نائب الوزير الأول لمقاطعة كيبك ليز تيريولت لـ«المساء»:

الجزائر بلد ملهم ولنا فيه مكان لإقامة شراكات استراتيجية

الجزائر بلد ملهم ولنا فيه مكان لإقامة شراكات استراتيجية
  • 1119
جميلة.أ جميلة.أ

أكدت نائب الوزير الأول لمقاطعة كيبك بكندا السيدة ليز تيريولت، أن زيارتها الأولى للجزائر سمحت لها بتشكيل نظرة ورؤية أكثر وضوحا هو مستقبل العلاقات بين البلدين وفرص الشراكة والتعاون، وقالت ضيفة الجزائر في تصريح خاص «للمساء» إنها على قناعة تامة بأن الجزائر وكيبك تتقاسمان العديد من النقاط المشتركة ليس فقط من حيث اللغة ولكن أيضا الرغبة في النجاح واكتشاف أسواق جديدة وروح المقاولاتية لاسيما عند النساء، مضيفة ان الجزائر بلد ملهم وأن لكندا فيه مكان لإقامة تحالفات وشراكات استراتيجية.

وقالت ليز تيريولت، مساء أمس، عقب اجتماع نظم بمقر الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة بحضور وفد هام من رجال وسيدات أعمال كندا ونظرائهم من الجزائر يتقدمهم رئيس الغرفة السيد محمد العيد بن عمر، إن المهمة الدبلوماسية التي يقوم بها وفد من مقاطعة كيبك حاليا والمندرجة ضمن سلسة زيارات ستقودهم إلى دول إفريقية اختيرت الجزائر كمنطلق لها، ستكون لها إسقاطات اقتصادية هامة في القريب العاجل، مذكرة بأن الزيارة تأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من المهمة الاستكشافية والاقتصادية التي قام بها وفد من رجال أعمال جزائريين نحو كندا شهر أفريل الماضي، والتي فتحت الشهية لكلا الطرفين.

نائب الوزير الأول لمقاطعة كيبك، التزمت بتسطير زيارات لسيدات أعمال كنديات إلى الجزائر، ومهمة أخرى لسيدات أعمال جزائريات نحو كيبك بغية تبادل الخبرات والاستلهام من تجارب المرأة المقاولاتية بكيبك، والتي قطعت أشواطا هامة، وأضافت المتحدثة أن التحدي المستقبلي سيرتكز على توحيد الجهود وتسريع وتيرة الزيارات لتحديد أهم الاحتياجات وتجسيدها على أرض الميدان.. وفي السياق قالت السيدة ليز، إن الجزائر ملهمة وإنها شعرت خلال الفترة القصيرة التي قضتها أن لمقاطعة كيبك مكان بهذا البلد لإقامة تحالفات استراتيجية وشراكات مع رجال الأعمال وشركات.

وعن اختيار الجزائر كأول محطة ضمن جولة ستقود الوفد إلى كل من تونس والمغرب ودول أخرى، قالت نائب الوزير الأول إن الاختيار كان طوعيا واستراتيجيا في نفس الوقت، فبالاضافة إلى استغلال أول رحلة جوية مباشرة بين الجزائر وكيبك، فإن مؤهلات الجزائر ومكانتها التي تحتلها كمحرك للقارة، وكذا كونها أول شريك اقتصادي لكندا وبوابتها نحو استكشاف وولوج أسواق إفريقيا، خاصة وأن العديد من المؤسسات الكيبكية قررت اقتحام أسواق جديدة خاصة الإفريقية.

وفي لقاء سابق جمع نائب الوزير الأول لمقاطعة كيبك ليز تيريولت، بسيدات الأعمال الجزائريات ونظيراتها الكنديات، دعت المسؤولة إلى إرساء شبكة للمقاولاتية النسوية في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرض الاستثمار في مجالات إستراتيجية مثل الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة وكذا الفلاحة، وفي السياق اتفقت السيدة ليز، مع رئيس الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة بتنظيم زيارات متبادلة لسيدات أعمال البلدين، وهو المقترح الذي تقدم به السيد محمد العيد بن عمر، قبل أن يحظى بموافقة السيدة ليز ورعاية سفيرة كندا بالجزائر.

وقالت السيدة ليز تيريولت، نائب الوزير الأول لمقاطعة كيبك ووزيرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتخفيف التنظيمي والتنمية الاقتصادية الجهوية، خلال افتتاحها لليوم الدراسي حول العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وكندا ودور المقاولاتية النسوية في تفعيل سبل التطور،  أن الوفد المرافق لها من سيدات الأعمال الكنديات يتشكل من شخصيات فاعلة ونشيطة اقتصاديا وتجاريا في منطقة الكيبك، وهي قادرة على تحديد السبل العملية لتحقيق الشراكة بين الجزائر والكيبك على ضوء شبكة علاقاتها الدولية التي من شأنها أن تفيد الجزائريات الراغبات في تحقيق نقلة نوعية في مجال نشاطهن.

