهجمات إلى فرنسا تعود إلى سنة 1956، قبل أن تتجسّد فعلياً عام 1958. وأكد أن هذه العمليات زرعت الخوف في قلب فرنسا، مشيداً باحتفاء وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بهذه الذكرى التي تبقى مجهولة لدى الكثيرين رغم أهميتها التاريخية، باعتبارها دليلاً قاطعاً على المساهمة الفعّالة للجالية الجزائرية في الخارج في معركة الاستقلال بالمال والأرواح.