وزارة التربية الوطنية تشرع في تنفيذ برنامج تربوي جديد قريبا
إدراج المرجعية الثقافية الوطنية في الكتب المدرسية
- 1316
ستشرع وزارة التربية الوطنية قريبا، في تنفيذ برنامج تربوي كبير يتعلق بإدراج المرجعية الثقافية الوطنية في الكتب المدرسية، وبالخصوص تلك المرتبطة بالتاريخ والتربية الروحية، حسب وزيرة القطاع نورية بن غبريط؛ التي أضافت في هذا الصدد، أنه سيتم إثراء البرامج التربوية والكتب المدرسية قريبا بكل ما جاء في التراث الوطني الثقافي والروحي. وثمّنت الوزيرة في كلمة لها بمناسبة افتتاح الملتقى الوطني للشيخ عبد الرحمن الثعالبي وإحياء للذكرى المئوية السادسة لتأسيس مدرسة الشيخ الثعالبي الذي نظمته جمعية سيدي عبد الرحمن الثعالبي لترقية التراث بمشاركة اللجنة الوطنية الجزائرية لليونسكو، الاعتراف الرمزي الكبير للمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، التي أدرجت ثلاثة علماء جزائريين ضمن قائمة كبار الشخصيات العالمية.
ويتعلق الأمر بكل من الشيخ أحمد العلوي المستغانمي؛ باعتباره مدرسة للتسامح والمحبة بين الأديان، والشيخ عبد القادر مجاوي مدقق اللغة العربية، والشيخ عبد الرحمن الثعالبي؛ نظرا للإسهامات الفكرية والثقافية التي قدموها للبشرية، تقول السيدة بن غبريط، مضيفة أن الجزائر هي البلد الوحيد الممثل بثلاث شخصيات عالمية معترَف بمساهمتها في إثراء التراث العالمي الفكري والثقافي من طرف منظمة اليونسكو.
وبخصوص الملتقى الوطني للشيخ عبد الرحمن الثعالبي، نوّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بالدور الكبير الذي لعبه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في نشر التربية والتعليم في المجتمع الجزائري، واصفا إياه بالمعلم والمربي، قائلا: "لا يسعنا إلا الافتخار بأن المجتمع الدولي قد شهد على عالمية التراث الذي تركه العلاّمة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي". وبعد أن سرد مسار الشيخ عبد الرحمان الثعالبي في رحلته الطويلة والتي دامت عشرين سنة بحثا عن العلوم بكل من تركيا والحجاز ومصر، قال إن هذا الأخير عاد في نهاية المطاف إلى وطنه لخدمة بني جلدته، مؤسسا المدرسة الثعالبية، التي أصبحت مركزا للإشعاع الثقافي والتربوي، مستقطبة طلاب العلم من المغرب العربي وحتى الأجانب.
ودعا، في ذات السياق، لأن تُرقى جمعية سيدي عبد الرحمن الثعالبي إلى مستوى مؤسسة وطنية تنشأ بمقتضاها مكتبة تحوي كل مخطوطات الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وكذا دار محاضرات ومنتديات سينمائية للتعريف بالعلاّمة وإنجازاته. وأشاد رئيس جمعية سيدي عبد الرحمن الثعالبي لترقية التراث عصام طوالبي، بدور بالشيخ العلاّمة وإسهاماته في مجال التربية والتعليم، مبرزا أن هذا الأخير كرّس حياته لخدمة العلم، وواضعا كل ممتلكاته في خدمة المحرومين. وذكر أن هذا العالِم الجليل قد ترك ما يعادل تسعين (90) كتابا ومخطوطا، مضيفا أن المحافظة على هذا التراث تعني المحافظة على تراث البشرية جمعاء.
وقد تم تنظيم هذا الملتقى الأول من نوعه للشيخ عبد الرحمن الثعالبي إحياء للذكرى المئوية السادسة لتأسيس المدرسة الثعالبية، في المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة في العاصمة، بمناسبة إعلان المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، الاحتفال بالمئوية السادسة لتأسيس مدرسة الشيخ الثعالبي بقصبة الجزائر. أما بالنسبة للمدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية ياسر عرفات قانة، فإن هذا الملتقى يُعد بمثابة وقفة مع إسهامات إمام الجزائر الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في إثراء الثقافة الإسلامية في العصر الوسيط، داعيا، في ذات السياق، إلى تنظيم مثل هذا الملتقى بصفة دورية كل سنة بنفس التاريخ؛ أي 28 نوفمبر؛ إحياءً لذكرى إمام الجزائر.