الرئيس تبون يؤكد بأن مشروع الدستور يهدف إلى ترسيخ القيم الحضارية للجزائر
إرساء دولة العدل والقانون التي نادى بها الحراك الأصيل
- 766
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس، أن مشروع تعديل الدستور الذي سيعرض على الاستفتاء في الفاتح نوفمبر المقبل، يهدف إلى ترسيخ القيم الحضارية للجزائر وتحقيق رسالة الشهداء وإرساء ”دولة العدل والقانون التي نادى بها الحراك المبارك الأصيل”، مضيفا أن إرساء دعائم الإصلاح تعد من الضمانات الأساسية لبعث الطاقات الكامنة في المجتمع وتفجيرها.
وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للمشاركين في فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، في طبعتها 22 بمستغانم والتي قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي ”أن قيمنا الحضارية مستنبطة من هدي القرآن الكريم ومعبرة عن الوفاء لرسالة الشهداء ولتاريخنا الوطني”، قائلا في هذا الصدد ”المبادرة التي تأسس بموجبها اليوم الوطني للذاكرة وحرصنا على إطلاق قناة تلفزيونية تعنى بالتاريخ، هو تأكيد على نهج وطني لا يقبل الجدل في مسارنا الصادق والعازم على المضي بالجزائر إلى الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها الشهداء”.
وأشار الرئيس تبون، إلى أن ”الإصلاح الذي ننشده هو الذي يرسي بيئة صالحة جاذبة لكل الإمكانيات التي تزخر بها بلادنا، في ظل العدل والحرية وفي أجواء الأمن والسلام”، مبرزا تمسكه بمنهج الإصلاح ”الذي هو ضروري والذي تعهدت به لحماية بلادنا من الفساد ومحاربته وتجفيف منابعه وإيقاف أسبابه”، في حين لم يتردد رئيس الجمهورية في وصف الفساد على أنه ”خيانة للأمانة وللوطن”.
كما أبرز رئيس الجمهورية ”أن مؤسساتنا كلها مدعوة للمساهمة في ترقية المنظومة الأخلاقية والحرص على أخلقة الحياة العامة”، مستطردا في هذا الصدد ”هذا ما التزمت به وسنسعى بعون الله جميعا لتحقيقه”، في حين أشار إلى أن ”تعاليم الإسلام السمحة باعثة للطاقات الفعالة، التي بنيت عليها الحضارة الإسلامية التي سادت العالم، بل أسعدته لأكثر من ١٠ قرون من التاريخ الإنساني”.
الطاقات الخلاقة ستنجح في مواجهة التحديات
وإذ أكد حاجة المجتمع ”اليوم إلى هدي القرآن الكريم وفي التزوّد بالطاقة الروحية التي تدعو إلى الحياة والحث على ترقيتها والاستثمار في ميادينها وتذكير الناس أيضا بالحياة الخالدة في الآخرة”، أبرز رئيس الجمهورية أيضا حاجة البلاد ”إلى هذه الطاقة الكامنة في الأخلاق والتزكية التي عني واحتفى بها القرآن الكريم، أمام مخاطر الآفات والانحرافات التي تهدد قيم المجتمع البشري كله”.
كما أوضح الرئيس تبون، أن القرآن الكريم يتضمن ”إشارات إلى أن بعث الطاقة العلمية هو مفتاح أي إصلاح أو تقدم أو تنمية”، مضيفا أن هذه الطاقة ”فتحت للباحثين الجزائريين آفاق الاكتشافات والاختراعات التي قدموها لوطنهم خصوصا في ظل الأزمة الصحية العالمية”. واغتنم هذه المناسبة للإشادة بدور علماء الجزائر من مختلف التخصصات خلال أزمة كورونا، خصوصا ”الذين كانوا في طليعة من وقف مع أبناء المجتمع لمواجهة هذه الجائحة”، معربا عن يقينه بأن ”هذه الطاقات الخلاقة في ربوع الوطن ستنجح في مواجهة التحديات وتحقق ما نستشرفه لوطننا الغالي من رخاء وازدهار وتنمية شاملة ومستديمة”.
وذكر رئيس الجمهورية بدعوة القرآن الكريم إلى التفاني في العمل من أجل ”خدمة هذه الأرض الطيبة التي حررها الشهداء لتحقيق ما نتطلع إليه من وثبات في مجال التنمية، بالاعتماد على ثرواتنا وطاقاتنا وفي مقدمتها ثروة الشباب القادرة على الإبداع والابتكار وإنشاء المؤسسات الاقتصادية المنتجة”. وأشار الرئيس تبون في رسالته، إلى تزامن هذه التظاهرة العلمية التي تنظم هذا العام تحت شعار ”هدي القرآن الكريم في بعث الطاقات وتفعيلها”، في الوقت الذي تعيش فيه الجزائر، أجواء ذكرى نوفمبر ”التي سجل فيها شعبنا الأبي صفحة خالدة في تاريخه المعاصر”.
وأضاف أن ”هذه التظاهرة تأتي والشعب الجزائري يحي على غرار العالم الإسلامي ذكرى مولد خير الأنام”، تزامنا مع تدشين إنجاز ديني وعلمي وثقافي جديد وهو جامع الجزائر، واصفا إياه بـ"الصرح الحضاري في الجزائر الجديدة المعتزة بأصالتها والمتمسكة بهويتها”. يذكر أن فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم التي تحتضنها دار الثقافة ”ولد عبد الرحمان كاكي” بمستغانم تتواصل من خلال عدة نشاطات علمية.