العيادة المركزية للحروق بالعاصمة

استقبال أكثر من 500 حالة في رمضان الماضي

استقبال أكثر من 500 حالة في رمضان الماضي
  • القراءات: 638
  ق. و ق. و

سجلت العيادة المركزية بيار وكلودين شولي بالجزائر العاصمة لوحدها خلال شهر رمضان الماضي، أكثر من 500 حالة إصابة بالحروق، معظمها من الأطفال، حسبما أكد المكلف بالمخطط الوطني للتكفل بالمصابين بالحروق بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور خليل رضا حاج معطي.

وحذّر الدكتور حاج معطي الذي يشغل أيضا طبيبا جراحا بالعيادة المركزية، حذّر من الحوادث المنزلية لاسيما الحروق التي تعرف ارتفاعا محسوسا خلال الشهر الكريم، يتراوح بين 30 و40 بالمائة، مشيرا إلى عدد الحالات التي استقبلتها العيادة  خلال هذا الشهر من السنة الفارطة، التي ”تجاوزت 500 حالة، معظمها من فئة الرضّع والأطفال أقل من 15 سنة”.

وعبّر المختص لوكالة الأنباء الجزائرية، عن أسفه الشديد لتعرض هذه الشريحة من المجتمع للإصابات الخطيرة، التي ”غالبا ما  تحدث خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار، وتتسبب في ترك آثار وتشوهات للمصاب طوال حياته، وقد تؤدي في بعض الحالات، إلى إعاقات وبتر للأعضاء وحتى الموت”.

وأوضح الدكتور حاج معطي أن إصابة الأطفال بالحروق المختلفة خاصة الرضع منهم، تبلغ ذروتها خلال الشهر الفضيل، مؤكدا أن هذه الظاهرة التي ”تشكل عبءا على الصحة العمومية”، تحدث خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار وفترة السحور، وهي الفترة التي ”تنقص فيها اليقظة” نتيجة انشغال أفراد العائلة في المطبخ بتحضير الأطباق؛ تاركة آثارا خطيرة على الأعضاء السفلية والعلوية والوجه والظهر وكذا البطن والرقبة.

ويأتي موقد الطبخ المعروف بـ ”الطابونة” المستعملة من طرف 90 بالمائة من العائلات الجزائرية - كما أضاف - في مقدمة أسباب هذه الإصابات؛ نظرا لتواجدها على مستوى الأرض وقربها من الأطفال.

ونصح الدكتور في هذا الصدد الأولياء ”بعدم ترك الأطفال يقتربون من المواقد والأفران؛ سواء كان ذلك عند تحضير الوجبات أو خلال أوقات الأكل؛ حتى لا يتعرضوا لأخطار الحروق، إذ غالبا ما تكون الإصابة من ”الدرجة الثانية والثالثة”.

وحذر المتحدث ربات البيوت من ترك مواد التنظيف في متناول الأطفال، والتي لا تقل ”خطورة عن المواقد والمطابخ في الإصابة بحوادث منزلية، من بينها تعرض الأحشاء لحروق في حال ابتلاعها، وحتى إن نجا الطفل من الموت فإن التكفل بهذه الحالة ”صعب جدا”، وقد يعرّضه للموت.

يُذكر أن العيادة المركزية تستقبل سنويا حوالي 5000 حالة حروق من مختلف مناطق الوطن، من بينها إصابات ناجمة عن حروق الصدمات الكهربائية، التي تتسبب هي الأخرى في بتر الأعضاء العليا وإعاقات بالغة، قد تقضي على كل أحلام الطفولة.

للإشارة، أعدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع منظمة يونسيف بالجزائر، ومضات إشهارية خلال الشهر الفضيل، تتمثل في أشرطة مرسومة، سيتم بثها هذا الأسبوع على مختلف قنوات التلفزيون الوطنية؛ لوقاية الأطفال  من الحروق.