وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى:

الإسلام الراديكالي أفقد الجزائر معالمها ومرجعياتها

الإسلام الراديكالي أفقد الجزائر معالمها ومرجعياتها
  • 604
ق/و ق/و
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن الجزائر فقدت في سياق ثورة باسم الإسلام الراديكالي معالمها ومرجعياتها الأصلية التي لابد من استعادتها. وأضاف عيسى في حديث نشر، أمس، باليومية الناطقة باللغة الفرنسية "الوطن" بقوله "إننا نسينا انتماءنا إلى حضارة سطع نجمها بقرطبة ووجدنا أنفسنا أمام ممارسة بدوية للدين. إلا أنه، أوضح أن تصريحه لا ينقص في شيء من أهمية الحياة البدوية لكن الجزائر تنتمي إلى المتوسط القريب جدا من أوروبا وتأثرت كثيرا بالأندلس. وذكر بأن الجزائر كانت قد استقبلت أولئك الذين هددتهم حملة المطاردة التعسفية (التي قادها الكاثوليك) في إسبانيا والذين قدموا حاملين فنونهم ومواهبهم وتفكيرهم وفلسفتهم.
وبالنسبة للوزير فهذه هي الجزائر التي اضطرت إلى نسيان مقوماتها ومراجعها، موضحا أن وزارة الشؤون الدينية ملزمة بنفض الغبار عن مراجعها في إطار إجراء حكومي يواصل سعيه إلى تحقيق هدف تطوير وترقية المرجع الديني الوطني.
ويرى الوزير في هذا الإطار أنه لا بد أن تعي الأمة التي يعتبر فيها الإسلام دين الدولة بأن هذا الإسلام معتدل وجامع لطالما وحد (بالجزائر) العرب وغير العرب  والأشخاص على اختلاف ألوانهم وكذا الجنوب والشمال. وصرح قائلا "هذا هو الإسلام الذي علينا استعادته وعلينا باستعادة ما نسميه بالوزارة الإسلام المرجع الوطني، موضحا أن الأمر لا يتعلق بالمالكية.
وأشار الوزير إلى أن تبني المجتمع للمذهب المالكي حقيقة هي التي سمحت بتقبل الأباضية والحنفية خلال العهد العثماني وتسمح اليوم بالاستلهام من الاجتهاد الحنبلي مما يعود بالفائدة على المجتمع الجزائري.
وردا عن سؤال حول احتمال مراجعة محتوى برامج التربية الإسلامية، ذكر عيسى أن الوزير الأول عبد المالك سلال أعطى تعليمات لوزارته ولوزارة التربية الوطنية لمراجعة محتوى البرامج سوية، موضحا أن التربية الإسلامية كونت لحد الآن شبه مفتي وليس مسلما متمدنا ومعتدلا يتحلى بروح الوطنية. وفيما يخص الفتوى تطرق الوزير إلى الإقتراح المتعلق بإنشاء أكاديمية للكشف عن من نصبوا أنفسهم مفتين، موضحا في هذا الشأن "أعتبرها بمثابة أكاديمية وفي هذه الحال فإن هؤلاء المفتين المزعومين سيكتشفون أنهم يفتقرون للمعارف والمهارات وأنهم مجرد مشعوذين يستخدمون الدين لأغراض تجارية وسياسية".
وأشار في ذات السياق إلى أن المفتين يشكلون عوامل معيقة أمام كل حل تسعى الجزائر إلى تطويره للتكفل بالمجتمع. وأردف يقول "هؤلاء المفتون يقضون بعدم شرعية بعض القوانين لكنهم بالمقابل يقومون بتبرير التصريحات الخاطئة لدى الضرائب ويحللون تقديم الرشوة" واعتبرهم "الأقرب إلى بارونات القطاع غير القانوني في الجزائر".
وأوضح أن السبب الذي يجعل الجزائريين يتجهون نحو الدعاة لا سيما الأجانب هو التسيير البيروقراطي للدين في بلادنا مما أدى إلى الاعتقاد بوجود إسلامين اثنين في الجزائر ألا وهما الإسلام الرسمي أي إسلام رئيس الجمهورية الذي يستخدمه لأغراض سياسية وللبقاء في الحكم وإسلام المقاومة التي يدافع عنها مع الأسف هؤلاء المشعوذون. وأكد في هذا السياق أن لدينا إسلاما واحدا وهو الدين الذي تبناه أجدادنا. فالإمام ليس له أن يحلل أو يحرم أمورا فمهمته تتمثل في إعطاء نصائح وأن يكون قدوة في الاستقامة.
وعن سؤال حول أحداث غرداية، أوضح عيسى أن "الخلاف ليس دينيا بل مجتمعاتيا، معتبرا أن مشاكل العقار والعمل والعروش والإنتماء متداخلة ناهيك عن استغلالها السيئ في جو تسوده الضغائن.
وحذر من أن هناك أشخاصا يستوحون مما يجري في اليمن لتطبيقه في غرداية وهذا الأمر يتخذ أبعادا خطيرة، موضحا أن كلا من المالكي والمزابي اللذين يسكنان في غرداية جزائريان.