ثمرة الحوار وثقافة الإصغاء التي كرّسها رئيس الجمهورية ورعاها شخصيا
الاستقرار.. الجزائر الجديدة تتفوق
- 456
❊ الاستقرار معركة التحديات الكبرى و رضا المواطن وراحته المبتغى
❊ الاستقرار أضحى علامة مسجلة وواقعا في كل المستويات والمجالات
❊ هيبة ومكانة وقوة البلاد المسترجعة تفضح عقليات الظلام وأيادي التشويه
❊ الرئيس تبون حذّر وزراءه من الوعود الكاذبة لخطورتها على الاستقرار
قبل ثلاث سنوات فقط، دخلت الجزائر دائرة النّقاش حول مستقبل استقرارها ووضعها وسط فتاوى خارجية بضرورة مرورها بمرحلة إنتقالية، مرحلة كان يريدها أعداء الجزائر والمتربصون بها لخدمة مصالحهم، إلا أن الجزائر الجديدة تفوقت على الجميع وكان تاريخ الـ12 ديسمبر، بداية لتأسيس نظام حكم جديد، وإرساء تقاليد جديدة أمّنت استقرار الجزائر الداخلي وجعلتها مصدّرة للاستقرار.
صار ثابتا بما لا يدع أدنى مجال للشك أن الجزائر الجديدة، تحولت إلى واقع معيش وحقيقة ساطعة لم تستطع عقليات الظلام وأيادي التشويه طمسها بأساليب بالية، ولم تعد تنطلي أكاذيب ومحاولات التشويه أيضا على الجزائريات والجزائريين الذين يرون بلدهم يستعيد هيبته ومكانته وقوته إقليميا ودوليا.
من بين أكبر الإنجازات التي تحققت في الجزائر الجديدة تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، هو الاستقرار الذي أضحى علامة مسجلة في كل المستويات والمجالات، رغم بعض العثرات هنا وهناك، والهزّات الخفيفة في بعض القطاعات التي لا يفوتها السيّد الرئيس، دون أن يسرع بتوجيهاته وتعليماته إلى تداركها وتصحيحها.
لم يعد الاستقرار في ثقافة الجزائر الجديدة، ذلك العنوان العريض الذي يخفي وراءه مشاهد الفشل والعجز، واستغلاله للتمويه وصرف الأنظار، بل الاستقرار أصبح ملموسا وواضحا في بلد لا يعيش وحده، يقع في محيط وعالم مضطرب يتغير في اليوم أكثر من مرة، فيتحول فيه الثبات والتحدي والصمود أمرا يصعب على كثير من الدول تحمّله لكن الجزائر القوية بشعبها، استطاعت فعل ذلك، ولم يعد الاستقرار الذي ينعم به المواطن في الداخل نعمة على الجزائر فقط، بل أضحى استقرار الجزائر يصدّر إلى محيطها الإقليمي.
في الخارج كما في الداخل، المنهج واحد لدى رئيس الجمهورية، فالاستقرار المحقق هو ثمرة الحوار و ثقافة الإصغاء التي كرّسها وحرص على رعايتها شخصيا، فلا يتوانى الرئيس تبون، في كل سانحة أن يدعو إلى الإصغاء و اعتماد الحوار آلية ليس على المستوى الأفقي فقط، بل يؤكد في كل فرصة على جعل الحوار آلية عمودية سواء ما تعلق الأمر بالوزراء أو رؤساء ومسؤولي قطاعات أخرى، وذلك قناعة من الرئيس، بأن لا استقرار اجتماعي أو سياسي إلا بفتح قنوات النّقاش مع الشركاء الاجتماعيين والسياسيين. رئيس الجمهورية، الذي لسان حاله دوما الحفاظ على اللحمة الوطنية، ألزم رؤساء البعثات الدبلوماسية بالتحاور والإصغاء إلى أفراد الجالية الوطنية بالخارج، الذين يشكّلون القواعد الخلفية الصلبة لبلادهم.
الاستقرار في ثقافة الجزائر الجديدة، يمثل معركة التحديات الكبرى، ذلك أنه يتجاوز مفهومه التقليدي بأنه عكس الفوضى، وإنما هو منهاج وضعه رئيس الجمهورية، لتحقيق الغاية الكبرى وهي رضى المواطن وراحته، لأن السيّد الرئيس، يدرك أن الاستقرار الذي يتطلب برامج وسياسات اقتصادية واجتماعية واضحة ومضبوطة، وهي الغاية التي تدفعه دائما إلى توجيه الحكومة في مجالس الوزراء، إلى جعل المواطن في صلب اهتماماتها من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع التي تهمه وتحظى بالأولوية لديه، تماشيا مع البرنامج الرئاسي المحدد في الالتزامات الـ54، والتي تكاد غالبيتها وجدت طريقها نحو التجسيد.
دراية رئيس الجمهورية، وإدراكه بأن الاستقرار هو ركيزة الإصلاحات تجلّت من خلال التوجيهات والتعليمات الصارمة في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، حيث لن تتحقق هذه الغاية الكبرى إلا بالتقرب من المواطن وتقليص المسافات بين مؤسسات الدولة وأجهزتها وبينه، فجاء الأمر الرئاسي القاضي بتقليص الاجتماعات الحكومية إلا للضرورة وتوجيه كل الجهود إلى الميدان ونزول أعضاء الحكومة إلى الولايات ضمن رزنامة محددة، بناء على الأولوية في التنمية والانشغالات الحيوية اليومية للمواطنين، كما وقفت أوامر الرئيس، عند أولوية خدمة المواطن والوقوف الميداني على المشاريع التي تهمه بصفة مباشرة، عوض الاعتكاف بالمكاتب من أجل صياغة نصوص قانونية قد تثقل كاهل المواطن عوض التكفّل بانشغالاته واحتياجاته.
ولأن التسويف وإطلاق الوعود دون تنفيذها يقف جدارا يحول دون تحقيق الاستقرار، فإن رئيس الدولة، وجّه تحذيرا شديد اللهجة لكافة وزراء الحكومة من إطلاق وعود للمواطنين غير مؤسسة، وضمن آجال غير معقولة وآليات غير مفهومة، مشدّدا على الاحترام الصارم للمواطنين والشعور العام، كون رضى الشعب هو المقياس الأوحد لحسن الأداء لبناء جزائر مهابة وقوية، وهو المقياس الأوحد كذلك لأداء الوزراء.