حلّ وفد المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية لدولة نيجيريا، أمس، بولاية عنابة، في إطار زيارة دراسية تهدف إلى الاطلاع على التجربة الجزائرية في مجال الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة.

استقبل الوفد الضيف الذي يضم ممثلين عن مؤسّسات حكومية نيجيرية، برفقة إطارات من المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالجزائر، إلى جانب ممثلين عن وزارتي الخارجية، والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية من طرف والي عنابة عبد القادر جلاوي، حيث تمّ بالمناسبة إبراز عمق العلاقات التي تجمع البلدين، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون في مجالات متعدّدة.

وتندرج زيارة الوقد النيجيري في إطار برنامج علمي يمتد من 26 ماي إلى 1 جوان 2025، لدراسة موضوع محدّد يتعلق بالاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة، والاستفادة من الخبرات الجزائرية في هذا المجال.

وفي هذا الإطار، أكد والي عنابة للوفد الضيف، أنّ اختيار الولاية كمحطة ميدانية لم يكن اعتباطيا، بل يرجع إلى ما تملكه من مقوّمات بحرية وساحلية واعدة، تجعلها في صلب التوجّه الوطني نحو الاستثمار في الاقتصاد الأزرق، من خلال مشاريع كبرى على غرار توسعة ميناء عنابة وإنجاز الرصيف المعدني، وهي مشاريع من شأنها دعم النقل البحري وتسهيل التبادلات الاقتصادية بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة.

وفي إطار البرنامج الميداني للزيارة، قام الوفد أمس، بجولة عبر عدد من المنشآت ذات الصلة بالاقتصاد الأزرق والبيئة، حيث كانت محطته الأولى مركز البحث في البيئة، حيث تمّ تقديم عرض شامل حول مهام المركز والمخبر الأخضر للنانوتكنولوجيا. كما تمّ تسليط الضوء على المنطقة الرطبة بوسدرة، بوصفها نظاما بيئيا غنيا يسهم في التوازن البيئي والتنمية المستدامة.

وشهدت الزيارة تنظيم مجموعة من المعارض العلمية والمهنية داخل المركز، تمثّلت في معرض خاص بالوكالة الوطنية لتنمية الصيد وتربية المائيات، ومعرض لمدرسة الصيد البحري، ومعرض للجمعيات المحلية المختصّة في النشاطات الريفية والنسوية، كما تمّ تنظيم معرض للمؤسّسات الناشئة المهتمة بالاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة. وقد لقيت هذه العروض اهتماما واسعا من طرف أعضاء الوفد الذين أبدوا إعجابهم بالتجارب الجزائرية المعروضة، خاصة فيما يتعلق بتثمين الموارد البحرية، وتوطين التكنولوجيا الخضراء، ودعم المبادرات المحلية في التنمية البيئية والمستدامة.

وشملت الزيارة في محطتها الثالثة، وفقا لمصالح ولاية عنابة، زيارة ميدانية إلى بلدية البوني، حيث تنقل الوفد إلى وحدات صناعية تعنى بالاقتصاد الأزرق، من بينها وحدة التحويل لرأس الحديد المختصّة في تحويل المنتجات البحرية، بالإضافة إلى مشروع حوض بناء السفن، حيث تمّ تقديم عروض وافية حول مهن البحر وآفاق تطوير القطاع البحري.

كما قام الوفد في المحطة الرابعة، وفقا لنفس المصدر، بزيارة المركز البيداغوجي للأطفال المعوقين ذهنيًا ببلدية البوني، حيث تمّ تقديم عرض حول النشاطات التربوية والبيداغوجية للمركز، إلى جانب زيارة الأقسام والاطلاع على العروض الفنية التي قدّمها الأطفال، والتي لاقت استحسان أعضاء الوفد.

واختتم اللقاء بالتأكيد على أن الزيارة تمثل محطة مفصلية لتعميق التعاون الثنائي، وتمهّد الطريق لمبادرات مستقبلية في السياسات البيئية، الاقتصاد البحري، والتنمية الشاملة في إفريقيا، بما يعكس التوجّه الجديد نحو شراكات جنوب-جنوب فعّالة تخدم المصالح المتبادلة وتكرّس السيادة العلمية والاقتصادية للقارة.