مدير عام مؤسسة مترو الجزائر لـ"المساء":

استأنفنا الخدمات بكفاءات جزائرية لرفع التحدي

استأنفنا الخدمات بكفاءات جزائرية لرفع التحدي
"مترو" الجزائر
  • القراءات: 1191
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

تنفس مستعملو "مترو" الجزائر اليوم، الصعداء بعد استئناف هذه الوسيلة الاستراتيجية رحلاتها عبر محطاتها 19 بعد توقف دام قرابة 18 شهرا فرضته الجائحة العالمية، لتنتهي بذلك معاناتهم جراء الازدحام المروري وأوقاتهم المهدورة  للوصول إلى أماكن عملهم صباحا وعودتهم إلى منازلهم مساء. وتحسبا لهذا الموعد بعودة الحركية إلى أنفاق المترو اتخذت مؤسسته كل التدابير العملية لتجديد العهد لاستقبال آلاف المواطنين في ظل إجراءات احترازية صارمة لمنع تحول هذه الوسيلة إلى مكان لنقل عدوى فيروس "كوفيد ـ 19". وقال علي أرزقي، المدير العام لمؤسسة مترو الجزائر في تصريح لـ"المساء" إن كفاءات جزائرية ستسهر على تسيير وتشغيل هذا الوسيلة الهامة، بعد انتهاء عقد التسيير مع الشريك الفرنسي، وسترفع التحدي لاستقبال المسافرين في ظروف عادية يطبعها احترام البروتوكول الصحي وعروض جديدة ومغرية.

وأضاف أن الكفاءات الجزائرية من مديرين تنفيذيين ومهندسين، ممن اكتسبوا الخبرة في التسيير خلال فترة عمل مع المتعامل الفرنسي دامت 9 سنوات، مجندون لاستئناف الخدمات وضمان سيرورة المؤسسة التي تشغل 950 عامل في مختلف التخصصات. وقال إنه رغم التوقف لقرابة عامين، والخسائر المترتبة إلا أن ذلك لم يدفع المؤسسة إلى تسريح عمالها أو حتى تقليص عددهم، داعيا المسافرين إلى احترام الإجراءات الوقائية وعدم التدافع والالتزام بتعليمات الأعوان الذين سيسهرون على تنظيم حركة التنقل، بالتنسيق مع مصالح الشرطة، حيث تم تجهيز أروقة وسلالم أنفاق المترو بإشارات مرورية تضمن التباعد الجسدي وتمنع الاحتكاك بين المسافرين، مؤكدا أنه لا يسمح بمرور أي شخص لا يرتدي الكمامة. وقال إنه من أجل ضمان راحة الركاب فقد عمدت المؤسسة، إلى رفع عدد العربات والقطارات وتقليص مدة الانتظار لتفادي الازدحام، مع تقليص عدد المسافرين إلى النصف في كل عربة لترك مسافات التباعد بينهم. وبشأن مشاريع تمديد خطوط مترو الجزائر، لتخفيف الخناق عن العاصمة وإضفاء حركية جديدة على النقل الحضري بها أكد السيد أرزقي، أن مشروعي خطي المطار شرقا وبراقي جنوبا يعرفان تقدما ملحوظا.

واستحسن مواطنو العاصمة عودة خدمات المترو، الذي سيخلصهم من الزحمة المرورية التي يعانون منها يوميا، ويمكنهم من الوصول إلى أماكن عملهم في الموعد، فضلا على الشعور بالراحة داخل عربات هذه الوسيلة، التي تختفي بها تلك التجاوزات التي تسجل في وسائل النقل الحضري الأخرى. وقال "سعيد . ب" الموظف بإحدى المؤسسات العمومية بقلب العاصمة، أنه تعود على ترك سيارته ببلدية الحراش وامتطاء عربة المترو التي خففت عنه مشاق السياقة والبحث عن مكان ركن مركبته وما يكبده من أعباء إضافية، مفيدا أن عودة خدمات المترو، كان مطلب عدد كبير من المواطنين طيلة مرحلة التوقف، التي أخلطت الأوراق من جديد. للإشارة فإن مؤسسة مترو الجزائر، التي تضم 3 فروع هي مترو الجزائر، التراموي، العربات الهوائية، تم إنشاؤها كشركة جزائرية مائة في المائة، على أنقاض الشركة الفرنسية (RATP développements)  التي أمضت عقدا مع الجزائر، لتسيير المترو لمدة تسع سنوات، انتهت مدته في 31 أكتوبر 2020، ما جعل السلطات العمومية، تقرّر إنشاء شركة جديدة، بدأت نشاطها بصفة رسمية في الفاتح من الشهر الجاري، من خلال إعادة دمج كل العمال الذين أمضوا عقد عمل مع المتعامل الأجنبي السابق، للحفاظ على مناصبهم، وتم استحداث هذه الشركة في إطار ترقية الوسائل العمومية في قطاع النقل وتسييرها من قبل كفاءات جزائرية.