زيارة رئيس الحكومة التونسي للجزائر

إرساء تكامل اقتصادي وتعزيز العلاقات

إرساء تكامل اقتصادي وتعزيز العلاقات
  • القراءات: 839
م .خ م .خ
استقبل الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال ، أمس، بإقامة الميثاق، رئيس الحكومة التونسي، السيد مهدي جمعة، بحضور وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي ووزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار عمارة بن يونس.

وقد زار السيد جمعة الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة (الجزائر)، رفقة وزيري التنمية الصناعية وترقية الاستثمار والطاقة والمناجم عمارة بن يونس ويوسف يوسفي، حيث أكد رئيس الحكومة التونسي في تصريح له  أن آفاق الشراكة بين الجزائر وتونس في المجال الاقتصادي "كبيرة"، داعيا في هذا الصدد إلى خلق تكامل اقتصادي بين البلدين في قطاع الصناعة خاصة في شعبة صناعة المركبات.

كما أوضح السيد جمعة أن فرع صناعة المركبات من بين الفروع التي يمكن للبلدين تطوير الشراكة فيها، منوها في هذا الصدد "بالخبرة والقاعدة الصناعية" للجزائر في هذا المجال والتي تعتبر "متكاملة مع القاعدة الصناعية التونسية".

وأشار ضيف الجزائر إلى أن صناعة السيارات في تونس "متطورة"، حيث تساهم اليوم بنسبة 5 بالمائة من المدخول الخام"، داعيا في هذا السياق إلى خلق نسيج متكامل بين البلدين في هذا المجال لاسيما أن للجزائر مشاريع كبرى في صناعة السيارات والعربات الثقيلة والمولدات الكهربائية. وقال إن المحادثات التي جرت بين الطرفين  تمحورت حول تعزيز سبل التعاون "بخطوات سريعة في المستقبل".

ومن جهته، أعلن السيد بن يونس أن اللجنة المشتركة الجزائرية- التونسية ستجتمع في الأيام المقبلة، لافتا إلى أنه تم توجيه تعليمات من حكومتي البلدين لدراسة كيفية تدعيم الشراكة بين الجزائر وتونس في المجال الصناعي.

وسمحت هذه الزيارة لرئيس الحكومة التونسي بالاطلاع على مختلف وحدات الشركة خاصة تلك المتخصصة في تصفيح وتركيب وهيكلة المركبات.

يذكر أن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة التي استفادت من مخطط تطوير بقيمة 100 مليار دينار، تجمع ثلاثة فروع متمثلة في فرع الهياكل الصناعية وفرع السباكة وفرع السيارات الصناعية.

وتمتد الشركة التي أبرمت اتفاقات مع شركاء أجانب، فرنسيون وألمان، لإقامة مشاريع في الصناعة الميكانيكية على مساحة 260 هكتارا.

وكان رئيس الحكومة التونسي قد توجه إلى مقام الشهيد حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية.

وقام السيد جمعة الذي كان مرفوقا بوزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء وقراءة فاتحة الكتاب الكريم. كما وقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية.

وكان رئيس الحكومة التونسي قد حل، أول أمس، بالجزائر في زيارة عمل وصداقة دامت يومين بدعوة من الوزير الأول  السيد عبد المالك سلال، في إطار المشاورات المنتظمة بين الجزائر وتونس.

وصرح السيد جمعة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي أن زيارته للجزائر تعكس العلاقات "المتينة" القائمة بين البلدين، معربا في هذا الإطار عن أمله في أن تكون هناك فرص أخرى لتعزيزها في مختلف المجالات.

وأوضح السيد جمعة للصحافة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين أن زيارته للجزائر بعد انتخابه مؤخرا على رأس حكومة بلده، هي "إشارة للعلاقات المتينة الموجودة بين البلدين الشقيقين والتي تعتبر تاريخية وعضوية، حيث لمسنا وجود تعاون بينهما في كل الأزمات والمحن".

أضاف في هذا السياق أن: "أمن الجزائر من أمن تونس وأمن تونس من أمن الجزائر"، مؤكدا في هذا الصدد على وجود شراكة أمنية كبيرة بين البلدين.

من جهة أخرى، أعرب السيد جمعة عن أمله في أن تكون هناك فرص أخرى لدفع العلاقات بين الجزائر وتونس في جميع الميادين لاسيما الاقتصادية، مغتنما في هذا الصدد الفرصة للتعبير عن شكره لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على اهتمامه "المتواصل" بما يجري في تونس.

كما أجرى رئيس الحكومة التونسي، أول أمس، مباحثات أولى مع السيد سلال تمحورت حول "مسائل تخص التعاون الثنائي وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف الميادين إلى جانب التطرق إلى مسائل إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك".

وتم في هذا الصدد تقييم واقع التعاون الثنائي في العديد من المجالات التي تقيم الدولتان على أساسها علاقات تقليدية.

وتعد هذه الزيارة التي يقوم بها السيد جمعة للجزائر الأولى من نوعها إلى الخارج بعد تعيينه مؤخرا على رأس الحكومة التونسية وذلك لإعطاء دفع قوي لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين.