"الفاو" تعتزم تقديم مساعدتها الفنية للمشروع
إعادة بعث السد الأخضر عبر 13 ولاية في 2023

- 3635

يرتقب أن ينطلق مشروع إعادة بعث برنامج السد الأخضر عبر 13 ولاية بمناطق السهوب والهضاب العليا بداية من العام المقبل، حسبما كشفت عنه أول أمس مديرة مكافحة التصحر والسد الأخضر لدى المديرية العامة للغابات صليحة فرطاس من البيض. أبرزت ذات المسؤولة خلال ورشة تشاور حول إعادة بعث مشروع السد الأخضر، تم تنظيمها من طرف المديرية العامة للغابات بحضور ممثل عن المنظمة العالمية للأغذية والزراعة "الفاو" بالجزائر وممثلي مختلف المتدخلين المحليين ضمن هذا المشروع، "أن هذا البرنامج يمتد من 2023 إلى 2030 من أجل اعادة تأهيل السد الأخضر ومكافحة التصحر والتأقلم مع التغيرات المناخية".
ويمس البرنامج مساحة تقدر بـ4,7 مليون هكتار على طول يفوق 1500 كلم من الشرق إلى الغرب، ممثلة لشريط السد الأخضر، منقسمة على الأنواع المختلفة للأراضي منها الرعوية والفلاحية والغابية، وسيكون لكل نوع من هذه الأراضي برنامجا خاصا، بالتنسيق مع كل الفاعلين المهتمين بهذا المشروع، بما فيهم المستثمرون الخواص لخلق مؤسسات مصغرة وتوفير مناصب شغل خضراء للشباب. وتعمل المديرية العامة للغابات مع مختلف الشركاء ضمن هذا البرنامج على إعادة تأهيل أكثر من مليون هكتار من المساحة الرعوية، و200 ألف هكتار من المناطق الحراجية، ومساحات أخرى تمسها عملية إعادة التأهيل في إطار برنامج استصلاح الأراضي الفلاحية ضمن عقود الإمتياز الممنوحة للفلاحين.
وأشارت المتحدثة إلى أن النظرة الجديدة للسد الأخضر التي بادرت بها السلطات المركزية للبلاد تشمل أيضا عمليات أخرى تخص الساكنة متعلقة بفتح المسالك، وإنجاز السكنات الريفية واستخدام الطاقة الشمسية، وغيرها من العمليات التي يتضمنها المشروع الذي سيتم تجسيده بإشراك جميع الفاعلين بما في ذلك المجتمع المدني والمرأة الريفية والشباب والمستثمرين الخواص والفلاحين والمربين.
كما كشفت عن التحضير لإعداد دراسة تمس جميع ولايات الوطن من أجل وضع خريطة للتعرف على نسبة التصحر في الجزائر والوقوف على العامل الإيجابي للبرامج المختلفة التي قام بها القطاع في مجال مكافحة التصحر، والعمل ضمن هذه الدراسة على إعداد خطة عمل للسنوات المقبلة، علما أن نتائج دراسة سابقة تم إعدادها سنة 2016 مست 12 ولاية سهبية، أبانت أن حوالي 17 بالمائة من مساحة السهوب حساسة ضد التصحر، ما يمثل مساحة تفوق 7 ملايين هكتار من الولايات السهبية التي شملتها الدراسة.
وأكد محمد الصغير نوّال ممثلا عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالجزائر أن المنظمة سترافق الجزائر في إعادة بعث مشروع السد الأخضر من خلال المساعدة التقنية، مشيرا إلى أن تمثيلية المنظمة في الجزائر تعبر عن ارتياحها واهتمامها بالمشاركة في هذه الورشة المتعلقة بدراسة الجدوى لصياغة التمويل من خلال صندوق المناخ الأخضر لتمويل مشروع "تحسين المرونة المناخية في السهوب ومناطق الغابات الجافة في السد الأخضر الجزائري". وأبرز ذات المتحدث أن "الفاو" تعتزم تقديم مساعدتها الفنية في إعادة بعث هذا المشروع بهدف الإسهام في مكافحة التصحر والتخفيف من آثار تغيير المناخ.
وجاء هذا اللقاء التشاوري الذي نظم بالبيض ويتواصل ليمس باقي الولايات المعنية ببرنامج السد الأخضر، من أجل الاستماع لمختلف الانشغالات وتقديم الاقتراحات من طرف كل المتدخلين والفاعلين على المستوى المحلي، لوضع خطة عمل مشتركة لإنجاح المشروع والمحافظة على ثروات الجزائر الطبيعية.