سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي لـ«المساء”:
الجزائر بلد مؤثر في المنطقة وشعبها قادر على حماية أمنه واستقراره
- 1031
أكدت الحكومة الصينية، أمس، أن الجزائر دولة مؤثرة في إفريقيا والعالم العربي وأن استقرارها يهم الشعب الجزائري نظرا لارتباط ذلك بمصالحه الأساسية، فضلا عن تأثير ذلك على السلم والاستقرار في المنطقة ككل. كما أبرزت بكين تمسكها بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى على إثر سلسلة المظاهرات التي تشهدها مختلف مناطق البلاد والمطالبة بالتغيير السياسي، معربة عن قناعتها بأن الشعب الجزائري له من الحكمة والقدرة الكافية التي تجعله قادرا على إيجاد الطريق الأفضل المتوافق مع ظروفه الوطنية.
قال السيد لي تشنغون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية في تصريح لـ«المساء” خلال لقاء مع وفد إعلامي عربي بالوزارة، إن بكين سجلت إعلان الرئيس بوتفليقة بعدم الترشح لعهدة رئاسية جديدة مع تنظيم ندوة وطنية شاملة لدفع مسار الإصلاحات السياسية، معربة عن أملها الصادق في سير العملية السياسية في الجزائر بشكل سليم.
وأوضح المسؤول الصيني أن الجزائر والصين تربطهما علاقات تقليدية عريقة، مشيرا إلى أنه سبق أن زارها العام الماضي وانبهر بالثروات الطبيعية والقدرات الاقتصادية الكبيرة التي تزخر بها
والتي بإمكانها خدمة التنمية من أجل حياة رغيدة ورحبة للشعب الجزائري الذي بإمكانه –كما قال- دفع الأمور إلى الأفضل وحماية الأمن والاستقرار لبلاده.
واستعرض السفير تشنغون ملامح التعاون العربي الصيني بمناسبة تنظيم أول طبعة لبرنامج المركز الصيني العربي للصحافة الذي تأسس العام الجاري، مؤكدا حرص بلاده على الارتقاء بمستوى العلاقات الإستراتيجية إلى الأفضل على أساس الثقة المتبادلة.
وتناول لي تشنغون مراحل تطور هذا التعاون وفق الآليات 15 المعتمدة منذ إنشاء المنتدى الصيني العربي سنة 2004 والتي أعطت نتائج مثمرة، مشيرا إلى مختلف الاجتماعات الدورية التي تعقد بين الجانبين، على غرار الاجتماع الوزاري الذي سيعقد دورته التاسعة بالأردن واجتماع كبار المسؤولين الذي سيعقد دورته
الـ16 بدولة الإمارات العربية المتحدة وكذا منتدى رجال الأعمال والاستثمارات الذي سيعقد دورته الثامنة الشهر المقبل بتونس.
وكذا الندوة الصينية العربية للإصلاح والتنمية التي ستعقد بشنغهاي يومي 15 و16 افريل.
وعليه أشار الدبلوماسي الصيني أن المنتدى حقق تطورات كبيرة طيلة 15 عاما الماضية، مؤكدا عزم بكين على توطيد مختلف أشكال التعاون مع الشروع في تعزيز آليات جديدة، من خلال التركيز على السلام والتنمية، مؤكدا أهمية إقامة علاقات إستراتيجية في مجال الطاقة والقطاع البنكي، فضلا عن تعزيز المبادلات الثنائية في شتى المجالات على غرار توفير10 آلاف فرصة للتدريب للدول العربية في مختلف التخصصات.
وقدر تشنغون حجم المبادلات التجارية بين الجانبين حاليا بـ240 مليار دولار،معربا عن قناعته بأن تشهد ارتفاعا أكثر خلال السنوات القادمة، لاسيما مع طموح بكين للارتقاء بالتعاون مع كافة الدول الشريكة في إطار مشروع حزام الطريق الذي يعتمد على مبدأ رابح-رابح، مضيفا أن العالم العربي قد أعرب عن ترحيبه له والدليل على ذلك توقيع 16 دولة عربية على وثيقة التعاون فضلا عن الجامعة العربية التي تعد أو منظمة إقليمية توقع على الوثيقة.
وفي انتظار تجسيد آمال المشروع الذي استجابت له أكثر من 130 دولة ومنظمة، أوضح الدبلوماسي الصيني أن العديد من مشاريع التعاون قد نفذت في حين هناك أخرى قيد التنفيذ بمختلف الدول العربية، على غرار ميناء الحمدانية بالجزائر وإنشاء خط الكهرباء بمصر.
وحرص الدبلوماسي الصيني على ضرورة تفعيل الآليات المشتركة لتعزيز التعاون الاستراتيجي، وفق مبدأ الاستمرارية على ضوء الاحتفال في عام 2021 بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الذي يرنو إلى بناء مجتمع طموح وكذا الذكرى المئوية لتأسيس دولة الصين الشعبية عام 2049 في ظل التطلع إلى إنشاء دولة اشتراكية قوية.
وفي الجانب السياسي، جدد المتحدث الموقف الثابت للصين في حل الخلافات عبر الحوار، مشيرا إلى أن التمسك بالتنمية لتجاوز التحديات يظل من الأمور الضرورية على أن تتناسب السبل المعتمدة في ذلك مع الظروف الوطنية لكل بلد، ليستطرد قائلا ”قد لا يتناسب النمط الصيني لبقية الدول الأخرى ويمكن فقط الاستفادة من التجارب المفيدة”.
كما أكد الدبلوماسي الصيني التزام بكين بدعم الموقف العادل للقضية الفلسطينية، مبرزا حرص بلاده على لعب دور فعال لتكريس السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
للإشارة، افتتح برنامج المركز الصيني العربي للصحافة في طبعته الأولى بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، بحضور مستشار وزارة الخارجية الصينية، حيث ابرز نائب رئيس الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة لوه لين تشيوان جذور الصداقة العربية الصينية التي تضرب في أعماق التاريخ، مشيرا إلى الأهمية التي تمثلها الدول العربية لبلاده باعتبارها شريكا هاما في بناء حزام الطريق.