ملتقى الذاكرة الوطنية ودورها في حماية اللحمة الوطنية

التاكيد على الفصل بين المفاهيم والتنسيق لإحياء الذاكرة

التاكيد على الفصل بين المفاهيم والتنسيق لإحياء الذاكرة
  • القراءات: 705
و. أ و. أ

أجمع المشاركون في أشغال الندوة الجهوية حول إحياء الذاكرة الوطنية الذي اختتمت أشغالها مساء أمس، بأدرار، على ضرورة الفهم والفصل ما بين مختلف المصطلحات والمفاهيم المستعملة في مجال إحياء الذاكرة الوطنية والذاكرة المحلية والذاكرة الوطنية والذاكرة الشفهية والمدونة والموروث الشعبي الشفهي منه والمدون. ونوه المشاركون خلال هذا اللقاء الذي نظمته رئاسة الجمهورية وولاية أدرار حول إحياء الذاكرة الوطنية بمشاركة وفود من 22 ولاية جنوبية تحت شعار "الذاكرة الوطنية ودورها في تحقيق وحماية الوحدة الوطنية"، بأهمية التنسيق والعمل الجماعي بين ممثلي مختلف القطاعات والهيئات المعنية بمشروع إحياء الذاكرة الوطنية على المستويين المحلي والمركزي.

ودعوا إلى مراجعة المناهج التعليمية و التربوية سيما فيما يتعلق بترسيخ عناصر الذاكرة الوطنية خاصة في مادة التاريخ و مادة التربية المدنية والاجتماعية إلى جانب تقريب الذاكرة من مختلف شرائح المجتمع مع التركيز على الناشئة والمجتمع المدني و البحث عن الطرق الأنجع لتقريب الطفل من الذاكرة الوطنية من خلال إعداد قصص و أفلام قصيرة ورسوم متحركة وتطبيقات رقمية واعتماد عناصر الذاكرة الوطنية في مختلف فنون آداب الطفل من قصة وحكاية وأنشودة، بهدف ترسيخ هذه العناصر لدى الطفل حسب استعداداته الفكرية والنفسية. وأبرز المشاركون من مؤرخين وباحثين و أساتذة على دور الذاكرة الوطنية في دعم جهود المؤرخين الجزائريين في كتابة التاريخ الوطني في مختلف مراحله ودفعهم لاعتماد الذاكرة الوطنية كمصدر من المصادر الأساسية في كتابة التاريخ وتبني منهجية موحدة في كتابة التاريخ الوطني بأقلام و بمعطيات جزائرية.

وتمت الدعوة إلى فتح مجال استغلال الأطروحات والرسائل الجامعية على أوسع نطاق من خلال الأرضية الرقمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع ضرورة الاهتمام والعناية بتدريس التاريخ و منحه المكانة اللائقة في المناهج التعليمية الثلاث بما في ذلك المدارس المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والمدارس القرآنية. وأوصى المشاركون بضرورة تبني إنشاء حظائر عمومية تضم مجسمات عن مختلف المعالم التاريخية و الأثرية التي تزخر بها الذاكرة المحلية لكل منطقة من مناطق الوطن مع إدراج مادة التاريخ في مختلف التخصصات الجامعية العلمية منها والأدبية واعتماد عناصر الذاكرة الوطنية في مختلف الأعمال الفنية السينمائية منها و المسرحية وتنظيم مسابقات وطنية تشجيعية للاهتمام بالذاكرة الوطنية.

ودعوا إلى تفعيل مكاتب الذاكرة واللجان الولائية للذاكرة الوطنية و وضع خطة عمل فعالة وعملية بالتنسيق مع قطاع الإعلام للتعريف بالذاكرة الوطنية وتقريبها أكثر من المواطن. كما أوصوا بتدعيم مشروع إحياء الذاكرة الوطنية بالنصوص والقوانين التنظيمية اللازمة في مجال التنفيذ وإيجاد آليات و صيغ لجمع و حماية الموروث الثقافي والتاريخي الوطني بدعم من القطاعات المعنية و إحياء الجانب المشترك من هذا الموروث خاصة بالمناطق الحدودية. ودعا المجتمعون إلى مواصلة النقاش والحوار بين القطاعات المعنية لإيجاد صيغة ملائمة لمختلف المتاحف حتى تكون رافدا حقيقيا للذاكرة الوطنية في كل جوانبها.

ودعوا فتح المجال للعلوم الاجتماعية للعمل معا في ميدان الذاكرة الوطنية سيما في ظل إبداء مستشار وزير التعليم العالي و البحث العلمي استعداد القطاع التام لتدعيم مشروع احياء الذاكرة الوطنية وباقي القطاعات الأخرى المعنية عن طريق مختلف المؤسسات و الهيئات التابعة لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي. في السياق ذاته تم التأكيد على تثمين التوصيات السابقة المنبثقة عن الندوتين الجهويتين لولايتي الشرق والغرب بكل من ولايتي قالمة و وهران خلال شهر أفريل الماضي. كما ثمن المتدخلون مبادرة مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية لتنظيم مثل هذا الندوات الهادفة إلى التحسيس والتعريف أكثر بمشروع إحياء الذاكرة الوطنية.

وخلال النقاش الذي أثير في هذا اللقاء أبرز المشاركون دور الذاكرة في خدمة التنمية الاقتصادية من خلال تثمين المواقع التاريخية وجعلها مقاصد علمية وسياحية تساهم في إيجاد حركية اقتصادية بالمناطق المتواجدة فيها. في هذا الجانب أوضح مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية السيد عبد المجيد شيخي أن كل القطاعات معنية بمشروع إحياء الذاكرة الوطنية، معربا عن اطمئنانه بقيام القطاعات بالمهام المنوطة بها لأن الجميع يريد بناء وطن يعتز به وأمة جزائرية قوية موحدة. بدوره أكد مكلف بالدراسات والتلخيص لدى رئاسة الجمهورية السيد عباسي محمد على ضرورة تظافر جهود كل المواطنين في تحمل مسؤولياتهم في صون ذاكرة الوطن لأن الآثار الإيجابية لهذه الجهود تعود بالنفع  على الجميع.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه لا يمكن مواجهة أطروحات المفكرين الأجانب حول الذاكرة الوطنية دون وجود جبهة داخلية قوية جماعية وذاتية مشيرا إلى أهمية هذه اللقاءات في تعزيز وحماية الذاكرة الوطنية. في السياق ذاته أبرزت الناشطة الجمعوية ميموني بهية من ولاية بسكرة أهمية التركيز على دور المرأة الجزائرية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية الجماعية مبرزة أهمية تفكير السلطات المعنية في إنشاء متاحف للمقاومات الشعبية التي شهدتها الجزائر في تاريخها النضالي لتسليط الضوء على دور المرأة في كفاح المجتمع الجزائري ضد العدوان الذي سلط عليه.