تطبيقا للقانون الأساسي للفنّان

الثقافة والفنون بميثاق لأخلاقيات المهنة

الثقافة والفنون بميثاق لأخلاقيات المهنة
  • 122
نوال جاوت نوال جاوت

أصدرت وزارة الثقافة والفنون، أمس، ميثاق أخلاقيات مهنة الفنّان الرامي إلى وضع إطار أخلاقي ومهني يكون مرجعًا للعاملين في المجال الفنّي بمختلف فروعه، وليحدّد أيضا المعايير الأخلاقية والمهنية التي ينبغي أن يلتزم بها كل فنّان، ويكون دليلاً لنهج عملٍ راقٍ ومسؤول.

ويأتي إصدار الميثاق تطبيقا لأحكام المرسوم الرئاسي رقم 376/23 المؤرخ في 7 ربيع الثاني عام 1445 الموافق لـ22 أكتوبر سنة 2023، والمتضمن القانون الأساسي للفنّان لاسيما المادة 6 منه (المطة الخامسة)، التي تنصّ على أن يلتزم الفنّان باحترام أحكام ميثاق أخلاقيات مهنة الفنّان الذي يعدّه المجلس الوطني للفنون والآداب، كما ستصبح المصادقة على ميثاق أخلاقيات المهنة أحد الشروط الأساسية للحصول على بطاقة الفنّان.

بالمناسبة أكّدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، بالمناسبة "أنّ الفن ليس مجرد إبداع، بل هو مسؤولية تجاه المجتمع والوطن"، مشيرة إلى أنّ هذه الخطوة تجسد الإيمان بالدور الفاعل الذي يقوم به الفن في نشر الثقافة وإيصال الرسائل الإنسانية، "وتقديرًا لرسالة الفنّان في تشكيل الوعي المجتمعي وإلهام الأجيال والالتزام بتقديم فن يرتقي بالإنسان ويعبّر عن أصالة مجتمعنا وقيمه".ويضمّ ميثاق أخلاقيات مهنة الفنّان، عشر مواد تحدّد أهدافه والتي حصرتها المادتان الأولى والثانية في "ضبط المهن الثقافية الإبداعية والفنّية في إطار شامل من السلوك الحميد تجاه المجتمع والوطن، وكذا احترام شروط وقيم الإبداع المتعارف عليها، وعلى ذلك يترتب عليه التحلّي بهذه الواجبات الأخلاقية"، إلى جانب "تعزيز انتماء الفنّان لمنظومته الثقافية الوطنية للقيام برسالته الفنّية على أحسن وجه، وأداء مهنته بحرية ونبل ارتقاء بالذوق العام وإسهاما في تطوير الإبداع الفنّي".

أما المادة الثالثة فتوقفت عند ماهية الفن كرسالة تستمد قيمتها وإشعاعها من المبادئ والأخلاق الفاضلة، لذلك "يتوجّب على أهل الفن والإبداع أداء مهامهم الفنّية النبيلة بتفان صدقا مع النفس والجمهور ومن أجل إبداع بنّاء وفاعل في الحياة العامة، فيما عرفت المادة "الفنّان" بأنّه صاحب رسالة شريفة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها، ويؤدي حقّها بمهنية رفيعة واعتزاز وذلك ما يفرض الحرص الشديد على شرف المهنة الإبداعية"، داعيا في المادة الخامسة الفنّان لإدراك أنّ "الرقيب الحقيقي على فنّه ومسلكه إنّما هو ضميره، وانتماؤه وحسّه النّقدي"، وهو وفق ما جاء في المادة السادسة "أمين على وحدة الوطن وأمنه واستقراره"، لذلك يضطلع بمهام ترسيخ قيم المواطنة لدى المجتمع، والحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية والفن الجزائري الأصيل، ونشر قيم المحبّة والتسامح والتعايش بعيدا عن الغلو والتطرّف والابتذال، مع الامتناع عن كلّ أشكال التمييز وخطاب الكراهية بين أبناء الوطن وبين الشعوب والأمم وعدم المساس بالأديان والمقدّسات.

وتحدّثت المادة السابعة عن مكانة الفنّان عندما أشارت إلى أنّ "الفنّان موضع تقدير الدولة والمجتمع، ولذلك ينبغي أن يحرص على أن يكون في مستوى هذه المكانة المرموقة مع بذل الجهد في خدمة الإبداع والوطن والأمة"، مع التأكيد على لزوم أن يكون صورة صادقة ومشرّفة للمثقف المنتمي بإخلاص لوطنه وللقضايا الإنسانية العادلة" مثلما نصّت عليه المادة الثامنة، وأوضحت المادة التاسعة أنّ احترام قواعد وأخلاقيات المهن الفنّية والالتزام بها "ليس قيدا وإنّما تعبير عن إرادة سامية لتحقيق أهداف الفن النبيلة"، و"الفنّان هو من يلتزم بمسؤولية عالية تجاه هذا الميثاق والتحلّي به وتقديره بما يجب من نبل وإخلاص وفاء لشرف الفنون، والتزاما أصيلا بالوطن والمجتمع" وفق ما جاء في المادة العاشرة.