الحقوقي الوناس غشير لـ "المساء":

الثلث الرئاسي في مهمة محو الصورة المشوهة التي لصقت به

الثلث الرئاسي في مهمة محو الصورة المشوهة التي لصقت به
الثلث الرئاسي في مهمة محو الصورة المشوهة التي لصقت به
  • 713
شريفة عابد شريفة عابد

اعتبر المحامي الوناس غشير ، في تصريح لـ "المساء"، أمس، أن أكبر مهمة تنتظر أعضاء الثلث الرئاسي بمجلس الأمة المقرر تنصيبهم قريبا، تكمن في تغيير الصورة المشوهة لهذا الثلث لدى الراي العام الوطني، بعد سلسلة المحاكمات التي مست أعضاءه بسبب تورطهم في قضايا فساد، مبرزا في هذا السياق ضرورة أن يلعب هؤلاء دورهم الاجتماعي والثقافي والعلمي بحذر ويقظة عالية، في ظل الظرف الصعبة التي تمر به الجزائر .

وقال المتحدث إن استرجاع ثقة الشعب في الثلث الرئاسي تبرز في الوقت الراهن كتحد أول يقع على عاتق أعضائه، بشكل خاص، تليها التحديات الأخرى التي تعني كافة أعضاء المجلس، "لا سيما وأن أكثر المتابعات القضائية التي مست أعضاء مجلس الأمة، شملت أعضاء من الثلث الرئاسي، الذي كان حسبه "ملجأ وملاذا لبعض المتورطين من قضايا فساد من الحساب، تعلقت بنهب أموال التضامن الاجتماعي أو التموين الخفي للحملة الانتخابية وللأحزاب والاستفادة من امتيازات غير مستحقة، تمت ممارستها خلال حقبة وزارية أو خلال عضوية بالثلث الرئاسي..".

ويرى المتحدث، أنه حتى وإن كان يصطلح على الثلث الرئاسي تسمية "الثلث المعطل" من الناحية السياسية والقانونية، فإنه يضطلع بدور كبير جدا في المجتمع، باعتباره في الديمقراطيات العريقة يضم خيرة رجال ونساء المجتمع ممن يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة العالية في مختلف مجالات الحياة، خاصة الأمنية والاجتماعية منها، مضيفا في هذا الشأن بأن "الثلث الرئاسي في الجزائر كان موفقا في مهامه خلال سنوات الأولى لنشأته، قبل أن يحدث لبعض أعضائه - وليس الكل - الانحراف والوقوع إما في دائرة الفساد أو الجمود التام".

وتتمثل المهمة الأساسية للثلث الرئاسي، حسب الأستاذ غشير، في دعم برنامج رئيس الجمهورية من خلال تأدية الدور الرقابي على مستوى الغرفة التشريعية وتعطيل أية نصوص أو مشاريع أو برامج من شأنها أن تتعارض مع الاتجاه العام لبرنامج الرئيس، وهي المهمة التي تنتظره في إطار التعديل الدستوري المرتقب وكذا مع جميع القوانين العضوية والعادية التي ستنبثق عنه.

أما الدور الثاني، لهذا الثلث، فيتمثل، حسب محدثنا في المساهمة في بسط السلم الاجتماعي والحفاظ على الأمن الوطني، باعتبار أن أعضاءه يكونون من بين الشخصيات الوطنية الوازنة في المجتمع. "وكان اختيار أعضاء الثلث الرئاسي في مجلس الأمة خلال العهدات الماضية تتم بحكمة ودقة عالية، حيث يتم انتقاؤهم من المناطق التي تعرف نزاعات واضطرابات، بشكل يضمن للشخصية المعينة لعب دور هام في التهدئة وتحقيق السلم والأمن الوطنيين، وهو الدور الذي لعبه الكثير من أعيان الجنوب الذين كانوا في الثلث الرئاسي خلال السنوات الماضية: يقول الأستاذ غشير.

في نفس السياق، يرى محدثنا أنه حتى وإن كانت الشخصيات 15 التي قام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتعينها مؤخرا في الثلث الرئاسي ليست معروفة وتتميز بطابع الخبرة والتحكم الجيد في ملفات محددة، إلا أن التجربة الميدانية و تعاطيها مع الأحداث مستقبلا هي من ستحدد نجاحها أو فشلها في المهمة الموكلة لها، "خاصة وأن الحراك الشعبي فرض جملة من المعطيات الجديدة تستوجب من جميع المؤسسات التكيف معها وأخذها بعين الاعتبار حتى تحظى بالقبول".