اختتام أشغال الندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في افريقيا.. لعمامرة:

التزام الجزائر اللا مشروط بالدفاع عن القضايا العادلة

التزام الجزائر اللا مشروط بالدفاع عن القضايا العادلة
  • القراءات: 323
ر. ق / س.س ر. ق / س.س

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس، التزام الجزائر بالدفاع "اللامشروط" عن القضايا الإفريقية العادلة في المحافل الإفريقية والعالمية، وأنها ستبذل قصارى جهدها لتكون عند حسن ظن الأفارقة والعرب الذين اعتمدوا ترشيحها لمنصب عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعهدة 2024-2025".

وقال لعمامرة، في اختتام أشغال الدورة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، إن الندوة كانت ناجحة وواعدة  كونها زودت الدبلوماسية الإفريقية الجماعية بنظرة مستقبلية واضحة، مثلما زودت الوفود الإفريقية المعتمدة لدى الأمم المتحدة بخارطة طريق تجعل الدبلوماسية الإفريقية عاملا مؤثرا وناجحا ويعود بالفائدة على أمن واستقرار إفريقيا.

ونقل رئيس الدبلوماسية  الجزائرية، تحيات وارتياح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي قال إنه "تابع شخصيا أشغال هذه الندوة الهامة المخصصة لقضايا السلم والأمن في إفريقيا وتأثير القارة الإفريقية في قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة تلك التي تخصها"، قناعة منه بأن إفريقيا الموحدة التي تتمسك بكلمة الحق وبالأهداف والمبادئ الدولية قادرة على صنع التاريخ عبر "توحيد كلمتها وتضافر جهود أبنائها وبناتها".

وجدد لعمامرة، شكره لمدينة وهران التي كانت أول من استضاف هذا اللقاء واستعدادها "للمضي قدما في هذا الدور الذي يجعل منها عاصمة من العواصم الإفريقية السياسية وقطبا لتطوير الفكر الإفريقي الجماعي، فيما يتعلق بالعلاقات الدولية المعاصرة، وقد بدأنا نفكر في مرحلة ما بعد "كوفيدـ 19"، وترسيم معالم عالم الغد الذي من حق إفريقيا أن تكون فاعلا أساسيا فيه، يستمع له ويؤخذ بتطلعاته ومطالبه المشروعة".

وأسفرت الندوة التي حملت عنوان "مساعدة الأعضاء الأفارقة الجدد في مجلس الأمن للأمم المتحدة على التحضير لمعالجة مسائل السلم والأمن في القارة الإفريقية بوهران"، عن عدة توصيات ارتكزت في مجملها على توحيد كلمة إفريقيا ومحاربة الإرهاب وضرورة لعب القارة دورا في المحافل الدولية.

كما نصت على ضرورة تحقيق  الانسجام بمجلس الأمن الدولي وتوحيد صوت القارة بالأمم المتحدة، ومساندة كل المؤسسات والمنظمات الإفريقية التي  وضعت لتعزيز دور إفريقيا لدى الامم المتحدة والعمل على تقوية الحكامة الإفريقية وإعطاء دور للشباب والمرأة. ودعا البيان الختامي إلى الاستفادة من التجارب السابقة في مكافحة الارهاب في إفريقيا وعلى رأسها الجزائر ومصر، والتنديد بالأطراف والدول الداعمة لهذه الآفة والعمل على تجفيف مصادر تمويل الجماعات الارهابية، في حين سجل وجود تحامل على العمل المتعدد الأطراف نظرا لتضارب المصالح بين أعضاء مجلس الأمن، حيث دعا المشاركون إلى تضييق فرص ولوج الجماعات الارهابية للأنترنت وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي.

وأكد صالح الحمدي، سفير الجزائر في إثيوبيا خلال ندوة صحفية، أن عقد الندوة كان بهدف التفكير في سبل ووسائل نقل انشغالات القارة الإفريقية بشكل منسق إلى منظمة الأمم المتحدة.

كما ذكر السفير بوجمعة ديلمي، رئيس لجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة بمالي المنبثق عن مسار الجزائر، أن لقاء وهران يرمي إلى تقييم التحديات المرتبطة بالإرهاب في إفريقيا والبحث عن سبل نقل انشغالات الأفارقة بشكل أفضل إلى منظمة الأمم المتحدة والتنسيق بين هذه الأخيرة والاتحاد الإفريقي.

وأشار لعلالي إدريس لخضر، مدير المركز الإفريقي للدراسة والبحث حول الإرهاب التابع للاتحاد الإفريقي الكائن بالجزائر، إلى أن "العلاقات بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة وثيقة" وأن ندوة وهران تكتسي أهمية بالغة خاصة أن الأعضاء غير الدائمين لمجلس الأمن للأمم المتحدة يشاركون فيها، مشيرا إلى أن الأولويات الإفريقية تمت مناقشتها بوهران بما في ذلك اعتماد صوت إفريقي واحد بمجلس الأمن للأمم المتحدة.

وجرت أشغال هذه الندوة في شكل جلسات، ناقش خلالها المشاركون العديد من القضايا على غرار "التنسيق لدعم صوت إفريقيا بمجلس الأمن الدولي" و"الحوكمة والحكم الراشد في إفريقيا " و"خطر الإرهاب بالقارة الإفريقية وتحسين ميكانيزمات مكافحته " و"تحسين التنسيق بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومجموعة "أ3 "(كينيا والنيجر وتونس) زائد العضو الجديد لمنطقة الكاريبي "سان فانسين وغرينادا" لدعم صوت إفريقيا في مجلس الأمن الدولي لمنظمة الأمم المتحدة. 

وعرفت ندوة وهران، مشاركة رفيعة المستوى لوزراء الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، و الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى خبراء وممثلين سامين لهيئات إفريقية ومنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.