المشاركون في ندوة حركة عدم الانحياز يؤكدون نجاحها

إعلان الجزائر يعزّز مسار الحركة

إعلان الجزائر يعزّز مسار الحركة
  • القراءات: 642 مرات
محمد / ب محمد / ب
أجمع المشاركون في الندوة الوزارية الـ17 لدول حركة عدم الانحياز أول أمس، على نجاح هذه الندوة التي توّجت بالمصادقة على وثيقة الجزائر، و5 إعلانات أخرى من شأنها دعم مسار الحركة وفق متطلبات المرحلة الراهنة، لا سيما وأنها جددت التزام بلدان الحركة بالتمسك بمبادئها، وأكدت ضرورة تعزيز التقارب والتضامن فيما بينها لتطوير مشاريع التنمية المستدامة ومكافحة آفة الإرهاب والجرائم المنظمة العابرة للحدود.

وقد توجت أشغال الندوة الوزارية التي انعقدت بالجزائر من 26 إلى 29 ماي الجاري، تحت شعار "تعزيز التضامن من أجل السلم والإزدهار" بالمصادقة على وثائق المؤتمر التي  تضمنت إعلان الجزائر، والإعلان الخاص بفلسطين وكذا الإعلان الخاص بنزع السلاح والتسلّح، إلى جانب الإعلان الخاص بتكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا القرار المرتبط بالذاكرة المؤسساتية للحركة.

وبالمناسبة ثمّنت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجنوب افريقيا، التزام الجزائر الدائم لتحقيق أهداف الحركة ومساهمتها في تطوير دور الحركة، ودراسة القضايا العالمية التي تواجه الدول الأعضاء،  معربة عن ارتياحها للوثبة التي أنجزتها ندوة الجزائر "كمرحلة ينبغي إتباعها من قبل الدول الأعضاء لتعزيز التعاون المتبادل، فيما يخص تحديات القرن الـ21 ". وأكدت المتحدثة أن التضامن المتنامي للدول الأعضاء في الحركة سيعزز السعي المشترك لدول عدم الانحياز لتحقيق السلم والتنمية والرفاه.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الموريتاني، الذي ترأس بلاده دوريا الاتحاد الإفريقي، أن ندوة الجزائر التي توصلت إلى نتائج مرضية تستجيب لتطلعات الوفود المشاركة، ستمكّن من تعزيز مسار الحركة وفق متطلبات المرحلة الراهنة، مبرزا تضامن المجموعة الافريقية مع الحركة، "في هذه المرحلة التي ينتظر منها الجميع تحقيق المزيد من الأهداف السامية، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التوترات بفعل ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة".

وأشار المتحدث إلى أن الأزمة التي تعيشها مالي، وتداعيات أحداث ليبيا وترابط المجموعات الإرهابية، وتشابك الجريمة المنظمة من ليبيا إلى مالي وشمال نيجيريا وجمهورية وسط افريقيا، "كلها عوامل تتطلب التضامن والعمل المشترك لإيجاد أفضل الحلول السلمية لاستتباب أمن واستقرار المنطقة"، مذكّرا من جانب آخر بمطالب الحركة بخصوص إصلاح منظومة الأمم المتحدة، بما يضمن العدل والإنصاف لمختلف أقطار المعمورة، ويعزّز الدور الفاعل للأمن والسلم العالميين.

أما المتحدث باسم دول مجموعة أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، فقد اعتبر من جهته الوثيقة الوزارية المعتمدة بالجزائر، وكذا الإعلانات المصحوبة لها "شهادة جماعية تضمنت حلولا ذرائعية للمشاكل العالمية التي تعرفها دول المنظمة قاطبة". وأبرز بالمناسبة أهداف الحركة ونضالها من أجل ترقية دور الأمم المتحدة في تحقيق مبادئ السلم والسيادة وحقوق الإنسان وتقرير المصير، وما تستدعيه هذه المنظومة من إصلاح بما يخدم مصالح دول العالم دون تمييز.

بدوره رئيس الوفد السوري، اعتبر في مداخلة له أن اختيار الجزائر لشعار "تعزيز التضامن والازدهار" يعد خيارا يستحق الدعم، باعتبار أن التضامن شكل دائما جوهر عمل الحركة ومحرك النجاحات التاريخية التي حققتها، ولا سيما في القضاء على الاستعمار والتمييز العنصري، ونزع السلاح والتنمية، مشيرا في سياق متصل إلى أن "التطورات التي تشهدها بلداننا في ظل سياسات استعمارية جديدة لفرض الهيمنة تحت شعار "ربيع عربي افتراضي"، تؤكد أهمية الدور الذي تضطلع به حركة عدم الانحياز على الساحة الدولية، وأهمية العمل على جعل لقاء الجزائر خطوة هامة في تعزيز تعاضد وتضامن حقيقي لإرساء السلام في كافة الدول الأعضاء.

 

تنامي الارهاب من أبرز تحديات الحركة

 من جانب آخر أجمع المشاركون في الندوة الوزارية الـ17 لحركة عدم الانحياز، على أن تنامي المخاطر الناشئة دوليا، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب وتزايد التوجه إلى القوة بشكل انفرادي ومحاولات تشريعها، من التحديات الجدية التي تواجه الحركة التي قامت مبادئها على ترسيخ احترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها.

ودعا وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في هذا الشأن، أعضاء حركة عدم الانحياز إلى التفكير في السبل والاستراتيجيات اللازمة للتصدي الجماعي لكل ما يواجه العالم اليوم، من توترات وصراعات والتوصل إلى سلم وأمن مستديمين يضمنان مستقبل أفضل لشعوب الحركة، مقدّرا بأن الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف يتم من خلال الدفع باتجاه إنهاء كل ما قد يؤدي إلى التوتر، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

 

إيجاد حلول لتنمية مستدامة ودمقرطة النظام الدولي

شكلت الندوة الـ17 لحركة عدم الانحياز، فرصة لرفع التحديات الاقتصادية والتنموية التي تسهر العديد من دولها على إرسائها على أرض الواقع لتحقيق عالم أفضل لشعوبها.وأكد وزير خارجية الكونغو، السيد سام بازيل ايكوويبي، في تدخله أن أعضاء الحركة يسهرون لبلوغ حوكمة عالمية أكثر شمولية وأكثر إنصافا، "تلتزم الدول الافريقية بأن تلعب دورا أساسيا فيها"، وأشار إلى أن هذه الخطوة تتطلب تضامن دول الحركة، وتوحيد صفوفها لرفع التحديات ودمقرطة النظام الدولي ولا سيما منها إعادة إصلاح الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية. وفي حين دعا ممثل العراق، دول الحركة إلى مسايرة القضايا العالمية التي لها أهمية كبيرة في الوقت الحالي، كقضايا المناخ والبيئة والتنمية المستدامة وصياغة نظام عالمي جديد، رافعت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، من أجل المزيد من الوحدة والتضامن داخل حركة بلدان عدم الانحياز "حتى تتمكن من مواجهة التحديات الجديدة التي تواجهها"، مبرزة الدور الذي ينبغي أن تلعبه حركة بلدان عدم الانحياز لمواجهة تحديات جديدة تتطلب المزيد من الوحدة والتضامن.