بن جامع يندّد بنيويورك باستمرار أعمال العنف ضد المدنيين
الجزائر تدعو الأطراف السودانية إلى إعلاء مصلحة بلدهم
- 319
❊ لا استعداد للالتزام بوقف إطلاق النار والحكومة مسؤولة عن حماية المدنيين
دعا الممثل الدائم للجزائر بمنظمة الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع أمس، الأطراف السودانية إلى الاهتمام بمستقبل الشعب السوداني ووضع مصلحة ووحدة وطنهم فوق كل الاعتبارات، مندّدا بشدة استمرار أعمال العنف المرتكبة ضد المدنيين.
قال بن جامع في كلمة ألقاها نيابة عن أعضاء مجموعة A3+ حول الوضع في السودان بمجلس الأمن الدولي تلقت "المساء" نسخة منها، أن مساعي المجلس للدفع باتجاه حلّ سلمي لم يكن لها للأسف التأثير المطلوب على أرض الواقع، مضيفا أن تجدّد الاشتباكات في العاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر، تعد مثالا صارخا على الاستخفاف الذي ظهر تجاه المجلس، وتجاه المجتمع الدولي أيضا.
وأضاف أنه "بعد مرور أكثر من 18 شهرا على بدء النزاع، لم نشهد حتى الآن أي مظهر من مظاهر استعداد الأطراف للالتزام بوقف إطلاق النار والانخراط في عملية سياسية ذات مغزى"، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني مازال مترديا مع تفشي عديد الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والملاريا، بالإضافة إلى الفيضانات الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص. كما ذكر بأن تأثير هذا النزاع كان أكثر فظاعة على النساء والفتيات والأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب والاختطاف وسوء المعاملة.
وبعد أن رحب بالتقرير الذي قدمه الأمين العام بشأن التوصيات المتعلقة بحماية المدنيين، أكد ممثل الجزائر على ضرورة تحديد أساس للحلّ الدائم، معتبرا أن إقناع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية قصوى، بمساهمة جميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، مدفوعة بالعدالة وحسن النية والقانون الدولي.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار أمر حتمي مع التحلي بالحكمة وضبط النفس، أوضح ممثل الجزائر أن المسؤولية الأساسية لحماية المدنيين تقع على عاتق حكومة السودان وجميع أطراف النزاع، مضيفا أنه بإمكان مجلس الأمن المساهمة بالتنسيق مع الأطراف الوطنية المعنية في السودان، بتقديم الدعم اللازم لمراقبة أي اتفاق لوقف إطلاق النار في نهاية المطاف وضمان احترام الالتزامات والوفاء بها. كما يرى أن أي مسعى لحماية المدنيين يجب أن يتماشى مع آليات المساءلة لوضع حدّ للإفلات من العقاب وتقديم مرتكبي الفظائع والجرائم وجميع أنواع الانتهاكات إلى العدالة، مستنكرا بحزم التدخلات الخارجية.
وأضاف أنه يتعين على الأطراف السودانية الالتزام أكثر باحترام القانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. وانتهز بن جامع الفرصة لإدانة الانتهاكات المروعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع الجمعة الماضي في قرية السريحة، حيث قتل ما لا يقل عن 124 مدني، مبرزا أن هذه الصور المروعة تعكس غياب أي مفهوم لاحترام القانون الدولي أو مدوّنة سلوك في أسلوب عمل الجناة. ودعا الأطراف إلى إظهار بعض المسؤولية من خلال تجنّب القتال في المناطق السكنية على الأقل حفاظا على أرواح المدنيين والأبرياء.