الرئيس تبون يستقبل قادة 3 أحزاب أخرى ويفتح جميع الملفات
..التوافق يتوسّع
- 780
❊الاحزاب: الحوار ركيزة التغيير الذي تتطلبه الجزائر الجديدة
❊الرئيس يكرّس ثقافة الاستماع للآخر بعد سنوات من غلق الرئاسة
❊استقبال 12 رئيس حزب..في انتظار لقاءات أخرى
واصل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مشاوراته مع الطبقة السياسية حول الأوضاع الوطنية في البلاد، حيث أجرى، أول أمس، جولة جديدة من اللقاءات مع 3 قادة أحزاب، تعميقا للحوار السياسي. ويتعلق الأمر بكل من كمال بن سالم رئيس حزب التجديد الجزائري، الطيب زيتوني، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي وعبد القادر سعدي، رئيس حزب طلائع الحريات بالنيابة، الذين ثمّنوا مبادرة السيد الرئيس بالحوار "كونه ركيزة بناء التغيير الذي تتطلبه الجزائر الجديدة وفق نظرة تشاركية وتوافقية حول مختلف المسائل" ليصل عدد قادة الأحزاب الذين استقبلهم الرئيس إلى غاية أول أمس، 12.
وشرع رئيس الجمهورية في استقبال ممثلي الطبقة السياسية الشهر الماضي، حيث اختار الأحزاب المعارضة والجديدة على وجه الخصوص لتدشين جولة المشاورات، إذ استقبل رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، السكرتير الأول للأفافاس يوسف أوشيش، رئيس جبهة المستقبل ،عبد العزيز بلعيد رئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، ليستأنف الأربعاء الفارط هذه السلسة من المشاروات باستقباله لكل من الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، لامين عصماني رئيس حزب صوت الشعب وجمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة.
ولم يفرق السيد الرئيس في جلسات الحوار التي شرع فيها مع الطبقة السياسية بين الأحزاب الحديثة النشأة والقديمة، معطيا لكل تشكيلة الفرصة للإسماع صوتها ومطالبها ورؤيتها حول تسيير المرحلة القادمة، لاسيما ما تعلق بنقطة تنظيم الانتخابات المحلية والتشريعية في إطار استكمال عملية تجديد بناء مؤسسات الدولة وهياكلها وفق مقاربة جديدة تنسجم ومتطلبات الشعبية المعبر عنها.
بن سالم ينتقد المشوشين على الحوار السياسي
دعا رئيس حزب التجديد الجزائري، كمال بن سالم، كل الجزائريين إلى الانخراط في مشروع بناء الجزائر الجديدة الذي باشر به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لأنه السبيل الأقرب لتجسيد مشروع الجزائر الجديدة وبناء دولة القانون.
وأبرز بن عبد السلام، عقب خروجه من اللقاء الذي جمعه بالسيد الرئيس بمقر رئاسة الجمهورية، أن "مشروع بناء الجزائر الجديدة هو الحل الوحيد من أجل التغيير وبناء دولة القانون"، مؤكدا أن هذا المشروع "يخص كل الجزائريين.. ولذلك لابد عليهم من الانخراط فيه".
وشدّد المتحدث على ضرورة الشروع في بناء دولة القانون، والشروع في التغيير مع محو أثار الفساد التي ترسخت خلال العشرين سنة الماضية بجميع مخلفاتها، معربا عن أسفه "للأصوات التي تشوش على الحوار السياسي وهو لايزال في بدايته..".
ولخص المتحدث أهم النقاط التي تناولها في لقائه مع الرئيس تبون، بقوله إنه تم التطرق "لكل القضايا الداخلية والخارجية التي تهم المواطن الجزائري والطبقة السياسية وكل شرائح المجتمع"، مشيرا إلى أن الرئيس تبون "أوضح وشرح له نظرته المستقبلية وكيفية حل المشاكل الحالية وخاصة مشروع بناء الجزائر الجديدة".
زيتوني يشدّد على تمتين الجبهة الداخلية لنجاح أي تغيير
من جانبه، شدّد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني، على أهمية تمتين الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية من خلال المحافظة على استقرار البلاد، لبناء الجزائر الجديدة، داعيا الطبقة السياسية للعب دور مهم في المرحلة الحالية. ووصف زيتوني اللقاء الذي جمعه بالرئيس تبون بالثري.. "حيث استعرض في البداية الإضافات الإيجابية التي وردت في مشروع الدستور وفق النظرة الجديدة التي تتطلبها المرحلة ومنها الحريات والآليات التي يجب وضعها"، مبرزا أنه لمس من رئيس الجمهورية "نية حسنة وإرادة قوية من أجل بناء جزائر مزدهرة ومستقرة وآمنة".
وفي الشق الاقتصادي، تناول زيتوني القدرة الشرائية للمواطن وتوفير مناصب الشغل والتأسيس لاقتصاد صلب، مقدما نظرة الحزب بشأن مستقبل الجزائر وكيفية مسايرته لمسار تقوية مؤسسات الدولة بالعمل مع مختلف الشركاء السياسيين والحركة الجمعوية والخبراء والنخب، بغية الانتقال بالجزائر إلى وضع جديد يصب في مصلحة المواطن".
سعدي يبرز صعوبة الجمع بين المحليات والتشريعيات
أبرز رئيس حزب طلائع الحريات بالنيابة، عبد القادر سعدي، صعوبة الجمع بين الانتخابات المحلية والتشريعية في يوم واحد، مرجعا الأمر إلى الجوانب التقنية والتطبيقية التي ستعقد، حسبه، العملية، وأشار سعدي إلى أن أبلغ انشغاله للسيد رئيس الجمهورية، حيث قال في تصريح له عقب اللقاء الذي جمعه بالسيد عبد المجيد تبون، أن "صعوبة من الناحية التطبيقية للجمع بين الموعدين قد تمس بمصداقية" العملية الانتخابية".
وأعطى سعدي أمثلة عن تلك الصعوبات، لاسيما على مستوى عملية فرز الأصوات، التي ستأخذ، حسبه، وقتا طويلا.. وهو ما قد يمس بمصداقية العملية الانتخابية ويؤثر في كسب ثقة المواطن". كما أوضح سعدي في ذات السياق أن الرئيس تبون، أكد أن الفصل في قرار تنظيم هذين الموعدين الانتخابيين "سيتم وفقا لاتجاه رأي الأغلبية من التشكيلات السياسية". وأضاف أن لقاءه مع الرئيس تبون سمح أيضا بالتطرّق إلى مشروع قانون الانتخابات، لاسيما ما تعلق بعتبة 4 % التي تشترط من الاحزاب السياسية تحقيقها في آخر مشاركة لها في انتخاب أعضاء المجالس الشعبية المنتخبة، مشيرا إلى أنه أبلغ رئيس الجمهورية بضرورة "تجسيد مبدأ المساواة والإنصاف بين مختلف الأحزاب السياسية".
من جهة أخرى، وصف ذات المسؤول الحزبي اللقاء مع الرئيس تبون بـ«المثمر.. حيث شكل فرصة للحديث عن عدة محاور متشعبة". كما ثمّن "التقاليد التي يؤسس لها السيد تبون في مجال التشاور المستمر مع ممثلي وسائل الإعلام والطبقة السياسية"، معربا عن أمله في أن "تستمر هذه المشاورات مستقبلا لتشمل دراسة مختلف الملفات".