دعت الشعوب الإسلامية إلى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني

الجزائر تدين سياسات تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على المنطقة

الجزائر تدين سياسات تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على المنطقة
رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي
  • القراءات: 470
س. س س. س

دعت الجزائر على لسان رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، أمس الجمعة بإسطنبول (تركيا)، الشعوب الإسلامية الى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإدانة السياسات الهادفة لتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة والاستحواذ على المنطقة بالتطبيع أو التواطؤ.

وقال السيد بوغالي، في كلمة له أمام المؤتمر الـ16 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، "تدعو الجزائر الشعوب الإسلامية لمزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني، مع العمل على صون حقوقهم ومكتسباتهم وتراثهم وهويتهم وإدانة السياسات الهادفة لتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة والاستحواذ على المنطقة بالتطبيع أو التواطؤ"، مضيفا بقوله "نحن مع نصرة الشعب الفلسطيني في نضاله المقدس من أجل التحرر والكرامة ومن أجل بناء دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف، كما كانت عبر تاريخها المجيد، منارة للحضارة والحرية والفكر والتعايش السلمي والبناء الإنساني". وشدد في ذات السياق على أن الجزائر "ستبقى داعمة لدولة فلسطين ولشعبنا الفلسطيني الأبي وداعية للمصالحة الفلسطينية الوطنية للرفع من المناعة الوطنية للفلسطينيين، ومن مستوى تجندهم وتأهبهم وتعبئتهم من أجل قضيتهم وسيادتهم". كما أكد بأن "الضمير الإنساني" يستدعي منا جميعا "العمل في الأطر البرلمانية، الجهوية والدولية، من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية وتطلعه لإقامة دولته السيدة في أقرب الآجال، لأنها قضية حق مسلوب يكفله التاريخ والقانون الدولي".

في هذا الشأن، جدد السيد بوغالي التأكيد على بقاء الجزائر "فاعلة في كل الأطر والمبادرات الساعية لحل النزاعات بالطرق السلمية وفي الرفع من مستوى التضامن ومن مجالات التنسيق بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحقيقا لعلاقات أكثر ثراء وتكاملا بين دولنا خدمة لشعوبنا وضمانا لمصير مشترك يميزه الرقي والرخاء". كما ذكر بأن "جزائر اليوم تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أكملت بناء مؤسساتها الديمقراطية، استجابةً لمطالب الشعب في حراكه المبارك، وهي لا تزال وفيةً لمواقفها الثابتة، متشبثة بمبادئها"، مبرزا في هذا الشأن بأن "فلسطين تشكل بعدا روحيا ووجدانيا لكل الجزائريين، كما أنها قضية مقدسة للجزائر حكومة وشعبا.. فالجزائر، يضيف السيد بوغالي، مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، في كل الحالات والأزمنة".

أجندات لضرب وحدة الأمة والتشجيع على التطبيع

من جهة أخرى، أشار السيد بوغالي إلى أن العالم الإسلامي يواجه اليوم "عديد التحديات والتهديدات التي تفرزها الاستراتيجيات الرامية لإعادة التشكيل الجيوسياسي للعالم، مما زاد من تنافس الأجندات الخارجية وتضارب الإرادات الأجنبية وكثرة المناورات والمؤامرات التي تهدف لعرقلة المسارات الوطنية المرتبطة بتعزيز الاستقرار النسقي للدول وتجانسها الاجتماعي ورقيها الاقتصادي". كما تستهدف هذه الأجندات، يقول السيد بوغالي، "ضرب وحدة الأمة وإذكاء النعرات والنزاعات وزرع عوامل الانشقاق والفرقة، والتشجيع على التطبيع مع الكيان الصهيوني وبناء شراكات أمنية وعسكرية، بما يبعث على المزيد من التشنجات ويرهن مستقبل علاقات الإخاء والتضامن بين الشعوب المسلمة".

وتابع في ذات السياق بالقول، "قضيتنا المركزية"، فلسطين تواجه "تحديات جديدة مرتبطة بمناورات تهدف لعرقلة مسار استرجاع الفلسطينيين لحقوقهم التاريخية والمشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، خاصة مع استمرار الكيان الصهيوني في تفعيل سياساته الهادفة لطمس التراث الحضاري والديني الفلسطيني بمحاولة تهويد المقدسات والعمل على فرض خارطة سكانية متناقضة مع تاريخ فلسطين وحدود 4جوان

1967 عن طريق بناء المستوطنات ونزع الأراضي من ملاكها الفلسطينيين وتفتيت الضفة الغربية لأجزاء غير متصلة عن طريق جدار العار، والسعي لفرض انقسام بين الضفة وغزة الفلسطينيتين بالعدوان والحصار والحرمان". من جهة أخرى، تطرق السيد بوغالي في كلمته إلى ظاهرة "الهجرة"، التي تشكل، حسبه، "حركية تاريخية وإنسانية تزداد حدة وبروزا عندما تلتقي عناصر عدم الاستقرار وضعف التنمية وغياب آفاق التكفل بالشباب والفئات الهشة"، مشيرا الى أنه بالنظر إلى "كثرة النزاعات في عدد من دول العالم وتصلب السياسات الأوروبية المتعلقة بالهجرة، تزداد حركيتها غير الشرعية،  وذلك لارتباطاتها بشبكات الجريمة المنظمة التي تستثمر في مآسي البشر وتتسبب في كوارث إنسانية بالغرق أو الموت الجماعي للمهاجرين".

وأوضح  بهذا الخصوص بأن الجزائر "التي لم تعد دولة عبور فحسب، بل وجهة لاستقرار المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا وآسيا، تبنت مقاربة إنسانية قائمة على مبادئ التضامن،  مع الدعوة لتمكين الشباب من العيش بكرامة وأمان في بلدانهم الأصلية عن طريق المساعدة على حل النزاعات التي تختلقها بعض الجهات خدمة لمصالحها وعن طريق تقديم الإعانات الدولية الضرورية لتعزيز التنمية في البلدان الأصلية".