دعا مدريد إلى الانخراط أكثر في مسار التسوية.. بوقدوم:
إسبانيا لديها مسؤولية تاريخية بالصحراء الغربية
- 616
❊ المقاربة العسكرية لا تكفي لمكافحة الإرهاب بالساحل
دعا وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، الحكومة الاسبانية إلى الانخراط أكثر في مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أنه لا يمكن لمدريد أن تتجاهل مسؤوليتها التاريخية اتجاه الشعب الصحراوي.
وقال بوقدوم في حديث للجريدة الاسبانية "الباييس" إنه "ليس من السهل" تسيير الوضع في الميدان بالصحراء الغربية بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه "لا يمكن لإسبانيا أن تستمر في التستر خلف الأمم المتحدة"، مضيفا في هذا الصدد "لا يمكنني إعطاء دروس. ولا يمكن لإسبانيا أن تتحرر من مسؤوليتها التاريخية (...) يجب أن يكون موقفها واضح". واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه يتعين على إسبانيا التدخل، قائلا في هذا الإطار "أعلم أن الأمر معقد لكن لا يمكننا ترك الوضع على حاله أربعون سنة أخرى".
واسترسل بالقول "هناك معارك وقتلى، فالأمر مأساوي لأن جميع الصحراويين لديهم جذور في إسبانيا، لم التق يوما بشخص لا تربطه علاقات بما في ذلك الشباب، فالجميع يتقنون اللغة الاسبانية، إن الأمر يتعلق بمسألة يجب تناولها بشكل جدي. فهناك لوائح اتخذت دون أن تتحسن الأمور... بل أدت فقط إلى الانسداد ونحن نعرف من وراء ذلك ، حيث نجد أن بعض البلدان تقضي وقتها في السب". للإشارة، قام وزير الشؤون الخارجية بزيارة عمل الى إسبانيا بدعوة من نظيرته السيدة أرانتتشا قونزاليس لايا، حيث "تندرج في إطار المشاورات التقليدية والمنتظمة بين البلدين اللذين وقعا منذ سنة 2002 "معاهدة الصداقة وحسن الجوار و التعاون".
وأوضح بيان وزارة الشؤون الخارجية أن الزيارة تندرج في إطار تعزير الحوار السياسي والشراكة الاستراتيجية بين البلدين بشكل أكبر في الميادين ذات الاهتمام المشترك، خصوصا في ظل الظرف العالمي الراهن الذي تطبعه أزمات متعددة الأبعاد.
المقاربة العسكرية لا تكفي لمكافحة الإرهاب في الساحل
وأكد وزير الشؤون الخارجية من جهة أخرى، أن العمليات العسكرية، غير كافية لمكافحة الإرهاب في الساحل، لأنها لا تعالج الأسباب العميقة للظاهرة، خصوصا تلك المتعلقة بمشاكل التنمية.
وقال بوقدوم إن "الإرهاب يعتبر ظاهرة عابرة للأوطان، لذلك فإن التعاون الدولي وحده هو المجدي، وأن منطقة الساحل حيوية للجميع، بما في ذلك للإسبان"، مضيفا أن "الجماعات الإرهابية مهما كانت تسمياتها، "داعش"، "بوكو حرام"، كلها متشابهة حيث نلاحظ "تجدد مستمر للظاهرة". وأشار إلى أنه "إذا تحتم العمل بوسائل عسكرية"، فإنه من الضروري كذلك "استيعاب ما يجري"، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة "المعالجة الجدية لمشاكل التنمية"، كون العمليات العسكرية - "ليست كافية" من أجل القضاء على نشاطات الجماعات الإرهابية.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه بالرغم من العملية العسكرية الفرنسية برخان بالساحل، حيث نشرت باريس في إطارها 5100 جندي، فضلا عن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الإبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، التي تضم أكثر من 15ألف عسكري، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، "لأن هذه الأخيرة لا تعالج السبب العميق للإرهاب".
الجزائر تحوّلت إلى وجهة للمهاجرين
وأشار الوزير إلى الضغط الكبير الذي تخضع له الجزائر، بسبب الهجرة غير الشرعية، مضيفا أن "إسبانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان، تعاني كلها من الهجرة المكثفة، لكن نحن الذين نستقبلهم قبل وصولهم إلى أوروبا". وتساءل في هذا الصدد، "الاوروبيون يشتكون، لكن هل يجب علينا العمل كشرطي لأوروبا؟، تريدون الحماية، لكن من يحمينا؟، مضيفا في هذا الصدد "في يوم ما، سنقول اتركوهم يخرجون، كما يفعل البعض، لكن لا (لن نقوم بذلك)، إننا نعمل مع إسبانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال..."، قبل أن يستطرد "الجزائر قد استقبلت في وقت ما من السنة الماضية، أكثر من ألف وافد في اليوم".
أما بخصوص ترحيل المهاجرين نحو بلدانهم، أكد الوزير أن الأمر يتعلق بعودة طوعية منظمة بالتعاون مع بلدانهم الأصلية والمنظمة الدولية للهجرة" وأنها تريد العمل مع الاتحاد الاوروبي ومالي والنيجر، حيث لابد "لهذه الهجرة التوقف في البلدان الأصلية، حيث أن توفير مناصب الشغل سيساعدهم على عدم الهجرة".