بعد تسجيل قفزة نوعية في استيراد الألواح الشمسية الصينية.. الخبير شقنان لـ"المساء ":
الجزائر بالسرعة القصوى في إنجاز مشاريع الطاقات المتجددة

- 218

سجلت الجزائر قفزة نوعية في مجال استيراد الألواح الشمسية المنتجة بالصين، حيث احتلت المرتبة الرابعة عربيا، منتقلة من قدرة تصل إلى 0.01 ميغاواط في النصف الأول من سنة 2024 إلى 0.85 ميغاواط في النصف الأول من السنة الجارية.
سجلت بيانات حديثة نشرت مؤخرا في الموقع العالمي "أمبر إينيرجي"، تطورا ملحوظا في اقتناء الجزائر للألواح الشمسية الموجهة لإنتاج الكهرباء النظيفة، والتي يتم إنتاجها في الصين، حيث انضمت الجزائر في الستة أشهر الأولى من 2025 إلى العشر دول عربية الأكثر استيرادا لهذه المنتجات.
وتعليقا على هذه الأرقام غير المسبوقة، قال الخبير الدولي في الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي البروفيسور علي شقنان في تصريح لـ"المساء"، إن هذه المؤشرات يمكن قراءتها من منظورين، الأول يتعلق بدلالاتها بالنسبة للجزائر والثاني يخص سبب اختيار الصين كمورد لهذه المعدات.
في هذا الصدد، أشار إلى أن الأرقام تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن الجزائر التي فتحت ورشة كبيرة خلال السنوات الأخيرة في مجال الطاقات المتجددة، عازمة اليوم على تسريع عملية الانتقال الطاقوي "بكل ثقة"، وذلك بتبنيها لمشاريع واعدة في هذا القطاع، من أجل تحقيق مزيج طاقوي متنوع.
كما يدل هذا الرقم على أن البرنامج الذي تم وضعه دخل فعلا مرحلة الإنجاز والتنفيذ في مرحلته الأولى، وينتظر اطلاق المرحلة الثانية لاحقا، وهو ما تمليه، كما أضاف الخبير، حالة الطوارئ المناخية الحالية وكذلك أزمة الطاقة التي تتطلب تعزيز التحول الى أنظمة الطاقة المتجددة.
وذكر الخبير بأن مشروع إنتاج الكهرباء الخضراء من مصادر متجددة ولاسيما الطاقة الشمسية بقدرة 15 ألف ميغاواط في آفاق 2035، يعد اشارة واضحة على رغبة الحكومة القوية في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي من أجل تأمين المستقبل الطاقوي للبلاد.
ولهذه الأسباب، شدد شقنان على وجود حاجة إلى الاستعانة بشراكات واعدة مع دول رائدة في مجال الطاقات المتجددة، لأن انجاز هكذا مشاريع يتطلب اختيار الدول التي لديها باع كبير في هذا المجال، وليس غريبا بالنسبة لمحدثنا أن تكون الصين إحدى هؤلاء الشركاء، لعوامل متعددة من أهمها هيمنة الصين بشكل كبير على هذه الصناعة عالميا حيث تستحوذ على أكثر من 80 بالمائة من الطاقة التصنيعية.
واستدل الخبير بالأرقام التي تشير إلى ارتفاع حصة الصين في سلسلة الإنتاج العالمية في قطاع الطاقات المتجددة من 55 بالمائة في 2010 الى 84 بالمائة في عام 2021، حيث تعد اليوم ثماني شركات من كل عشرة تعمل في هذا المجال "صينية". كما تهيمن الصين ، وفقا لمحدثنا، على انتاج الكهرباء من الطاقة الكهروضوئية الشمسية، مسجلة أكبر قدرة كهربائية مركبة في العالم سنة 2022 لم بـ392 جيغاواط، بعيدا جدا عن فرنسا التي لم تتجاوز قدرتها 16 جيغاواط فقط.
من جهة أخرى، يعود تفضيل الألواح الشمسية الصينية، حسب تحليل شقنان، إلى كونها تباع بأسعار معقولة مقارنة بتلك المصنعة في الدول الغربية، وفي نفس الوقت تقدم أداء مماثلا، فهي غالبا ما توفر نوعية جيدة، كما أضاف، مرجعا ذلك لعاملين رئيسيين هما القدرة التنافسية للشركات الصينية في السوق العالمية وكذلك انخفاض تكاليف الانتاج، حيث لاحظ بأن الاسعار تختلف حسب استطاعتها وجودتها ومكان اقتنائها.
كما سجل البروفيسور شقنان بأن الألواح الصينية موجودة في كل أنحاء العالم وخاصة في أوروبا حيث تمثل حصتها 23 بالمائة بهذه السوق، فضلا عن أن الغالبية العظمى من مادة السيليسيوم المستعملة في انتاج الالواح الشمسية تأتي من الصين وتستخدم لصناعة الالواح الشمسية في باقي أنحاء العالم.، كما أن معظم مكونات اللوح الشمسي الكهروضوئي المصنعة في العالم، تأتي من الصين، وهو ما يؤكد جودتها.