جامعيون يذكرون بقيمه الإنسانية في زمن الحرب
الأمير عبد القادر أعطى لفرنسا درسا في احترام السجناء
- 451
شكلت القيم الانسانية التي تحلى بها الأمير عبد القادر طوال مساره كقائد عسكري، درسا لفرنسا الاستعمارية خاصة في مجال احترام المواثيق والمعاهدات ومسألة سجناء الحرب، حسبما أجمع عليه جامعيون خلال لقاء نظم عشية الذكرى 68 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954.
وأكد الأستاذ خلف الله زكريا من جامعة وهران في مداخلته، أول أمس، حول انسانية الأمير عبد القادر في زمن الحرب بمناسبة الملتقى الذي نظمته مديرية الثقافة والفنون لعين الدفلى أن الأمير عبد القادر وبفضل قيمه الانسانية التي تحلى بها دوما أعطى درسا لفرنسا الاستعمارية في مجال احترام المواثيق والمعاهدات خاصة مسألة سجناء الحرب. وأضاف أن الأمير عبد القادر كان يأمر جميع قادته العسكريين وجنوده بالسهر على ضمان سلامة السجناء وأن تخصص لهم معاملة انسانية. مشيرا إلى أن هذا الموقف أعطاه قيمة تاريخية. وأشار الأكاديمي بالمناسبة إلى أن المعاملة الانسانية التي كان يخصصها الأمير عبد القادر لسجناء الحرب تشبع بها من مبادئ وقيم الحضارة الاسلامية التي تأثر بها منذ طفولته، مؤكدا أن انسانيته جعلته يحظى باحترام وتقدير العالم بأسره وحتى من ألد أعدائه.
الأستاذ الجامعي بن براهم الهاشمي أكد في مداخلته بعنوان "استراتيجية الحرب لدى الأمير عبد القادر: حالة معركة المقطع" التي جرت في 28 جوان 1835 على براعة الأمير في الاختيار "الاستراتيجي" لمكان المعركة التي تكبد فيها الجيش الاستعماري بقيادة الجنرال تريزل خسائر فادحة بشرية ومادية، فيما خصص الأستاذ عباس كبير بن يوسف المدير السابق لمتحف الأمير عبد القادر بمليانة مداخلته لموضوع "الاستراتيجية العسكرية للأمير عبد القادر" خاصة بالنسبة لمصنع الأسلحة الذي أنشأه في الجانب الاستراتيجي من مدينة مليانة في سنة 1839 والذي مون مقاومي الأمير بكل أنواع الأسلحة. وأشار إلى أن اختيار الأمير لمكان المصنع مرده جغرافية المكان الذي يغطي جزء كبيرا من سهل الشلف ووفرة المواد الأولية مثل الماء، الخشب، ومنجم الحديد في منطقة مليانة.
أما الأمينة العامة والناطقة باسم مؤسسة "الأمير عبد القادر" زهور آسيا بوطالب فصرحت أن هناك عمل ذاكرة ينتظر إنجازه من أجل جرد جميع أرشيف الأمير عبد القادر المتواجد على مستوى المتاحف والمكتبات في فرنسا وكذلك في تركيا بالتنسيق مع جميع أولئك الذي يعملون في هذا الميدان.