نوّه في افتتاح معرض الإنتاج الجزائري بتطوّر الصناعة الوطنية.. الرئيس تبون:

الأولوية للطلب المحلي ثمّ التصدير

الأولوية للطلب المحلي ثمّ التصدير
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • 238
عادل. م عادل. م

❊ الجزائري مبدع يفرض نفسه أينما ذهب ❊الصناعة العسكرية نموذج يحتذى به وقاطرة للصناعة في البلاد

❊ الشراكة مع جنوب إفريقيا في قطع الغيار ستعطي دفعة للصناعة الميكانيكية

❊ ضرورة دخول الشباك الوحيد الحقيقي قبل جانفي 2025

❊ بعث استثمارات تتماشى وحاجيات "فيات" ورفع الإدماج إلى 50%

❊ سياسة تشجيع الإنتاج المحلي خفضت فاتورة الواردات بـ40%

❊ لا فرق بين المؤسسات العسكرية والعمومية والخاصة.. جميعها ينتج للجزائر

❊ تعميم الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية ابتداء من 2025 للتخفيف على البلديات

❊ الاستفادة من تجارب الدول لإنتاج العتاد الفلاحي وجذب الطلبة لعصرنة الفلاحة

❊ اعتزاز برواج "المرجان" عالميا ويجب التفكير في إنتاج البندق محليا 

❊ ألتزم بالوصول إلى 20000 مؤسّسة ناشئة والشباب رأسمال اقتصاد المعرفة

❊ تقليص استيراد لوحات الفرامل ابتداء من 2025 دعما للإنتاج المحلي 

❊ إنهاء مشكل توزيع المياه بالمدن الكبرى وتثمين خبرة الشركة الجزائرية للطاقة 

نوّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالمستوى الذي وصلته الصناعة الجزائرية بعد نجاحها في بضع سنوات في توفير منتوجات ذات جودة وخفض فاتورة الواردات، مجدّدا بالمناسبة التأكيد على أن الأولوية في الإنتاج هي لتلبية الطلب المحلي قبل التفكير في التصدير.

جاء ذلك لدى إشراف رئيس الجمهورية، أول أمس، على افتتاح الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، بحضور الوزير الأول، نذير العرباوي، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، بوعلام بوعلام، وأعضاء الحكومة، بالإضافة إلى عدد من السفراء.

فبعد استماعه إلى عرض حول نشاطات المؤسّسات والشركات الاقتصادية الجزائرية، قدّمه وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، الطيب زيتوني، وقف السيد الرئيس على جناح وزارة الدفاع الوطني، حيث أكد على أن "الصناعة العسكرية تعتبر نموذجا يحتذى به، وقاطرة للصناعة في البلاد"، وأضاف قائلا: "الجيش وصل إلى مستوى في الصناعة أتمنى أن تلحقه المؤسّسات الأخرى"، منوّها بنسبة الإدماج المرتفعة في الصناعة العسكرية.

ولتطوير صناعة السيارات، أكد الرئيس تبون أن الشراكة مع جنوب إفريقيا في مجال قطع الغيار من شأنها إعطاء دفعة لهذا القطاع، لاسيما وأن 70 شركة جزائرية تنشط في مجال صناعة قطاع الغيار.  ولدى وقوفه على مستوى جناح مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة دخول الشباك الوحيد الحقيقي قبل جانفي 2025، مبرزا في هذا الصدد بأنه "يجب على المستثمر أن يذهب إلى الشباك الوحيد فقط".

وبجناح شركة "فيات" لصناعة السيارات، اطلع رئيس الجمهورية على سير تطوّر إنتاجها، حيث أكد أن الجزائر تهدف إلى تطوير صناعة للسيارات بما في ذلك المناولة في قطع الغيار، لافتا إلى إمكانية بعث استثمارات من طرف متعاملين اقتصاديين تتماشى وحاجيات الشركة، والسماح برفع نسبة الإدماج إلى 50%. وذكر السيد الرئيس، بالمناسبة، بأن السياسة التي اتبعتها الدولة خلال السنوات الأخيرة سمحت بتشجيع الإنتاج المحلي، وخفض فاتورة الواردات بنسبة تصل إلى 40%، مشدّدا في معرض حديثه عن الاقتصاد الوطني، على أهمية عدم التفريق بين المؤسّسات العسكرية، العمومية والخاصة، باعتبارها جميعا تنتج منتوجات جزائرية.

في نفس الصدد، شدّد رئيس الجمهورية على ضرورة تحسين المستوى المعيشي للمواطن، وذلك من خلال الإنتاج المحلي، لافتا إلى أن الجزائر لم تعد بعيدة عن بلوغ 60 مليون نسمة. ولتشجيع استخدام الطاقات المتجدّدة، أسدى رئيس الجمهورية تعليمات بضرورة العمل على تعميم الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية تدريجيا ابتداء من 2025، لاسيما على مستوى المدن الكبرى، مؤكدا أن هذا التوجه يخفف عبء مالي معتبر على ميزانيات البلديات.

