ملتقى حول "الزوايا التعليمية والمدارس القرآنية"
إبراز دورها التاريخي في تكوين الشخصية الوطنية
- 839
أبرز المشاركون في الملتقى الدولي حول "الزوايا التعليمية والمدارس القرآنية" الدور المميز الذي قامت به هذه الأخيرة عبر التاريخ في النضال السياسي والعسكري والحفاظ على الدين الإسلامي واللغة العربية والهوية الوطنية في الجزائر، فضلا عن زرع روح حب الوطن لدى الشبان وكيفية تكوين الشخصية الوطنية لديهم بما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي. في ملتقى دولي نظمته زاوية الهلال القرآنية للشبلي، أمس، بولاية البليدة حول "الزوايا التعليمية والمدارس القرآنية"، أكد الشيخ بيوض وهو أستاذ في حلقة العزابة بالقرارة أن تحفيظ القرآن بمنطقة بني ميزاب هو من الطقوس القديمة التي لا يزال المجتمع يحافظ عليها حتى الآن، بحيث تسهر دور حفظ القرآن الكريم المنتشرة بكثرة على تلقين القرآن الكريم للأطفال منذ الصغر، مشيرا إلى أن أفضل طريقة للحفظ هي بواسطة اللوح والصبغ التي لا تزال مستخدمة إلى يومنا هذا.
كما ذكر، من جهة أخرى، أن تلاوة الحزب الراتب من القرآن الكريم (قراءة جماعية) لا يزال متوارثا وهو يتم بين المغرب وآذان العشاء وعند الفجر ملفتا بأن هذه التلاوة لا تنقطع أبدا مهما كانت الظروف، مشيرا إلى المكانة الراقية التي يتميز بها حافظ القرآن في المجتمع الميزابي والتشجيعات والتحفيزات التي يتلقاها بحيث له خصوصيات يتميز بها عن سواه من حيث اللباس مثلا والأولوية في الجلوس وسط الجماعة. الملتقى الذي حمل عنوان "الزوايا التعليمية والمدارس القرآنية قراءة في الواقع وتطلعات إلى المستقبل "يشارك فيه كل من السيد محمد الأمين ولد الداه وهو مفكر وداعية من موريتانيا والدكتور منير التليلي وهو وزير للشؤون الدينية سابقا لتونس وكذا سفير دولة فلسطين في الجزائر لؤي عيسى، الذي نوه في تدخله بالدور الذي تقوم به الزوايا في فلسطين لتعبئة الجماهير وإعطاء الروح المعنوية لهم في النضال ومحاربة الاحتلال الإسرائيلي. الملتقى يهدف كما أوضح المنظمون إلى التعريف بتاريخ مؤسسات التعليم القرآني وتوحيد نظام العمل والتكوين على مستوى هذه المؤسسات وبعث النشاط في المؤسسات التي تعاني الضعف في الجانب الإداري والمالي والعلمي والديني فضلا عن إبراز دراسة قانونية وإدارية ومالية لهذه المؤسسات مع عصرنة نشاطات هذه المؤسسات وكذا تعزيز فكرة المرجعية الدينية لهذه المؤسسات .