وأوضحت السيدة تيريولت، أن الجزائر هي «الشريك الاقتصادي الأول للكيبك في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، كما أن الكيبك هي الشريك الاقتصادي الأول  للجزائر في كندا»، مضيفة أن الرهان هو على التنمية المستدامة عن طريق تحفيز  المشاريع المشتركة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة تلك المسيرة من  قبل النساء.

وحسب الأرقام فقد بلغت صادرات منطقة كيبك نحو الجزائر في 2007 نحو 33 مليون  دولار بينما وصل الاستيراد من الجزائر 2 مليار دولار، وهو دليل على أن الجزائر ـ تقول نائب الوزي الأول الكيبكي ـ أن هي الخيار والوجهة المفضّلة في مجال الاستثمار والتعاون الاقتصادي في المنطقة بالنظر إلى قدم العلاقات، مشيرة إلى مجالات التعاون في التكوين والثقافة والتربية، وكل ما يخص الجالية الجزائرية المقيمة بالكيبك والتي يقدر عددها في عموم كندا ما بين 100 ألف و150 ألف جزائري معظمهم في منطقة الكيبك.

وركزت ضيفة الجزائر على أهمية المقاولاتية النسوية في حكومتها، واصفة إياها بـ»عمود الاقتصاد»، حيث ارتفع ـ كما قالت ـ عدد سيدات الأعمال في هذه المنطقة من كندا بشكل ملحوظ تجاوزت نسبتهن من 20 بالمائة في 1986 إلى 39 بالمائة في 2016 (16 % منهم يملكن الأغلبية في الشركات). كما تم تخصيص 15 مليون دولار منذ 2011 كقروض لسيدات الأعمال وقد ساهم ذلك في خلق استثمارات بقيمة 84.6 مليون دولار وكذا خلق أزيد من 3423 منصب شغل في الكيبك، وهي الفكرة التي طلب السيد العيد بن عمر، تفاصيل أوفى عنها بغية تجسيدها في الجزائر. 

لدى استقبالها من قبل وزيري التضامن والصناعة ... نائب الوزير الأول تيريولت تفتح ملفات هامة في القطاعين

ألحت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية، خلال لقائها أمس، مع نائب رئيس وزراء مقاطعة كيبك وزيرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتخفيف التنظيمي والتنمية الاقتصادية الجهوية ليز تيريولت، على ضرورة الاعتراف بمعادلة شهادات الجزائريين المقيمين في كيبك وتشجيع المقاولاتية في كندا والجزائر.

وأشارت الوزير في تصريح للصحافة عقب اللقاء إلى أنها تطرقت مع المسؤولة الكندية إلى أهمية وضرورة الاعتراف بمعادلة شهادات الجزائريين المقيمين في كيبك، وتأكيد خبرتهم «لأنهم يلاقون مشاكل كثيرة في إطار التشغيل»، وأوضحت في هذا الصدد بأن هناك نسبة بطالة كبيرة في أوساط الجالية الجزائرية في كيبك «لذلك نأمل أن نسوي هذا المشكل في أقرب وقت ممكن، على اعتبار الجزائر أول شريك مغاربي لكندا». مؤكدة في نفس السياق بأن 9 بالمائة من أصل 90 جزائري مقيم بكندا مستقرون في مقاطعة كيبك.

من جهتها أوضحت السيدة تيريولت، أن اللقاء الذي جمعها بالوزيرة الدالية، شكل فرصة لمناقشة المتابعة في مجال التكوين لا سيما فيما يتعلق بإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة لفائدة النساء والشباب الجزائريين، وكذا تطوير العلاقات عن طريق خلق «علاقة مميزة».

من جهته استعرض وزير الصناعة والمناجم محجوب بدة، في لقائه أول أمس، مع السيدة ليز تيريولت، سبل تعزيز التعاون الثنائي في قطاع الصناعة في ظل استعداد الجزائر لبعث مشاريع مكثفة متضمنة في المحاور الكبرى لمخطط عمل الحكومة.

واغتنم الوزير الفرصة لعرض الخطوط العريضة لمخطط عمل  الحكومة، لاسيما في شقه الاقتصادي وما يوليه من اهتمام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي تلعب دور أساسيا في خلق مناصب الشغل وتعزيز القيمة المضافة، مسلطا الضوء على الفروع ذات الأولوية كقطاع المناجم والمناولة في قطاع السيارات والصناعة الغذائية وكذا ميدان التكوين الذي تكتسب فيه كندا خبرة واسعة.