وبجناح شركة "لابال" للمواد الغذائية، أكد رئيس الجمهورية، على أن التصدير يكون بعد تغطية السوق الوطنية. وبخصوص صناعة المعدات الفلاحية، أشار السيد تبون إلى أن السماح للفلاحين باستيراد الجرارات المستعملة جاء لتلبية الطلب المتزايد عليها، داعيا الشركة الوطنية للعتاد الفلاحي والصيد إلى المساهمة في تنظيم سوق الجرارات المستعملة، مع العمل على زيادة إنتاجها.

في سياق متصل، أبرز رئيس الجمهورية أهمية الاستفادة من تجارب الدول في مجال إنتاج العتاد الفلاحي، وكذا عقد شراكات والتركيز على البحث والتطوير، وذلك لتوفير عتاد متطوّر يستجيب لتطلعات الفلاحين، لافتا إلى أن ذلك سيسمح بجذب الطلبة إلى قطاع الفلاحة وعصرنة بعض النشاطات الفلاحية، على غرار جني الزيتون.

وعلى مستوى جناح شركة "سيبون (CEBON)، عبر رئيس الجمهورية عن فخره بالرواج الذي حظيت به كريمة الطلي "المرجان" عالميا، قائلا "يجب عليكم المواصلة والتفكير في إنتاج البندق محليا".

وعلى مستوى جناح الشركة الجزائرية لصناعة الحديد، شدّد رئيس الجمهورية على أن يتماشى الإنتاج مع حاجة السوق الوطنية وعدم التفكير في التصدير فقط، لاسيما بعد تسجيل 11 ألف مشروع جديد على مستوى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، وهي المشاريع التي تحتاج إلى هياكل معدنية لتجسيدها.

بداية استغلال محطات تحلية مياه البحر الجديدة في فيفري القادم

من جهة أخرى، نوّه رئيس الجمهورية بالتطور الذي يشهده قطاع المؤسّسات الناشئة، لافتا إلى أنه من خلال الشباب يمكن خلق "اقتصاد قوي ونزيه، يقوم على المعرفة". وأسدى تعليمات بفتح المجال أمام أصحاب المؤسّسات الناشئة للتعامل مع الشركاء الدوليين، مضيفا بالقول "أنا أؤمن بالمؤسّسات الناشئة، لأنها مستقبل البلاد، لقد وصلنا إلى 9000 مؤسسة ناشئة، وألتزم بالوصول إلى 20000 مؤسّسة، كون  الجزائري مبدع ويفرض نفسه أينما ذهب".

ومن أجل حماية المنتوج الجزائري، أسدى رئيس الجمهورية تعليمات بالشروع في التقليص تدريجيا من استيراد لوحات الفرامل (plaquettes de frein) ابتداء من 2025، وذلك بعد أن وقف على نجاح شركة جزائرية خاصة في تغطية السوق الوطنية وتلبية حاجيات عديد المؤسّسات والهيئات العمومية في هذا المجال. ودعا الشركات الجزائرية الكبرى، إلى دعم المؤسّسات الناشئة، من خلال تمويل مشاريعهم وبحوثهم، وذلك بعد أن كانت الدولة هي الداعم المادي الأول لهم، لافتا إلى أن المعرفة هي الاستثمار الحقيقي. وبخصوص الإنتاج الصيدلاني، أبرز رئيس الجمهورية أهمية عودة مؤسسة "صيدال" إلى لعب دورها في توفير حصة أكبر من الأدوية في السوق "دون الإضرار بالخواص"، مشدّدا على ضرورة وصف الأطباء الأدوية المتوفرة في السوق للمرضى.

وعلى مستوى مجمّع "سوناريم"، أمر رئيس الجمهورية بضرورة أن تتقدّم المشاريع الجاري إنجازها في قطاع المناجم، بالموازاة مع تقدّم مشاريع السكك الحديدية، والرصيف المنجمي بميناء عنابة.

وبخصوص مشاريع المحطات الخمسة لتحلية مياه البحر الجاري إنجازها بكل من تيبازة، الطارف، بجاية، بومرداس ووهران والتي تبلغ طاقتها الإجمالية 1,5 مليون متر مكعب يوميا، أمر رئيس الجمهورية "بالشروع تدريجيا في توزيع المياه انطلاقا من هذه المحطات ابتداء من أواخر شهر فيفري 2025"، مؤكدا على ضرورة أن يكون توزيع المياه الشروب قبل شهر رمضان القادم. كما شدّد على ضرورة إنهاء مشكل توزيع المياه على مستوى المدن الكبرى، وتثمين الخبرة التي اكتسبتها الشركة الجزائرية للطاقة، فرع مجمّع سوناطراك، من خلال إنجاز هذه المحطات.